المناسبات وأدبيات الحضور
نقف متأملين قليلاً بما يبهجنا أن نتحلى به قولاً وفعلاً في مناسباتنا العامة والخاصة التي تمر بحياتنا يومياً وعلى مدار العام، وهي كثيرة ومتعددة الجوانب، منها على سبيل المثال، مناسبات الأفراح في الأعراس والأعياد والمناسبات الوطنية، ذكرى اليوم الوطني، يوم التأسيس، يوم العلم، والمناسبات الدينية الأخرى المتعارف عليها خلال ايام السنة.
من شأن الإنسان العاقل أن يحرص على أن يكون حضوره ومشاركته لهذه المناسبات بنية صالحة نقية، خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى، وعليه أن يتحلى بالأداب العامة وبالذوق الرفيع، إذ عليه أن يكون ملتزماً بما يعزز تأليف النفوس وتقوية أواصر المودة والإخاء بينه وبين من أجاب له الدعوة والحضور سواءً كانت الدعوة من شخص أو مجموعة أو من جهة رسمية أو أهلية.
فمن الممكن أن نذهب لحضور مناسبة زواج أو تعزية أو تشييع جنازة، فقيل في الأثر، ما من مؤمن يعزي أهله وأخوانه بمصيبة، إلا كساه الله عز وجل من حلل الكرامة يوم القيامة الكثير، وقيل كذلك ما من مسلم شارك أخاه فرح وأدخل عليه السرور، ألا منحه الله السعادة وسعة الرزق والولد، وظفر بالأجر والحفظ وطول العمر.
إن المشاركات الإجتماعية في المناسبات تعطي الكثير من الدروس، بحيث لا نترك حضورنا يمر دون الإستفاذة، وقد لا تخلوا أي مناسبة من ملاحظات، وإن رأى أحدنا خطأ يبادر إلى تصحيحه بطرق سلمية، بإبلاغ الجهة المنظمة والمشرفة، وأن نتحلى بالرفق واللين والحكمة، وعدم التجريح أوالتشهير، حتى تحقق النصيحة هدفها وتؤتي بإذن الله ثمارها.
إن إرتداء الملابس المناسبة التي تليق بالمناسبة من الأداب والسلوكيات الواجبة دينياً وأخلاقياً ووطنياً، الأبتسامة والترحاب، عدم التدخين بالقرب من الآخرين ولا في دورات المياه ولا في الممرات، حفاظاً على الصحة والنظافة العامة، التحدث مع الناس بلباقة وعدم التطاول في الكلام، عدم الإنحراف عن الأخلاق والآداب العامة والتحلي بالذوق العام، تجنب المناقشات المثيرة للجدل، الأنتباه إلى المساحة الشخصية ولغة الجسد وهي من الإلتزامات والضروريات المهمة، الإمتناع عن إحداث الضوضاء والإزعاج، مما قد يسبب ارباك أو أحراج لمتحدث ما في المناسبة، مخاطبة الأخرين بأدب وقبول الإقتناع عن مقاطعة اللغير أثناء حديثهم، وإحترام الضيوف القادمين من خارج المنطقة، وعلينا جميعا أن نعكس صورة حسنة طيبة عن مجتمعنا وخاصة عند مقابلتنا أشخاص جدد، ابقٍ هاتفك في وضع صامت عندما يتطلب الأمر وتجنب الخروج والدخول للمجلس أو المكان بشكل مفرط وملفت للنظر، وأخيراً وليس بالأخر، أعرض المساعدة للأخرين بقدر ما تستطيع وخاصة من كبار السن والأطفال وذوي الهمم، وأحترام الكوادر المنظمة وتسهيل المهام المناطة بهم والإلتزام بالأمن والسلامة والتأني والصبر والأخلاق الحميدة، لتكسب المثوبة والأجر من الله عز وجل.