شعب الله المحتار !
الحاء هنا بدون نقطة ، وتعني الحيرة والتردد والوقوف أمام خيارين كلاهما مُــرّ !
والموضوع يدور حول كشف وجه المرأة ( الغطاء ) أو ( البوشية بالعامية ) ، وعرض اللبس والالتباس في قضية كشف الوجه للمرأة السعودية بالذات ، وقبل الغوص في لج الموضوع أقدم احترامي لكل المنقبات في العالم الإسلامي، واختلاف الرأي لا يفسد في الود قضية كما يقال، ولكي لا أرمى وأتهم بالدعوة إلي الإنفساخ والإنسلاخ من عادات وتقاليد مجتمعنا المحافظ ، أو أصنف برأي المؤيد أو المعارض في ساحة ( غطاء الوجه ) سنبدأ بمقدمة من الأسئلة التي تطرح نفسها :
• لماذا ُيشترط فتح الوجه في العبادات كالحج والصلاة ؟
• هل توجد حرمة مطلقة لتغطية الوجه لدى العلماء ؟ وهل فتح الوجه عار يوجب العقاب ؟
• لماذا السعوديات بالذات ؟ ونساء العالم الإسلامي بالحجاب فقط ؟
• هل للصحراء والبداوة أثر في ذلك ؟ أليس سكان دول الخليج من دمنا وعاداتنا وأبناء عمومتنا ؟
• بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ) هل تفيد عموم نساء الأمة ؟ أو خصوصية لبيوت الأنبياء والصالحين ؟
• ألم تكن الحكمة من خلق تقاسيم الوجه تعريف لهوية الإنسان ، وإن الغطاء طمس لتلك الهوية وضياع للمرأة ؟
• انتشار ظاهرة الحجاب بدون غطاء ! هل هي صحية اجتماعيا ودينياً وقبر للعادات القديمة ؟
• هل التحرر يعد تحرراً ( في الأفكار ) و ( ليس في الأشكال ) ؟
• في السفر تخلع المرأة بعض عاداتها وتقاليدها، وفي الحضر تعود إليها ، هل هذا تناقض وازدواجية في السلوك ؟
• ( النقاب ) بند مُعرقل لـقيادة المرأة السعودية للسيارة ! هل تـتنازل ( هي ) وتخلعه مقابل القيادة ؟
• الخوف من استخدام الإرهابيات النقاب في عملياتهن الإجرامية ، هل يحضر النقاب في الأماكن العامة مستقبلاً ؟
تقول الأخت ( أ. س. ع ) في رسالة خاصة للحلول، وهي سبب طرح الموضوع ، وهي مواطنة سعودية أعطت موافقتها لطرح قضيتها ، إنها حصلت على عمل في شركة أهلية بمدينة الدمام وبراتب مغر بالنسبة لها ، والشرط خلع النقاب والظهور بالحجاب أمام الجمهور ! وبعد عرض الشرط على الزوج ، هددها بالطلاق ، أو تبقى في البيت وتبل شهادتها الجامعية بالماء ! أو يبقى التقشف العائلي على ماهو عليه ؟
مسئول في وزارة الداخلية : نخشى المنقبات في العمليات الإجرامية والخطف أكثر من غيرهم ، لأننا لانميز إن كانت سيدة أو رجل متنكر بالنقاب ! لذا ننصح القائمين على الأماكن العامة الحساسة ، الكشف عن وجه المرأة لحاراسات الأمن ، ولم يصدر أن بلغنا بجريمة بإمرأة بالحجاب .
رأي بعض المتسوقين في مجمعات التسوق الحديثة بالمنطقة الشرقية ، واخترنا منهم :
يقول أسامة ، وهو من شباب الإحساء ومقيم بالدمام : النقاب منقـذ للمرأة ومخادع للرجل ! سألته كيف ؟ فقال : النقاب يجعل كل بنات حواء سواسية في الشكل ، وهو كالقناع الذي يستر المرأة ويظهر لنا عيونها المخادعة والبراقة فقط ، أما الحجاب فيظهر تقاسيم وجهها ، الذي يختصر علينا المسافات ، لنعرف إنها سعيدة أو حزينة أو غضبانة ، وهذا مهم في التعامل مع المرأة ، وخاصة في الأعمال والوظائف .
قال شاب آخر : النقاب يغش آدم ، أي الحجاب بدون نقاب يحدد لنا المرأة ونعرفها من بين النساء من هي ، أي الأم أو الزوجة وغيرها ، وكذلك أسهل في قضية الخطوبة ، ومعرفة ابنة من هذه الفتاة .
تقول مواطنة ثلاثينية محجبة وتشجع على لبس الحجاب : كان النقاب يقيد حركتي ، والآن أنا متحجبة لأكثر من سنتين وتعود أهلي والحارة على ذلك ، صحيح في بداية الأمر وجدت صعوبة في مواجهة الناس ، وخاصة الرجال السعوديين في المحلات التجارية وأهل زوجي ، لكن مع مرور الوقت تأقلمت ، ولا تنسى قول السيد السيستاني عندما سأل عن الحجاب : هل أوجب الشرع كيفية خاصة للحجاب و ما هو الحجاب الواجب؟ فقال : الواجب ستر الشعر و الجسم عدا الوجه و الكفين و يجب أن لا يكون الساتر زينة عرفا ً كبعض الملابس و أن يكون الثوب بحيث لا يبرز مفاتن المرأة ، وهذا الكلام يكفي .
ويقول الأستاذ فهد العجلان في جريدة الرياض في عددها 13662 : والفقهاء يختلفون في جواز كشف الوجه للمرأة لم يختلفوا على أن تغطية المرأة لوجهها لا ينقص عن مرتبة الاستحباب والسنة، فستر المرأة لوجهها إن لم يكن واجباً فهو مندوب ومستحب وبناء عليه لا يمكن أن تجد عند أحد من الفقهاء بتاتاً دعوة إلى كشف الوجه، أو بياناً لمزاياه وحسناته، لأنه بهذا يدعو إلى ترك السنة، ونبذ المندوب، فضلاً عن أن تجد عندهم أن الكشف هو سبيل التطور والنهضة، وأن الغطاء عائق للمرأة، ومكبل لحريتها، كما نجد ذلك مقرراً فيما يكتب في الصحافة، إذ الخلاف حينها ينتقل من كونه خلافاً فقهياً إلى انحراف فكري يتضمن طعناً في أمر اتفق العلماء على سنيته، فيزعم هذا المنحرف أن هذه السنة تعطل النهضة، وتكبل الحرية، وتضيق على المرأة، ثم يمرر لهذا الانحراف بذكره في مساق اختلاف الفقهاء في كشف الوجه .
تقول إحدى الأمهات : الغطاء والنقاب أفضل في بلدنا بالذات، لأن الشباب سيلاحقون الفتاة الجميلة والملفتة للنظر !
مقيم عربي يعمل كإداري مهم في مستشفى بالمنطقة ، ويحظر ( أي المستشفى ) لبس النقاب بأمر من الإدارة السعودية : تعرضنا لكثير الشكاوي والمشاكل بين الموظفات المنقبات والمراجعين ، والسبب إنهم لايعرفون من هي الموظفة صاحبة المشكلة ، وكذلك نحن، لانعرف مع من نتعامل .
نقلت صحيفة "المصري اليوم" :توزيع كتاب جديد في مصر تحت عنوان "النقاب عادة وليس عبادة". وكان وزير الأوقاف المصري محمود حمدي زقزوق صرح في وقت سابق أن وزارته ستقوم بطبع هذا الكتاب الذي يتضمن رأيه ورأي الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر، والدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية، وآراء كبار العلماء في قضية "النقاب" .
تقول سيدة متزوجة وزوجها يستمع لإجابتها : الحجاب في بلدنا مصيبة وصعب نعيش به ! كيف ؟ ( سألتها ) ، فقالت : تصور إني محجبة بدون نقاب ، ولدى زوجي عدد من الأخوة ، بعضهم متزوج والباقي بالغين مراهقين ، ونعيش معهم في نفس البيت ، وإذا كانت عندي مناسبة زواج تستدعي أن أضع المكياج في البيت وأخرج أمامهم ، فكيف سأقابلهم في طريقي وأنا خارجة ؟؟ وخاصة إنهم معنا بالأسفل أو في العيد وغيره ؟؟ ( فإذا بزوجها يهز رأسه بتأييد إجابتها ).
باقي التعليقات والإجابات أتركها للقارئ الكريم .