حكاية أميرة
في بيت العز والكرامة والإباء ولدت تلك الأميرة بين أروقة الحكمة والنور، تحمل لواء الكرامة وشموخ الإيمان، فهي تمثل للبيت العلوي قوة هادرة وجيلاً للصبر.
هي زين لأبيها وركن أساسي للصمود حيث تولد صمودها وشموخها من تلك المحن التي زادتها ثباتاً. كانت هذه الأميرة الجليلة تختزل بداخلها قمر وقائد نسجت روحهما مشاعر الوفاء للأخوة.
هي أم حنونة له وهو حارس ومحامٍ لها، هي تراه بعين تستلهم منه الأمان وهو يراها بعين الفارس يستمد منها الصبر والثبات والعزيمة.
هما يمثلان علاقة النور والقمر، اسمان ارتبطا في ظل الولاء والقضية بين الحق والباطل، هو تقلد السيف وهي تقلدت الكلمة.
عصر يوم بعد أن ثار الغبار واصطبغت السماء بالحمرة، خلعت ثياب العزة ولبست عباية محروقة تفوح منها رائحة الدخان بعد أن كانت مكفولةً لها حارس قمر يضيء دنياها تاجاً فوق الهامة.
خسف القمر وعم الظلام بجانب النهر، شريان الحياة، سقاها من ماء العيون، يحتضنها بين ذراعيه لا يفارقها.
فقدت الكفيل الحامي لها وأصيب بالعين التي كانت فراشاً وغطاءً لها، تدود عنها، تراقبها أينما كانت حتى ظلها لا يرى.
هذا الكافل أمسك بيدها ليأخذها في رحلة الخلود.
نهاية الرحلة دارت الرحى وتعرضت للنهب والسلب بعد أن هوى كافلها.
واليوم هي كافلة لتبدأ رحلة سبي وصوت يصدح في سماء الكرامة.