إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب
في الحياة السابقة مع الأجيال القديمة كانت تعيش المجتمعات على مبدأ التعامل بطيبة القلب والابتسامة والمحبة والتعاون على فعل الخير والتجمع في الجلسات الأسبوعية المرحة والعفوية مع الأهل أو الأصدقاء، أما الأن في العصر الجالي أصبح هذا الجيل يعيش في حياة مبنية على هيئة غابة الذئاب البشرية المفترسة التي لا تعرف الصغير والكبير، وبالتالي يكون المجتمع بائس ومليئ بالممارسات الملتوية كالغيبة والنميمة والاستفزاز والحقد الدفين ونشر الغسيل وانتشار المشاجرات بين الشباب والشابات والأبناء في البلد.
وفي هذه النقطة هذا الجيل الجديد بتبع هذا المبدأ ”إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب“ مما أدى ذلك إلى زراعة التفرقة والكراهية الدفينة التي تبين أن كل شخص أصبح يعامل الآخر بالمثل، بمعنى آخر إذا تسببت في أذية الآخرين سيقومون بممارسة الأذى تجاهك إلى أن تدمرت ثقافة الاعتذار والاحترام ثم انتشر الغضب والعنف اللفظي والبعد عن حل الخلافات الاجتماعية بين الناس وزملاء العمل الذي يعيشون في حالة دمار وبؤس يعمل على زيادة الاحباط والتوتر.
كل هذه الأمور تكون طبعا بسبب ارتفاع الضغط النفسي وسوء الأحول والظروف المعيشية المالية في ناحية الحصول على الوظيفة المناسبة والمريحة، ولا ننسى وجود الشباب الذين يعانون من أزمة نفسية تؤدي بهم لتفريغ شحنات العصبية تجاه المجتمع نتيجة قلة النقود ورؤية الآخرين يقودون سيارات فارهة ويعيشون في الرفاهية والراحة المختلفة عند الشخص الذي تكون لديه أوضاع سيئة بشكل كبير.
تجد هؤلاء الأشخاص المتدنيين في المستوى الأخلاقي والمالي والمعيشي يلجأون إلى اتباع هذا المبدأ الذي ذكرناه الجزء النصي الثاني، وهو يبين مدى ضعف وقوة شخصية الإنسان عندما يتعرض لمشاكل وظروف صعبة وهو متمسك بالصبر والحلم عند الغضب، بل لديه رؤية سليمة حتى ولو وقع في خطأ فإنه سوف يتعلم منه بعد فترة من الزمن.
وبعد تجاوز هذه الفترة الصعبة يكون عند ذلك الإنسان الخبرة في بناء العلاقات الطيبة، بمعنى آخر المرونة في جعل هذه الصداقات تدوم لمدة طويلة حتى ولو حصلت مشاكل يمكن حلها دون اتباع مبدأ أن ”لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب“، بل سيرجع ذلك الطرف إلى الوضع الطبيعي بعد أن يراجع الحسابات ويهدئ ويعتذر ثم بعد أيام محددة تعود الأمور لمجراها الطبيعي وكأن أي موقف سيئ لم يحصل.