الجيل القلق وتضييع الوقت والعمر
في الماضي كانت الأجيال القديمة التي عاشت في فترة الصغر لا تعاني من ضيقة الصدر والعصبية عندما يوجه إليها على سبيل المثال التوجيه للطريق الصحيح كالكلام المبني على إرشاد الشخص للمسار السليم في حال إذا تعرض إلى مشكلة محددة في الحياة العامة.
أما بالنسبة لهذا الجيل الجديد الحالي أصبح على هيئة المزاج المتعكر الذي يثير الغضب والانفعال حتى ولو تم التحدث معه بشكل قليل، من هنا ترى ذلك الشاب مثلا لا يرغب بأن ينخرط في الحياة الاجتماعية ومع المثقفين والكبار بالسن ولا يتحمل أي حوار ونقاش هادف مع أفراد الأسرة أو المجتمع.
وفي هذا المجال يكون منعزل عن الآخرين ويقلق من الاحتكاك معهم خوفا من الفشل في بناء العلاقة الناجحة مع أشخاص يحملون مستوى الذكاء والهدوء العالي وطريقة الكلام الفعال، وبهذا يصاب بحالة الخوف من التعرض للرفض من قبل الحياة الاجتماعية والكبار بالسن وهذا أمر طبيعي يحتاج للقدرة على تعلم أساليب الحوار والنقاش الفعال مع الناس.
ويمضي العمر بسرعة البرق وهذا الجيل القلق يعيش على هذه الهواجس والأفكار المخيفة دون أن يحقق أي هدف واحد نافع يؤدي به للشعر بالقيمة والمسؤولية وكل ذلك بسبب كثرة التردد وقلة الإحساس بقيمة الوقت الذي يجب أن لا يستثمر في العصبية والخوف والقلق والإنعزال عن التواصل مع البشر المختلفين في الآراء والأفكار والتصورات والاختلافات التي تحتاج لسعة صدر.
والإنسان الطبيعي في هذه الحياة يكون مقبل على تنمية المعارف الإنسانية والاحتكاك بالنماذج الناجحة وأصحاب الخبرات والتجارب النافعة، من أجل أن يستفيد منهم في عدة مجالات وأفكار تعمل على توسيع مدارك العقل التي تحتاج للعلم والمشاهدة النافعة في مواقع التواصل الاجتماعي مثلا، إضافة للاستماع للملفات الصوتية التي تفيد الشخص في التطور والحركة والنشاط والحيوية.
لاسيما أن هذا الجيل الضائع يسعى للتضيع الوقت الثمين في الإدمان على الألعاب الإلكترونية وإستخدام البرامج المنحرفة كالديب ويب المظلم والكئيب والمواقع والمنتديات الفاسدة التي تشيع الرذيلة على سبيل المثال كالحسابات الوهمية الفاسدة التي تتواجد في تطبيق التيليجرام وإكس، وغيرها من تطبيقات أخرى تشغل جيل الشباب عن استثمار الوقت واكتساب العلوم والثقافات والمعلومات النافعة.
الإستخدام السيئ للإنترنت أدى بهذا الجيل للقلق وتضييع العمر، وتخيل في البال بشكل يومي يصحى من النوم هؤلاء البشر ثم يستخدمون المتصفح في مشاهدة ونشر الرذيلة والتجارة بها على نطاق واسع دون وجود ضمير حي لدى هذه الجماعات والمنظمات والعصابات المشهورة التي تعمل إفساد عقول الشباب النيرة والنظيفة.
العقل والجيل النظيف يكون حريص على استثمار الوقت وتنبيه الأشخاص والأجيال المحيطة به بعدم تضييع العمر فيما لا يفيد، لأن الإنسان صاحب الخبرة والثقافة النيرة يطمح بأن يصبح ناجحا ويتمنى للجيل الذي يتناقش ويتحاور معه أن يكونون منتظمين بالأخص في لحظة الفراغ.