وقفات حسينية «2» محرم 1445 هجرية
أين نحن من أخلاق سيدي ومولاي الأمام الحسين - - الإمام أبن الإمام الذي جاهد ليصلح ويحافظ على القيم النبيلة والأخلاق العالية.
هل نحن ”حقا“ عرفنا الإمام الحسين حق المعرفة، مولده الشريف، سيرة حياته منذ الصغر، جهاده، أهداف دعوته، تعامله مع الناس كل الناس، الرحمة واللين، التواضع، الصدق، وأداء الأمانة، البر بالوالدين، وصلة الرحم، كف اللسان عن الناس، أحترام الناس، وهنا لعلنا نكرر ولما لذلك من أهمية - أحترام الناس - كل الناس كبيراً وصغيراً، غنياً وفقيراً، أحترام الجار ثم أحترام الجار ثم أحترام الجار، وعدم التعمد إلى مضايقته، فاللجيرة خصوصية كبرى، حث عليها الإسلام وأوصى بها الرسول الأعظم ، وهي أكثر العلاقات الإنسانية تفاعلاً وإنسجاماً في حياتنا، كما معاودة المريض والصبر والتسامح وعدم الغضب وأن يكون الواحد منا قدوة حسنة عطرة يقتدي بها.
الحسين ، شمعة مضيئة لا تنطفي، علم من أعلام الهدى - الصفوة المختارة الائمة الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - الذين تقتدي الأمة الإسلامية بهم، يؤخد العلم منهم، فالرسول ”هو الشجرة وهم أغصانها وهو الدوحة وهم افنانها، وهو منبع العلم وهم عيبته، وهو معدن الُحكم وهم خزانته، وهو شارع الدين وهم حفظته، وهو صاحب الكتاب وهم حملته“.
الأمام الحسين السبط الشهيد أبن علي بن أبي طالب ، الأمام الحسين، سيد شباب أهل الجنة، ولد في المدينة المنورة سنة الرابعة 《4》للهجرة، عاش سبعاً وخمسين 《57》سنة وخمسة 《5》 أشهر، أستشهد صلوات الله وسلامه عليه يوم عاشوراء سنة أحدى وستين 《61 》للهجرة، الأمام الحسين كان يشبه جده رسول الله ، وكما ورد في الأثر الطيب عن الرسول الأعظم أنه قال: حسين مني وأنا من حسين، أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط، ومما روى في السبطين عليهما السلام ما رواه عتبة بن غزوان قال، كان النبي يصلي فجاء الحسن والحسين يركبان ظهره، فوضعهما في حجره فجعل يقبلهما هذا مرة وهذا مرة فقال قوم، أتحبهما يا رسول الله؟ فقال : مالي لا أحب ريحانتي من الدنيا، وروى عن سلمان الفارسي «رضي الله عنه» قال، سمعت رسول الله وهو يقول: الحسن والحسين ابناي من أحبهما أحبني، ومن أحبني أحبه الله ومن أحبه الله أدخله الجنة، ومن أبغضهما أبغضني ومن أبغضني أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله النار.
أين نحن، عن الإمام الحسين - صلوات الله وسلامه عليه - في تربية أبنائنا وبناتنا والنشأة الصحيحة والسليمة، حثهم على الطاعة والصلاح وعمل الخير، وأحترام حقوق الناس وكرامتهم وعدم الإساءة لأي شخص كان!!
يجب علينا أن نفتح قلوبنا ونتجاوز عن أخطأ الأخرين، نقف لحظات صادقة مع أنفسنا، عرفاناً وأحتراماً لشخصية إسلامية عظيمة، قدمت للمسلمين صوراً من القيم العليا، في عاشوراء الحسين تلك الرسالة الإيمانية الجليلة، وأستشهاده مع انصاره، الكوكبة الطاهرة من أخوته وأبناءه وأصحابه رضوان الله عليهم، وما حملته الرسالة، من بعد كبير للبشرية، مدرسة صلاح ونموذج هداية ورحمة وتضحية وفداء.
السلام على الحسين ”مصباح الهدى وسفينة النجاة“
وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.
السلام على العقيلة زينب - فخر النساء - الصابرة على البلاء، كفيلة الأرامل والإيتام، والتي أوفت بالعهد وصانة الأمانة، شاطرت - سلام الله عليها - أخيها الإمام الحسين في الدعوة الإسلامية المباركة ”رسالة السماء“ الخالدة.