في فواتحنا
التقيت بكثير من الأخوة في عدة فواتح فوجدتهم يركزون على عدة أمور سلبية أهمها اختصرتها على شكل صور ملتقطة كالتالي :
- الكاشوان عندما تدخل أي حسينية فيها مجلس عزاء (فاتحة) ترى تلالا من الأحذية بعضها فوق بعض .التوقعات
يمكن يركز في قدم الداخل مسمار أحد الأحذية,
يمكن يتعثر أحد الشباب وتنكسر رجله ,
يمكن مع الزحمة تاخذ حذاء غيرك ,
يمكن تبدل فردة من حذاء غيرك ,
يمكن تطلع ولا تجد حذاءك ,
فإما أن تكون تقيا ورعا فتمشي حافيا وإذا كان الشارع مزين بماء المطر ,أو المجاري (الله يساعدك).
هل من الصحيح أن حسينية بطاقة 500 شخص أو 1000 شخص مثلا ولا يوجد خارجها (دولاب أحدية) أو يوجد فقط لـ 100 شخص ؟
يجب أن تكون الحسينيات منظمة كما في الداخل كذا في الخارج – تفرش (زل) يخلع الشخص الحذاء ,ثم يضعه في مكان الأحذية ويدخل لهذا المكان المقدس بكل طهارة ونطافة . وإلا فهل من اللائق أن تستقبل ضيفك برائحة الأحذية عندما يدخل بيتك – خاصة في عز الرطوبة – فهل تقبلها في بيوت الامام الحسين 
.
أتمنى من الأخوة القائمين على الحسينيات النظر في هذا الأمر بجدية وأدعو الله تعالى لهم بالتسديد والتوفيق , وللناس بالتجاوب معهم .
يؤلمني أن أرى بعض الأشخاص يتهافتون للوقوف في فاتحة فلان أو فلان بدعوى أنه رحم (نسيبه) وقبل وفاته لم يكن يعرفه بأشهر بل ربما بسنوات , وكل ما سمعت شخص يصافحه وهو يقول (عظم الله أجرك) أقول في نفسي هذا هو المضحك المبكي أن يأتي الناس مشكورين يعزون من قام بحق المتوفى من زيارة أو خدمة , ومن قصر في خدمته أو حقه .
لذا أدعو كل مؤمن أن يهتم بحقوق أسرته ثم عائلته ثم جيرانه ثم أهل ديرته بقدر المستطاع وبالقدر الذي يبيض وجهه أمام الله تعالى ويبرىء ذمته .
كم واحد منا لا يزور عمه أو خالته إلا في الأعياد وقد لا يزوره أبدا . لكنك تجده كل أسبوع رسمي يتغذى في بيت عمه (أبو زوجته ) كأنه سكورتي على الباب .
أسال الله للجميع الهداية والتوفيق .
- حديث, قال رسول الله ص:﴿أفضل الفضائل :أن تصل من قطعك , وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك ﴾.
هذه العادة ربما تتجلى في الأعراس والمواليد أكثر لكنها قد تحدث في الفواتح – تجد الصوت (على حده) كأن الحضور من فئة الصم والبكم , لا يسمعون إلا هكذا , أقول : كل شيء يزينه الرفق والوسطية . فهناك من تجشم العناء للفاتحة وهو مصدع أو لا يتحمل الصوت العالي أو أو.... و.., وفق الله القائمين على الحسينيات وزادهم شرفا .
بعض الأخوة للأسف ربما حدث بينهم خلاف ,أقول مهما بلغ هذا الخلاف يجب أن لا يدفعني نحو قطيعة ابن عمي , والمشكلة أن بعض الناس يحاولون إظهار خلافاتهم وتخلفهم عن طاعة الرسول وسيرته 
في الفواتح وهذا للأسف يدل على قلة عقل واتباع لخطوات الشيطان , حديث عن الإمام الصادق ع (إن كان الشيطان عدوا فالغفلة لماذا ؟!)
- أما الناس فعليهم ألا ينشروا كل مشكلة أو سوء تفاهم في الفواتح خصوصا بل الكتمان والحفاظ على نقاء القلوب من الإعلام المحرض على الفضيحة والبغضاء والفتن ,فإياك أن تكون مساهما في ذلك لأن البغضاء تجر للغيبة فالنميمة فالبهتان فالمشاكل ...)
- انظروا دوما لنهاية الطريق. قال الإمام الصادق عليه السلام ( من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه وهدم مروءته ، ليسقط من أعين الناس , أخرجه الله من ولايته إلى ولاية الشيطان ، فلا يقبله الشيطان)!!!
هناك بعض السلوكيات لابد من تجنبها في مجلس العزاء خاصة إذا كانت في مصاب شاب – ذاك البعيد – طبعنا لمن يعزي أهل المصاب أو لمن يقف معهم :
1- عدم الضحك والمزاح. فعن المعصومين 
(ليس من الأدب التبسم في وجه المحزون)
2- البعض يقف للعزاء, يمد يده لمعز و يدير وجهه لآخر , وكأن الناس الذين يعزون لا احترام لهم أو يكلم في الجوال أو يتكلم بصوت عال وهذا خلاف الأدب.
عادة جميلة أن تنتهي الفاتحة وهي السنة الشرعية , يجتمع الأهل في مكان للتسلية عبر مصاب أهل البيت أو قراءة القرآن فقط. ولكن ليس من الشرع أن ُنلزم أحدا من الأقارب أو غيرهم بالحضور ’ بل ليس لنا حق في إحراج أحد فلناس ظروفهم والتزاماتهم ,نعم العتاب من أجل الأنس بهم والدعوة للحضور بلطف والسؤال توددا هذا أمر جميل ومطلوب .
المصافحة + توجهات
بعد أن ينتهي الخطيب من خطبته (القراءة ) ماذا يحدث ؟
تجد الطابور و الطابورين نقول:
1- اترك مجالا للوافدين من الخارج - بقدر الإمكان - فأهل البلد كلهم أهل عزاء بالنسبة لهم ولديهم فرص أكثر .
2- إذا عزيت أهل المصاب في المقبرة بعد الدفن أو أول مجلس كفاك ذلك نظرا للروايات الشريفة .
3- تواجدك في الفاتحة بعد ذلك يكفي وأنت تتلو القرآن أو تنظم مثلا ولا ينبغي المبالغة في كل مجلس تسلم .
4- البعض يصافح المعزين بحدية بحيث يكاد يكسر يد أحدهم, السلام يكون برفق واحترام ,وكذلك لا يسلم سلام المتململ أو المشغول والكلام يخص من يستقبل العزاء أكثر.
5- تقبيل أهل العزاء جميل, لكن ليس على كل الواقفين للعزاء, من يعز عليك ومن لا تعرف وعلى حساب مزاحمة المؤمنين وتعطيل ارتباطاتهم .
(بدون تعليق)
رأيت في إحدى (الفواتح ) الناس في المغتسل ينتظرون الصلاة على الجنازة ,الميت كان شابا وأهل الميت في حالة هلع وحزن ,ما الذي حدث ؟
أخذ الناس يعزون الأهل ويبكون مما أثار الأهل و فجعهم أكثر على ولدهم . فقام رجل مؤمن ومنع الناس من السلام على أهل الميت .
الليلة الكسرة ... هذا التعبير غير دقيق وغير معبر عن سنة إلاهية وهي موت أحد, أو معبر عن حالة اجتماعية وهي انتهاء مجلس العزاء لأحد المؤمنين .
فالموت حوض مورود وطريق كلنا سُلاكه فلا ينكسر بموت أحد ما . والتعبير المناسب لثقافة القرآن و العترة الطاهرة أيات وأدعية هو مصطلح الليلة :الختام أو الختمة أو الخاتمة .
أدام الله علينا جميعا الصحة والعافية وطول العمر في الخيرات , ونيل شفاعة أهل البيت .
في أحد الفواتح ليلة الختام قمنا نصلي صلاة جعفر وفي الأثناء جاء بعض الأخوة للتعزية إلا أنهم أخذوا يتحدثون بصوت مرتفع دون احترام للصلاة القائمة مما جعل الشيخ يرفع صوته قليلا أو يقف لثوان .
- أقول :على من يأتي للتعزية إما أن يلتحق بالصلاة أو يقرأ القرآن الكريم أو ينتظر بهدوء أو يأتي في الثلاث الليالي الثانية ,ليست السالفة حياة أو موت .
- دواليب القران الكريم يجب إعادة النظر فيها , بمعنى أن لا تكون بمستوى الأرجل عندما نقف (أي أن لا يكون الدولاب على الأرض) .
- أعجبني وضع المصحف في حسينية (قمبر) دواليبها بمستوى مرتفع ينم عن المقام العالي لهذا الكتاب العظيم , وعن وعي القائمين .
- ليس من اللائق أن نأخذ المصحف أخد إهانة أو إهمال بل نأخذه من الدولاب بكل احترام ونقبله ونحمله بأدب.
- لا نأخذ القرآن إلى دولاب ممتلىء بالمصاحف بل إلى دولاب فيه متسع,أما منظر كل مصحف على الآخر كأنه تل فهذا بخلاف الأدب المحمدي .
- قد يدخل المعزي فلا يرى مكان القرآن لأن الدولاب على الأرض وربما يصطدم به.
الحمد لله ظاهرة ترك ختمة للقرآن في صندوق على بعض القبور تلاشت لأن فيها إهانة غير مقصودة للقران الكريم .لكني كلما أدخل المقبرة أجد الظاهرة بشكل أخر . دولاب في الغرفة التي يسار المقبرة ,المصاحف فيها تتلقى الإهمال :غبار – عفسة – فوضى ,آمل من الجمعية المحترمة أن تضع دولاب لائق بالقرآن ,وآمل من المؤمنين بعد أن يقرؤا للميت أن يضعوا المصاحف بترتيب واحترام وإلا خاصمهم يوم القيامة .
أحيانا تجتمع القمامة أمام الحسينية: علب ماء - عيش – كراتين – ذباب .أقول علينا المحافظة على نظافة بيوت الإمام الحسين ,ونظرة الاحترام في أذهان أبنائنا ,وأذهان الوافدين من أبناء العامة القادمين للتعزية ,بنقل القمامة الفائضة في أكياس إلى حاوية أكبر مثلا.
بعض المؤمنين ليلة ختام الفاتحة يوزعون ورقة مغلفة خلفها صورة المتوفى حتى أنه تجمعت لدي صور كثيرة للأموات .الأفضل بدل الورقة التي يسهل ضياعها.أقول: توزيع كتاب مفيد مثلا :أدعية , زيارة, سيرة هو أفضل .طبعا هذا أمر ليس واجبا لكنه يعود على الميت بالثواب الكبير .
بقيت بعض المسائل التي في هذا الباب تحتاج إلى حسم أو تصحيح من قبل طلاب العلم على المنبر, وربما تحتاج إلى اهتمام من الناس أكثربالسؤال, مثل :
- هل مجلس الأربعينية للميت سنة أو مستحب ,أو غير جائز لأنه تشبه بأربعين الحسين ؟
- هل الدفن في الليل أفضل أم في النهار أم التعجيل ؟ وما المقصود بالتعجيل ؟
- هل تأخير الدفن مستحب وهل يلزم تنفيذه للوصي مع ما فيه من السهر والحرج ؟
- هل البناء على أي قبر مستحب أو جائز؟ خاصة أن المقبرة وقف عام ؟
*إضاءة :في قضية الموت يجب أن نفعل ما ينفع الميت بالدرجة الأولى.
1- في مدة العزاء قال الإمام الصادق :)يصنع للميت ثلاث أيام من يوم مات )
2- المصافحة مع من تكره :عن أمير المؤمنين : صافح عدوك وإن كره ,فإنه مما أمر الله به عز وجل به عباده بقوله :ادفع بالتي هي أحسن ...)...إلى آخر الرواية الشريفة .
3- قال رسول الله محمد إلى أبي ذر 
:(اخفض صوتك عند الجنازة ,وعند القتال ,وعند القرآن ).
والحمد لله رب العالمين
