الحرية في اختيار التخصص الدراسي
اختيار التخصص الدراسي مرتبط باتخاذ القرارات من قبل الشاب أو الشابة في أي مجال سواءا كان ذلك متصل بالإقبال في الدراسة بجامعة أو كلية أو برنامج دبلوم أو تدريب مهني منتهي بالتوظيف، فكل شخص لديه الحرية في اختيار التخصص الذي يتقبل القدرات والطاقة الخاصة به، وليس كل إنسان مجبور على اتباع ما يقال من قبل الأب والأم أو الأصدقاء أو الأقارب أو الآراء التي تطرح في المجتمع والإعلام، بخصوص أن الإنسان يجب أن يتبع دائما كلام الآخرين عند لحظة اختيار التخصص.
والتخصصات الدراسية متنوعة ومثلا هناك من يطمح بأن يكون متخصص في مجال ضمان الجودة أو هندسة الجودة، أو الطب، أو إدارة الأعمال، أو التعليم، أو علوم الحاسب، أو علم النفس، أو التمريض، أو الخدمة الاجتماعية وغيرها من تخصصات كثيرة مرتبطة باتخاذ القرارات والاختيار والتخطيط المسبق لها من أيام الدراسة ثم التقديم على تلك الوظيفة من قبل الإنسان الذي اتخذ القرار دون ممارسة الضغط من قبل الوالدين ومتابعة الشروط الخاصة بهم بشكل مستمر.
ومثل ما ذكر كل إنسان لديه قدرات وطاقة في الاستيعاب والفهم والمذاكرة تجاه التخصص الذي يحس بالراحة فيه ولا يشعر بالضغط تجاهه وقدرات البشر مختلفة وغير متساوية، ومثلا فلان يتحمل أن يدرس في مجال الهندسة ولكن هناك أطراف أخرى ليس لديها مقدرة على استيعاب هذا التخصص، ولكن ممكن أن ترتاح في مجالات أخرى تم اختيارها والتخطيط لها من قبل الفرد، ومثال على ذلك هناك من لديه طموح بالدراسة في الجامعة أو الكلية أو برنامج دبلوم على حسب الرغبة والإمكانية.
نحن لا نمنع الشباب والشابات من الحرية في اختيار التخصصات ولكن نوجه أصحاب الخبرة والتخصصات لاقامة ندوات أو محاضرات عن تخصصاتهم وعن ما يتطلب سوق العمل من تخصصات ودورات مطلوبة، لأن سوق العمل يتغير بين فترة وأخرى وما يكون مطلوب في سنوات قد لا يكون مطلوب في سنوات أخرى، والاستماع لخبرات الآخرين وتوجيهاتهم تفيد الإنسان في اختيار الطريق المناسب، لأن اختيار التخصص الغير مطلوب قد يكلف الانسان خسارة عمره في الدراسة وينتج عنه عدم حصوله على وظيفة في مجال تخصصه، فلا نعمل على تأييد حالة التعصب بالرأي في هذا المجال، بل نقصد الحرية في الاختيار ولكن يجب أن يكون التخصص مطلوب بسوق العمل بنسبة مرضية بعد التخرج من الدراسة.
الزبدة المختصرة من هذا الموضوع أن كل إنسان لديه الحرية في اختيار ما يرتاح له وعلى حسب الفهم والطاقة، والمقصود بذلك أن كل إنسان لديه قدرات وإمكانيات في تحمل وتحقيق الأهداف التي يطمح إليها، بالنهاية الخبرات والمهارات الوظيفية تكون هي مصدر التقدم وليس فقط الشهادة يعتمد عليها دائما، فهناك أشخاص اكتسبوا الخبرة والدورات التدريبية باتباع المقابلات والاختبارات الوظيفية ثم تطوروا في بيئة العمل دون الحصول على شهادة جامعية.