ثقافة الصداقة
يقول الكاتب المبدع الأمريكي ”مارك توين“: ”ما أوجع الخيانة، لأنها تأتي ممن وثقنا بهم“.
إن اختيار الأصدقاء في هذا الزمن يكون مرتبط بالقدرة على معرفة شخصية وصفات الآخر بشكل عميق قبل الدخول معه في علاقة متماسكة، والإنسان في هذا العالم الخارجي يحتاج لأن لا يستعجل في مصادقة أي فرد بالأخص أن هذا الجيل تتواجد فيه بذور شريرة وشيطانية تتميز بمنهج الابتزاز المالي والخداع بمختلف المستويات الرذيلة التي تبين مدى خساسة فئة من الشباب عندما يصادقون فلان محدد، من أجل الفلوس والمصلحة والمظهر الخارجي وإشباع الغريزة الجنسية دون وجود مشاعر المودة والمحبة الصادقة.
وكم من قضايا واعتداءات جماعية وخطف جماعي ونهب أموال ومشاكل واجتماعية ومشاجرات في المجالس والشوارع وغيرها من أمور حصلت بسبب اختيار الأصدقاء الذين يتجرؤون على ممارسة أسلوب الغدرة نحو الصديق الذي وثق فيهم ثقة فيهم بكل سهولة من غير التوجه للانتباه والحذر من هؤلاء الأصحاب الذين لا يعرفون معنى الوفاء والإخلاص في التعامل مع الآخرين والحياة العامة التي تمتلئ بمختلف الشخصيات المتنوعة في السلوكيات والحركات والأساليب التي تحتاج لكل طرف أن يتعرف عليها قبل أن يتعرض لصدمة من قبل هذا الخسيس.
ومن يقول أن مثل هذه الشخصيات الخسيسة تهتم وتعتني وتخاف على الطرف الذي بادر بتكوين الصداقة معها منذ فترة طويلة من الزمن وهي تستغل كل ظرف ولحظة في إشباع الشهوات، ولا ننسى استغلال طيبة الطرف الثاني لأغراض مالية وغيرها من أمور تقع في خانة المصلحة والتحايل، بل أن هذا الصديق الخسيس ينقل الكلام ويمارس الغيبة والنميمة من وراء الكواليس، وبمعنى آخر أن مثل هذه العينات تمثل دور الشخصية اللطيفة والصادقة والمحافظة على الوعود والاتفاقات عندما تكون معك وجالسة في مكان محدد.
من صفات هذه الشخصيات الخسيسة: تقلب المزاج، والظهور بهيئة الشخصية الطيبة، وحب المال المبالغ فيه، والنية السيئة، والعواطف والمشاعر المزيفة، والحقد بدافع الأذى والنيل من البشر، والخبث، وادعاء الخوف على الصديق، واستغلال الناس جسديا وعاطفيا، والمسارعة في فعل الشر عوضا من الخير.
وهناك مجموعة من أسباب نشوء هذه الشخصية السيئة: ضعف الثقة بالنفس والآخرين، والظروف والبيئة الاجتماعية التي عاش فيها هذا الإنسان الذي بادر بمصاحبة أشخاص يحملون صفة الخساسة وبهذا تأثر بهم، وقلة التعلم من التجارب والمواقف التي وقع فيها، وسرعة التأثر بالمغريات والمظاهر المزيفة التي تمر عليه، والخوف من التغيير الإيجابي في التصرفات فمثلا يكون الخسيس عاجز وفاشل في جانب التغلب على السلوكيات والأفكار والتصورات والتوقعات الخاطئة التي لديه.
وجدير بالذكر توجد نماذج محددة من الأجيال الشابة التي وقعت في هذه المواقف والتجربة السيئة من غير انتباه وقصد وبسبب العجلة في تحقيق أهداف الصداقة التي قد تمر على فئة من الشباب في الحياة بشكل عام، والإنسان في هذا العالم الإنساني قد يمر بمثل هذه الدروس والعبر التاريخية رهيبة والتجارب ويستفيد منها لأن بعد خيبة الأمل يوجد هناك أمل من جديد في مجال النهوض ومواصلة مشوار البحث عن الصاحب المناسب الذي يراعي مشاعر الآخر دون الوقوع في نفس الفخ والخطأ في السابق.
والصديق المناسب والوفي هو ذلك الإنسان الذي يخاف على الطرف الثاني من تلك الوحوش التي تفكر في المصالح وأكل اللحوم البشرية، وهذا الطرف هو الذي يحمي من يحب من الأشرار والمبتزين والاستغلاليين جسديا الذين يكونون على هيئة الذئب صاحب الأنياب الحادة الذي ينتظر الفرصة للهجوم على الفريسة التي تتماشى على حسب المزاج ونوعية وسائل الخداع الذي يسعى إليها ذلك المتوحش.
- والحلول الفعالة للتعامل مع جماعة ”الشخصيات الخسيسة“ هي:
1 - عدم الوثوق بهم بشكل متسرع.
2 - عدم الوقوع تحت تأثير هوس الإغواء والسيطرة والتزيين الشيطاني.
3 - عدم الخوف منهم عندما تلتقي بهم في مكان محدد.
4 - تعلم كيفية الرد عليهم، في حال إذا قاموا بطلب الخدمات الاستغلالية.
5 - محاولة معرفة الحركات والتصرفات الشريرة قبل الوقوع في الفخاخ الخاصة بهم، ويكون ذلك من خلال التركيز على طريقة الكلام والنظرات التي لديهم.
6 - وضع حدود وخطوط حمراء معهم عند لحظة تكوين العلاقة، وعدم إكثار اللقاءات معهم.