التواصل مع الذات والآخرين
الحديث مع النفس يرتكز على عدة جوانب في الشخصية الإنسانية، ويعد مسلكًا يؤثر على الاتزان العقلي والاعتدال في التصرفات التي تصدر من الإنسان الذي يرتبط بهذه الحالة التي تؤثر على على النضج وطريقة التفكير والتوقعات والظنون تجاه الذات والناس المحيطين به. هذه الحالة لها ناحية سلبية وإيجابية، فإذا كانت تتصف بالانفعال والعصبية والعجلة في الحكم على المواقف والآخرين، سيكون لها تأثير مدمر على الشخصية البشرية، أما إذا كانت مرتبطة بسلوك إيجابي يتضمن التشجيع والتحفيز الذاتي وحسن الظن وأخذ وقت طويل قبل الحكم على الآخرين فهذا أمر جيد، إضافة إلى ذلك إن الحديث مع النفس عندما يكون مرتبط بهدف إيجابي ستكون الأمور على ما يرام.
والحديث السلبي مع النفس الذي يكون مرتبطًا بالشك في البشر بشكل مبالغ فيه يؤدي للارتباك، فعندما نلتقي بأشخاص جدد ونراهم جالسين بمكان محدد ويتكلمون مع بعضهم البعض، ثم نبدأ بالحديث بالأقوال والكلمات مع أنفسنا وبعد ذلك تراودنا شكوك تجاه هؤلاء الناس بأنهم يعملون على ممارسة الاستفزاز أو توجيه الأذى لنا - وهذا أمر خاطئ - يجعلنا نقلق ونتوتر، لأن هذا النوع من الأحاديث مع الذات الإنسانية يؤثر على طريقة التعامل مع من حولنا فإذا توجه أي فرد للبقاء على نفس المنوال سيمنعه ذلك عن إيجاد مخرج لهذا التفكير الذي يتصف بالبقاء على هيئة الجمود الفكري وعدم القدرة على التكيف والتأقلم مع المحيط الاجتماعي وتقبل كل بيئة مختلفة في القناعات والأفكار والعادات.
ولهذا أن الأشخاص الذين يتصفون بهذا التصرف يتوجهون للتركيز على حالة الشرود الذهني التي تجعل الإنسان يكون سرحان عندما يجلس ويتحدث مع النفس البشرية عند لحظة تأثير هذه الأفكار التحطيمية التي ينتج عنها مشاعر الإحباط بسبب وجود أوهام أو أفكار غير مرتبة تعشش على عقل الشخص الذي يتحدث مع نفسه بصور سلبية عندما يجلس مع مجموعة مع الناس، ولهذا إن هناك كثير من الأشخاص يفشلون في تكوين العلاقات والقدرة على ممارسة أي عمل في حياتهم بشكل طبيعي لأنه تصبح لديهم حالة من التشتت في الذهن والضعف في التركيز والاستيعاب والفهم.
- من الجوانب التي ترتكز على مخاطبة النفس والتأثير على العلاقات بشكل عام هي:
1 - الشك في القدرات الذاتية والآخرين.
2 - حدوث تغيرات في طريقة التعامل والتفكير تجاه المشاكل الاجتماعية بمختلف أشكالها.
3 - التعامل مع الأفكار والتصورات والتوقعات المختلفة تجاه النفس والآخرين، فالإنسان قبل أن يثق بالآخرين يجب أن تكون لديه ثقة بالنفس قبل أن يتعامل معهم.
4 - العجلة في إطلاق الكلام وارتكاب المواقف العصبية كالتي تشمل الاتصاف بالنظرات والحركات الهمجية والعدوانية تجاه الناس لها تأثيرات سلبية، ولهذا فإن التكلم مع النفس بتوجيهها للسلوك الإيجابي بطريقة سريعة قبل الدخول في الحديث مع المحيط الاجتماعي يجعل الإنسان لا يخسر في تحقيق أهداف كثيرة.
5 - الحديث مع النفس عندما يكون الإنسان معرضًا للضغط العصبي والنفسي من قبل المحيط الاجتماعي له تأثيرات مدمرة على طريقة التفكير، لهذا يجب على الفرد أن يكون في حالة هدوء وسكينة.
6 - الخوف من التعليقات السلبية ينتج عنها الحديث مع النفس بالطريقة التي تجعل الإنسان مشتت الذهن عندما يتحدث مع الآخرين وهو جالس معهم في المجالس، وغيرها من أماكن أخرى.
7 - الحساسية المفرطة تجاه النقد أو الانتقادات ينتج عنها الحديث واللوم الزائد للنفس بسبب التحسس من قول أو فعل أو كلمة حتى لو كانت بسيطة فهي تؤثر على المشاعر الإنسانية.
8 - عدم تقبل البيئة الاجتماعية التي عاش فيها الإنسان منذ الصغر والكبر، لأنه عجز عن التأقلم والتكيف معها، وبهذا تعرض للحديث مع النفس بشكل انفعالي وغير متزن.
- من الجوانب التي ترتكز على مخاطبة الذات في محور الشخصية هي:
1 - عندما يتعرض الإنسان لمشكلة يجب أن يفكر في باله ويقول: في داخله أنا أستطيع أن أتعامل مع هذا الضغط بكل ثقة وإرادة صلبة، وليس أن يتوجه للأقوال التي تتضمن الحديث مع النفس الذي يتصف بجملة :“لا أستطيع فعل ذلك أنا خائف ومتوتر كثيرًا”.
2 - التركيز على الكلام والأحاديث التي تطرح من قبل الآخرين عندما تتكلم معهم، وعلى سبيل المثال: وأنت بمعية زملائك أو أصدقائك تتحدثون في موضوع محدد يجب عليك أن تهيئ تفكيرك للتركيز ولا تكون شارد الذهن مع نفسك بشكل زائد، لأن هذا يؤثر على شخصيتك ويجعل من حولك لا يتفاعلون معك أو يكرهون الجلوس معك مرة أخرى.
3 - الاستيعاب السريع والاستيعاب البطيء.
4 - الفهم الكثير والفهم القليل.
5 - الحديث مع النفس بشكل سلبي عند رؤية غرباء يتكلمون مع بعضهم البعض، وبهذا تشك فيهم وتضع تصورات وتوقعات وهمية تجاههم كالتي تشمل التسبب بالأذى لك أو التقصد بكلمات محددة تجاهك.
6 - الخوف من التعلم والمواجهة للأخطاء ينتج عنه الإنسان الشارد، والحديث مع النفس الذي يتصف بعدم القدرة على تحديد وفهم الأخطاء الشخصية، وبالتالي عدم القدرة على معالجتها بصورة فعالة وواضحة.
7 - الحديث مع النفس من خلال التردد بالإقرار بالمشكلة التي حصلت لديك، وعلى سبيل المثال عندما تتعرض لخطأ وتخاف من أن تصلحه وبهذه تحدث نفسك بكثرة وتقلق من المشكلة الشخصية.
8 - السيطرة على الانفعال.
- وسائل فعالة لتعزيز الحديث مع النفس والآخرين بالصورة الإيجابية:
1 - الإقرار بالأخطاء وعدم التستر على العيوب.
2 - تقبل النقد أو الانتقادات الصادرة من الآخرين في مختلف المستويات.
3 - تحفيز وتشجيع النفس على إبراز الكلمات والأقوال الإيجابية عند مخاطبة الذات.
4 - ترتيب الأفكار والأغراض الشخصية وعدم نسيانها بكثرة لأن ذلك يؤدي للوسوسة والحديث مع الذات بشكل سلبي.
5 - تقبل ومواجهة الضغوطات النفسية التي تحدث في الحياة بشكل عام.
7 - لا تجعل لديك توقعات عالية تجاه تصرفات الآخرين، فمثلا تتحدث مع نفسك وذلك بأن تقول في داخلك: سيتعامل معي الناس على حسب طريقة تفكيري أو مزاجي.
8 - تنمية مهارة التواصل والثقة بالنفس والآخرين.
نسأل الله أن يكون هذا الموضوع إشراقة إبداعية تنير عقول المجتمع وجيل الشباب.