داء السلطعون
الحديث عن حالة اجتماعية، لا علاقة لها بالجانب الطبي، فما هو داء السلطعون الذي نعنيه؟، في البداية علينا أن نتعلم من أخطاء الغير ولو كانوا سرطانات بحرية؟، ألا نتعلم من الجاهل ضرورة العلم؟، ومن الأحمق ضرورة التعقل؟، فماذا يفعل السلطعون لنحذر من تصرفاته الأنانية؟، من خلال المطالعات أدركت أن للسلطعون أو السرطانات البحرية حالة عجيبة تتفرد بها، وهي
حينما توضع في صندوق، فإنها ستجذب للأسفل كل سلطعون يريد الخروج، وهكذا هم بعض البشر، يطؤون بأقدامهم كل زهرة ترنو للتفتح، فكم من مُفَوه ألقم حجرًا قبل أن يتكلم؟، وكم من مجداف كسر قبل أن يمارس تحديفه؟، أزعم أن للسلطعونات فيروسات تنتقل لبني البشر دون واسطة، فلماذا نسحق الأزاهير في بواكير مهدها؟
الحمد لله أنّ في مجتمعاتنا وبيوتنا الكثير من المبدعين على صعيد الجنسين، لكن السؤال: كيف نتعامل مع هذه المواهب الفتية؟، هل نرعاها وندعمها؟، أم ندعها في حال سبيلها؟، للأسف لهذا ولا ذاك، فالحقيقة المرّة التي نراها أنّ هناك دورٌ سلطعوني سلبي يُمارس تجاه المحيطين بنا؛ فلنتأمل ردود أفعالنا مع الأزاهير المتفتحة؟، أشاهد عدة نماذج مشرقة، ثم أرى أفولًا وانكفاءً لعطاءاتها، فأسأل ربّ الأسرة أو المسؤول عن سبب هذا الإنسحاب، فلا يفوه إلا بكلمة واحدة هي: ”لا أدري“، بينما يرد صاحب العطاء والموهبة: ”إنّ أبي هو السبب!!“، أو يشير بالملامة إلى الرئيس أو المتزعم للرعاية، نقول: ”رُبّ كلمة خاطئة غيرت دفة الإبداع للهاوية“، فهلا تفكرنا قليلًا قبل الحديث؟!، ورد في الأثر: ”لسان العاقل وراء قلبه، ولسان الجاهل مفتاح حتفه“، فلماذا نفتح أبواب الظلام ونطفأ مصابيح الإبداع بأفواهنا؟!، اللعنة السلطعونية متعلقة بنا، وأصبحت غدة سرطانية تتعملق لتدفع من حالق كل متألق، تمامًا كما تصنع السرطانات الحاسدة والحقودة، فلماذا لا نصحح المسار وندفع نحو المجد بأبنائنا وكل من هم حولنا؟
أتمنى أن أكون مخطئًا في التوصيف والتشخيص، ولكن تأملوا بأنفسكم لتشاهدوا الحالة السلطعونية تتقافز في مجتمعاتنا، في بعض الأحيان يكون الفاعل مازحًا أو ذو نية طيبة لا يقصد بمزحه الهدم، وهذا لا يعني أنّ المبتسم الساخر أو الضرير الطائش خارج دائرة الاتهام، ما دام في يده مشرط يتوغل في الأكباد.