كأس العالم لكرة القدم.. قراءة مختلفة
انطلقت قبل ثلاثة أيام، منافسات كأس العالم لكرة القدم في نسخته ال22 في قطر، وهو الحدث الرياضي الأهم والأشهر على الإطلاق. العالم، كل العالم، على موعد مذهل من السحر الكروي العالمي الذي يستمر لشهر من الإثارة والمتعة والفرح والتشويق وحبس الأنفاس. كأس العالم لكرة القدم، كرنفال أممي ضخم، تتوحد وتتوجه فيه المشاعر والأمنيات باتجاه ذلك المستطيل الأخضر الذي تتجمع وتتحلّق حوله الجماهير والقلوب. من 20 نوفمبر وحتى 18 ديسمبر، سيتوقف كل شيء تقريباً في حياة الكرة الأرضية، لتبدأ حياة المليارات من البشر مع تلك الساحرة المستديرة التي ستخطف أنظار كل الأعمار.
كأس العالم لكرة القدم والذي بدأت مبارياته المثيرة في قطر، أصبح بلا منافس هو بوصلة الأخبار والأنظار، وتحوّل إلى شاشة كونية ساحرة يُشاهدها كل البشر بتنوع ثقافاتهم وأعراقهم. مونديال كأس العالم الذي تنظمه الفيفا ويُقام في كل قارات العالم، هو الأعظم والأكثر جذباً في كل العالم وفق الكثير من مراكز ومواقع البحث والإحصاء الشهيرة والمرموقة. فعلى سبيل المثال لا الحصر، احتل كأس العالم لكرة القدم والذي يُقام كل أربع سنوات، المركز الأول في قائمة ”أعظم الأحداث الرياضية العالمية“ وذلك وفق موقع ”frecked“ الشهير، متفوقاً على دورة الألعاب الأولمبية الضخمة التي احتلت المرتبة الثانية، ثم دوري أبطال أوروبا لكرة القدم والذي حلّ ثالثاً.
لقد مرّت الرياضة بمختلف أشكالها ومستوياتها بالكثير من التحولات والتطورات، ولكنها الآن تحتل الصدارة في قائمة أهم القوى الناعمة التي تُمارس الكثير من الوظائف والأدوار، خاصة كرة القدم التي تُعدّ الرياضة الأكثر شغفاً وجذباً في كل قارات العالم. لقد أصبحت الدول والشعوب تتسابق على طلب استضافة الأحداث والبطولات الرياضية وفي مقدمتها كرة القدم، لأنها أدركت ووعت جيداً أهمية وتأثير الرياضة في تشكيل وتوجيه مكانتها وصورتها التي تُريد تقديمها وتصديرها للعالم.
كأس العالم التي يبلغ وزنها 6,175 غراماً وارتفاعها 36,8 سم فقط، والمصنوعة من 18 قيراطاً من الذهب الخالص والمنتصبة على قاعدة من المرمر الفاخر، والتي نُقش عليها شخصان من البشر يحملان الكرة الأرضية، والتي بدأ ركض اللاعبين من كل دول العالم من أجل الظفر بنسختها الأولى في عام 1930 في الأوروغواي وحتى هذه النسخة القطرية، هي أغلى وأخطر بكثير من ذلك، فقد أصبحت العنوان الأبرز والأشهر لتفوق وتميز الدول والشعوب، بل هي الآن أعظم وأهم من كل ذلك، فهي القوة الناعمة الأكثر جذباً وتأثيراً في البشر.
كل التوفيق لمنتخبنا الوطني الذي يُشارك في هذا الكرنفال الرياضي الأممي الأعظم للمرة السادسة في تاريخه، ولكن الحلم السعودي الكبير هو تنظيم هذا الحدث الرياضي الأهم في العالم في السنوات القريبة المقبلة، وقد بدأ بالفعل تجهيز هذا الملف السعودي الطموح، وبإذن الله سيتحقق هذا الحلم الكبير، وستكون النسخة السعودية لكأس العالم لكرة القدم هي الأعظم في تاريخ هذه البطولة الرياضية الرائعة.