مسلسل مصري وفيلم أمريكي
قبل عقد أو حتى عقدين من الزمن حين كنا نتابع المسلسلات المصرية كانت ضحكاتنا تتعالى وعلامات التعجب تبدو بوضوح على محيانا فالبطل الشاب ينتظر عشر سنوات ليحصل على وظيفة لا تناسب تخصصه و مؤهله و قد ينتظر وقتا ًأطول للحصول على شقة و خطيبته تواجه انتقادات أهلها طوال الوقت و تطلب منهم الصبر على هذا الشاب المسكين و والد الفتاة يحاول جاهداً جمع قدر من المال ليجهز ابنته .لقد حصل هذا البطل المصري على الجنسية السعودية مؤخراً فصار شبابنا يعانون البطالة و الناس جميعاً تشتكي من غلاء الأسعار وضعف الدخل المادي و ما زاد الطين بلة هو ما ورد في الصحف السعودية مؤخراً عن ارتفاع عدد السكان السعوديين إلى الضعف خلال العقود الثلاثة الأخيرة و صار البعض يطالب بتنظيم النسل و ربما تحديده وبهذا الخبر اكتملت حلقات المسلسل المصري الذي تمت دبلجته – كما هوالحال مع المسلسلات التركية – إلى اللهجة السعودية.
خلال حضوري في حفل زفاف رأيت أشكالاً من البشر للمرة الأولى و حين ارتسمت على وجهي علامات التعجب و الاستفهام . قالت إحدى الفتيات إن هذا ليس أمراً غريباً فهؤلاء " بويات" و هن موجودات في مجتمعنا القروي الصغير و ليس هذا بجديد فهنالك "الإيمو " أيضاً وحينها تبادرت إلى ذهني الصور العجيبة التي كنا نراها في الأفلام الأجنبية ولكنها وصلت إلينا اليوم فصار مجتمعنا دار عرض لأفلام ومسلسلات لم نكن نراها إلا عبر الشاشة الصغيرة.
التساؤل الأهم هو عن دور رجال الدين و اللجان الاجتماعية فلم نسمع عن رجل دين استغل حضور الناس في المجالس العاشورائية ليطرح هذه المشاكل ولم تؤلف لجنة خاصة لمحاربة هذه الظواهر و كل ما يحدث هو اجتهادات شخصية لن تكون حلاً دائماً فنحن نحمد الله على أن مهورنا ما زالت الأقل في السعودية و الأهل لا يطلبون شاباً يملك شقة و- عربية- سيارة بل إنساناً مؤمناً يسعد بناتهن والصور العجيبة بكل مسمياتها شاذة وقليلة و لكن هذا لا ينفي وجودها.
أتمنى من الجميع طرح ما يراه مناسباً من حلول دائمة قبل أن تتفاقم الأمور ونعجز عن حلها.