ما يحصل عندما تقفز الضفدعة
لم تكن كأي ضفدعة نتصورها في العالم؛ فهي أولًا مشهورة، وثانيًا لأنها منحت الشهرة لصمويل كليمنس حتى أصبح يسمى أب الأدب الأمريكي تحت اسم مستعار لا يعرف إلا القليلون أنه كذلك. إنه مارك توين، الأمريكي، الذي ولد في عائلة متواضعة «1835 - 1910» وتوفي أبوه مبكرًا فترك المدرسة في الصف الخامس، واضطر للعمل كربان نهري لمدة عامين. لكن هذا الربان الذي حصل على رخصة قبطان نهري اضطر لترك هذه المهنة بسبب الحرب الأهلية، فعمل في منجم، ثم لجأ إلى الكتابة مجبرًا، فكتب أول قصة وهي قصة «الضفدع القافز المشهور من مقاطعة كالافيراس» عام 1865م؛ التي كانت بابه للنجاح في مجال الكتابة، واتخذ لنفسه اسمًا مستعارًا وهو مارك توين.
لكن مارك توين الذي نعرفه اليوم كشخص مشهور «رغم أنه لم يكمل دراسته» كان دودة كتب من الطراز الأول منذ صغره، حيث كان يعكف على قراءة الكتب، وكان يعزل نفسه عن الناس أيامًا وأسابيع، واستمر في القراءة طول حياته، حتى قيل إنه قام بإعادة قراءة كتاب الثورة الفرنسية لكارلايل وهو على فراش الموت.
كان هذا الكاتب مغرمًا بالراحة حتى أنه كان يمارس الكتابة والقراءة وهو نائم في سريره، وقلما كان يخرج من غرفة نومه. وذات يوم جاء أحد الصحفيين لمقابلته، وعندما أخبرته زوجته بذلك قال لها: دعيه يدخل. غير أن الزوجة اعترضت قائلة: هذا لا يليق هل ستدعه يقف بينما أنت نائم في الفراش؟! فأجابها مارك توين: عندك حق، هذا لا يليق، أطلبي من الخادمة أن تعد له فراشًا آخر!
اشتهر بكتاباته الساخرة، وبسبب معاناته المبكرة، فقد خلق ذلك فيه درجة من التعاطف مع الطبقة العاملة ومواقف متطرفة من الإمبريالية. أصبح فيما بعد شخصية مشهورة جدًا وصديقًا للرؤساء والملوك وكبار رجال الأعمال.
وفي 1876م نشر عملًا ناجحًا آخر وهو مغامرات توم سوير. أما العمل الذي ساهم في طرح مارك توين على المستوى العالمي فهو رواية مغامرات هاكلبيري فين «1884» الذي تناول فيها موضوعات يهاجم فيها مفاهيم سلبية مثل العنصرية. وبالإضافة إلى كونه كاتبًا مشهورًا فقد كانت له بعض الأنشطة الاجتماعية والسياسية مثل ترؤسه للرابطة الأمريكية لمكافحة الإمبريالية، ودعمه للحقوق المدنية، وحقوق المرأة في التصويت. كما منحته كل من جامعة ييل وجامعة أكسفورد شهادة الدكتوراه الفخرية، وعرف فيما بعد بأنه أعظم الساخرين الأوربيين في عصره.
من مؤلفاته: الأمير الفقير والحياة على المسيسيبي استوحاه من عمله كربان قارب على نفس النهر، ومغامرات هكلبيري يانكي من كونيكتيكت في بلاط الملك آرثر، وصعلوك في الخارج. تصادق مع نيكولا تسلا الفيزيائي والمخترع وصاحب معمل تسلا. ولمارك توين نفسه ثلاث براءات اختراع خلال فترة عمله مع تسلا. ويقال إن توماس أديسون نفسه قد زاره في منزله في كونيكتيكت عام 1909م.
من كلماته:
· اعط كل يوم الفرصة لأن يكون أجمل يوم في حياتك.
· لا يهمني أن أكون شخصًا كاملًا، يكفيني أن أكون شخصًا لا ينافق، لا يخون، ولا يجامل، ولا يعرف الناس وقت الحاجة.