منتدى حوار الحضارات يدق طبول التعايش
في النسخة الثانية وفي عرش تعايشي من نوع نادر، وفي تجربة حوارية رائدة، دشن منتدى حوار الحضارات بالقطيف افتتاحه الثاني بمنزل عميد الصحفيين القطيفيين الاستاذ/ فؤاد آل نصر الله، في ندوة في سعة الوطن وفي حجم مناطقه كلها . المشهد بوضوح كان نادراً، وأن يلتئم كل هذا الطيف، وكل هذا العدد، فهذا يعني أن المثقفين في المملكة يملكون الإرادة وبعرامة ثقافية لتبادل الأفكار وتجانس الأداء التعايشي على قاعدة الوطن كله، وفي إطار الانتماء الواحد .
منتدى حوار الحضارات فتح الباب واسعاً للمارد التعايشي ومكنه من مزاولة أعماله وأطلق يده ليحاكي تجربة (التعايش ووحدة الوطن) بصفتها مشروعاً عالمياً جرى إنتاجه وتسويقه في مختلف البلدان التي تشهد انسجاماً بين مكونات أطيافها والوانها الثقافية والفكرية والمذهبية .
ها هنا تستعيد القطيف وهجها وحضورها اللافت والمؤثر في الساحة الوطنية والقادرة من خلاله أن تعيد للتعايش توزانه ورونقه بوصفها البيئة التي شهدت تلقي وتعايش مختلف الأطياف والأفكار على مدى تاريخها وجغرافيتها الفكرية وكانت محاور اللقاء :
تأصيل التعايش ومرتكزات وحدة الوطن، ومنطلقات وحدة الوطن، والفئوية تقويض للوحدة، والتعايش التجربة الحجازية انموذجاً، وأسس وضوابط التعايش، وحاجتنا للتعايش، وتجاذبات التعايش وانعكاساتها ومفردات البرنامج الوطني للتعايش، والحوار ووحدة الوطن آفاق وتطلعات، ومقاربات التعايش في التجربة الخليجية، ومستقبل التعايش في ظل المعطيات الراهنة، وشهادات في تجربة التعايش، والتعايش رؤية اسلامية، ومقومات التعايش واشتراطاته، والمرأة وصناعة التعايش، والتعايش الاجتماعي دلالاته وآفاقه .
بدأ اللقاء بتلاوة آيات من القرآن الكريم تلاها الأستاذ/ زكي آل عباس، وافتتح اللقاء الأستاذ فؤاد آل نصر الله مدير المنتدى بكلمة رحب فيها بالحضور واصفاً إياهم بالقمم الشامخة وأعلن انطلاق حوار التعايش ووحدة الوطن واصفاً وحدة الوطن بكونها مصدر عزتنا ورفع مستوى وعينا لافتاً إلى أن عهد الخصومات قد ولى .
وذكر مدير اللقاء الدكتور منصور القطري إلى كون اللقاء ليس مؤتمراً علمياً داعياً إلى الالتزام بوقت الكلمات، وفي كلمته سماحة الشيخ حسن الصفار عبر خلالها عن سعادته بهذا اللقاء مؤكداً على عزم الحضور على صلابة الوحدة الوطنية والتعايش في الوطن الواحد مؤكدا أن قيادة البلاد تتبنى شعارات الحوار والتعايش داعياً إلى وقفة وطنية شعبية تدعم هذا التوجه، مؤكداً على تجاوز الخلافات الجانبية التي اكتسبت لباساً ليبرالياً ومذهبياً ودعا إلى أخذ العبرة من الصراعات في الدول المجاورة كما هو في لبنان والعراق التي انتهت إلى سلام بين المتخاصمين، داعياً إلى الوحدة والتعايش في بلادنا من خلال النخب التي باستطاعتها أخذ المبادرة، ودعا إلى تجاوز ثقافة التعصب والخصومات، وأكد على تحويل مشاريع الاصلاح إلى واقع فعلي .
وفي كلمته قال الشريف عبدالله فراج الشريف من مكة المكرمة إن أول ماصنع رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – أن جمع أهل المدينة بتعدد أديانهم وقبائلهم في وثيقة واعتبرت عقداً اجتماعياً وصنع من المدينة وطناً شع إلى كل أرجاء الدنيا مؤكداً أهمية حماية التعايش، بوجوب تجنب الخلافات الدينية ونسيان الفروق بيننا في النسب والأقاليم .
كما قال محمد سعيد الطيب في كلمته إن أهل القطيف هم دعاة الوحدة وحماتها وشكرهم على هذه الدعوة التي تأتي بعد تغول العناصر السيئة المضادة للتعايش، ووصف القطيف بأنها مهد التعايش والوحدة، وقال : إن الوطن هو لكل أبنائه وليس لفئة معينة، وإن كان هناك ثمة تميز فهو لمن يقدم خدمة أفضل لهذا الوطن، والفئة التي تسهم في تقدمه ورقيه وقال إن الوصول إلى مجتمع يعيش تصالحاً، وإن تعددت آراء أفراده ليس أمراً مستحيلاً .
وفي كلمة الشيخ فهد أبو العصارى قال : إن فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عمل نبيل ولم تكن يوماً عملاً شريراً لإيقاظ الفتنة مؤكداً ان خطب التحريض وعبارات الكراهية هي جهد المفلس . مؤكدا أن علماء الأمة اجتمعوا واعتمدوا ثمانية مذاهب والأمة لا تجتمع على باطل .
كما لفت الشيخ عبدالرحمن المحرج في كلمته إلى وجود فتيل كره بيننا، وهناك سوء ظن بيننا، فإذا لم نعالج ذلك ستظل في وضع سيء، ودعا إلى تشكيل لجان للتعايش، كما قدم دعوة إلى الحضور لأن يكون اللقاء القادم بمنزله بالرياض، وألقى الشيخ باسم السبعي أبياتاً من الشعر رحب فيها بالحضور وصدقهم .
وفي كلمته قال الدكتور زيد الفضيل إن تأصيل التقارب هو تأكيد الوحدة الوطنية، وأكد على مفهوم التقارب، وعبر عن أسفه لكوننا نجتر ألفاظاً مثل الرفض والنصب، ولابد من التخلص من أزمة الخلاف بين الطائفتين الشيعة والسنة . وقال إن التعايش فرض الله في القرآن الكريم مع غير المسلمين أما التقارب فهو بين الأديان السماوية لوجود قواسم مشتركة . وركز حديثه بإطار التقارب المرجو هو تكثيف العلاقة بين رموز الاعتدال وأن نعتق أنفسنا من خلافات الماضي .
وقال الدكتور محمد آل عسكر في كلمته إن التعددية تأخذ بعداً إنسانياً، يسعى البعض إلى حجبها أو تشويهها قائلاً إن في فكر كل طائفة فكرها التكفيري . ورفض الإقصاء بكل أنواعه ودعا إلى الحوار الوطني .
وفي كلمته قال الدكتور عبدالرحمن العصيل إن التقارب ليس مطلباً اجتماعياً بل هو مطلب رباني ونبوي . في قوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) وضرب مثلاً بالتعايش في العراق ثم تفجر الصراع فيما بينهم، وهاهم اليوم يدركون أن لا مفر من التعايش وكذلك الأمر في لبنان .
وقالت الدكتورة سعاد الشمري إننا أصحاب رسالة وأصحاب قضية ونسعى لوحدة وطننا، وأن الله سبحانه أرادنا مختلفين وهذه هي سنته . وغاية الخلق التعارف .
وفي كلمته قال الدكتور عبدالرحمن الوابلي قال : إن الحل ليس في الخطاب الإسلامي فحسب، وإذا لم نستطع أن نؤسس جمعية لمناهضة التمييز فعلى الجيل السلام، وهنا تكون الثقافة التي سنحملها للأجيال وأكد على تبني هذا الجمع لجمعية لمناهضة التمييز .
وفي كلمته قال الشيخ عادل أبو خمسين إن مصطلح التعايش يحمل دلالة المودة والألفة، وقال إن التعايش لابد له من أسس نتفق عليها أولها الاقتناع بهذا التعايش تنطلق من تأصيل ديني، بعيداً عن طغيان التقاليد على التعاليم الدينية الأصلية وثانيها الاتفاق على مشاريع وأهداف وغايات التعايش وثالثهما الاحترام المتبادل بيننا بعيداً عن التكفير والسباب واللعن والشتم ورابعهما الحوار وتأصيله في حياتنا وتعاملنا .
وقال سماحة السيد حسن النمر في كلمته يجب القبول بالتعددية الفكرية والمذهبية، وإلا تحطم كل أمل للبلد أمام صخرتها وأكد على أن المشكلة يجب أن تحدد وعدد مظاهر الحرمان والمنع للشيعة وضرب مثلاً بحرمان أهل الدمام والخبر والثقبة والظهران الشيعة والبالغ عددهم مائتا ألف من دفن موتاهم فهم لايملكون مقبرة . وقال إذا كان الدكتور عبدالرحمن الوابلي يسعى إلى تسجيل جمعية مناهضة للتمييز فليسجلني معه .
وفي كلمة الأستاذ منسي حسون قال إن تجربة الحجاز كشفت عن تعددية تعايشية في الألوان والأعراق والمذاهب . وفي فترة الثمانينات الميلادية انقلبت الأمور رأساً على عقب . وقال إنه يوافق إلى تسجيله في جمعية مناهضة التمييز التي دعا لها الدكتور عبدالرحمن الوابلي .
وفي كلمته قال الأستاذ مخلف الشمري إنني أمام ثلة من صفوة المجتمع . وذكر بالصلاة المشتركة بين الشيعة والسنة وقال وجدنا قلوباً وأناساً طيبين . وأكد أن الدين لله والوطن للجميع وقال إنه ضد التعايش وضد التقارب إلا بمساواتنا في الحقوق والواجبات .
كما شهد اللقاء مدخلة للاستاذ توفيق آل سيف والدكتور إحسان أبو حليقة ومداخلة للناقد الاستاذ محمد العباس .