الحسين عليه السلام رسالة السماء
في عاشوراء الحسين وعندما نتذكر استشهاده في كل مكان وزمان، علينا أن نستشعر الحقيقة كاملة ومن دون نقص ”حقيقة“ رسالة ذات حدث تاريخي كاد أن يغيب!
تلك الرسالة الإيمانية الخالدة والتي مثلت صراعاً جهاراً بين الحق والباطل، فالرسالة الحسينية الشريفة، هي رسالة من السماء إلى الأرض وهي تأكيداً للرسالة المحمدية العظيمة المقدسة قال تعالى ”وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةࣱ ىَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَىۡرِ وَىَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَىَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُو۟لَٰۤئكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ“.
إن المفهوم والبعد الكبير الذي مازال ضياء نوره إلى اليوم والذي سوف يبقى بإذن الله تعالى محروساً بعنايته سبحانه وتعالى فإن ما قام به الإمام الحسين كان مؤيد من الله تعالى فإن المتأمل في حركة الامام الحسين لا يجد فيها ولا خطأ صغير وهذا إن أشار إلى شيء أشار إلى ان رسالته - - هي رسالة ينابيعها المتدفقة من السماء مما جعلها رسالة حق، مهمة للبشرية كلها ومدرسة إصلاح للأمة ولما احتوته من القدسية والتضحية والقيم النبيلة، ومن يتأمل في طلائع فصول أحداثها ومسارها فسوف يهتدي بعون الله إلى أنها رسالة السماء التي أرجعت الإسلام الذي جاهد النبي الى تحقيقه والذي يكفل حقوق جميع الناس مهما اختلفت طبقاتهم وأنسابهم وألوانهم، فهذا هو الإمام الحسين بن علي ، الذي عاش مع جده الرسول الأعظم محمد ، منذ طفولته وصباه، وكان وأخوه السبط الأكبر الإمام الحسن بن علي يعيان تلك الثوابت والمناهج الربانية، للرسالة المحمدية إلى الإمة وإن الإسلام هو دين الله سبحانه، دين عدل وإصلاح.
رسالة الحسين ، التي أيقظت الناس مما كانوا فيه من غفله، ففيها العدالة الاجتماعية والدعوات الصادقة، وكان من أهم وأعظم أهدافها حفظ الدين الإسلامي والتمسك به بعد ما ساد الأمة من فساد وانتهاكا للقيم الإسلامية السمحاء.
جاء الإمام وقوله الناصح والعادل ”إنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي صلّى اللّه عليه وآله، اريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر“
رسالة، قدمت للمسلمين صوراً من القيم النبيلة والتضحيات التي لا تمحوها السنين وارتبطت عظمتها وقدسيتها برسول الرحمة والإنسانية محمد صلى الله وآله وسلم، رسالة قدم فيها الإمام الحسين وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين، أروع البطولات والملاحم في نصرة الإسلام ورفع كلمة الحق والعزة والكرامة، رسالة عطرة وبطلب الشهادة في لقاء الخالق سبحانه وتعالى وذلك كما قال له جده رسول الله ”إِنَّ لَكَ فِي اَلْجَنَّةِ دَرَجَاتٍ لاَ تَنَالُهَا إِلاَّ بِالشَّهَادَةِ“.
معركة كربلاء من المعارك الخالدة لأنها كانت لإعلاء كلمة الحق لهذا من مميزاتها انها في كل عام يزداد تأثيرها في قلوب المؤمنين ويتعلقون اكثر واكثر بالإمام الحسين .
فأين نحن من أخلاق وسيرة سيدي ومولاي الإمام الحسين الذي جاهد ليصلح ويحافظ على القيم والمبادئ والأخلاق، الذي جاء بها هذا الدين وبلغ بها جده، خاتم الأنبياء والمرسلين النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم.
إذا عرفنا الأمام الحسين حق المعرفة، حياته، سيرته، جهاده، أهدافه، تعامله بالحسنى وبالرفق واللين، من هنا سوف نتغير وسوف نبذل جهدنا في إتباع ذلك الأثر الطيب، وسوف نطبقها في حياتنا اليومية وسوف نكون بإذن الله نموذجاً متميزاً بأخلاقنا، زينا على أئمتنا ولا شينا عليهم سلام الله عليهم أجمعين.
*اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ* «مصباح الهدى وسفينة النجاة»
*وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ*
*وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ*
*وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْنِ*.
السلام على العقيلة الحوراء زينب - فخر النساء - الصابرة التي شاطرت أخيها الإمام الحسين وتحملت المصائب وتكفلت بالأرامل والإيتام، وأوفت بالعهد وصانت الأمانة في الدعوة المباركة ”رسالة السماء“.