الله أعلم حيث يجعل رسالته
عندما تكون قادرا على إدارة مشاعرك في المواقف المختلفة والتي منها المواقف الاستفزازية والعدائية التي تباغتك وتحويل مسارها إلى صالحك بإيجابية فأنت تستحق أن تكون على هذه الدرجة التي أشارت إليها الآية الكريمة ”الله أعلم حيث يجعل رسالته“
التنمر من قبل الأخر المستفز يجعل حالة من الاستنفار العاطفي وجيوش الغضب على أهبة الاستعداد للهجوم والانتقام ورد الصاع صاعين وهنا تطبيق ”البادي أظلم“.
الأيادي البيضاء تمتد هناك وهناك تتحسس مواطن المحتاجين فهي ترفل بالعطاء، المادي والمعنوي لكن في مقابل العطاء قد تجد من يعض اليد الممدودة كون هذا واردًا، موقف يخرج المرء عن صوابه فيعطي لنفسه حق الرد بتكسير العظم مبررًا أنها ردت فعل طبيعية وفي النهاية هي مجرد مشاعر تتحكم في صاحبها من باب كل فعل له ردة فعل.
قد تكون المبررات كثيرة اتجاه الكثير من المواقف والنفسيات المختلفة على مستوى الحياة الاجتماعية والعملية وهذا بدورة يزرع البغضاء والعداوة والقطيعة حتى داخل الأسرة ومع أقرب المقربين ناهيك عن العلاقة بين الأباء والأبناء أو بين الأخوة والأخوات، نتيجة لمفارقات واختلافات لم يتمكن كلا الطرفين من إدارة مشاعره بالشكل الصحيح والوقوع فريسة للغضب التي تنهش العلاقات الإنسانية وتنزع الرحمة من القلوب وتقطع روابط التواصل والصلة، هناك من الصور المؤسفة التي علقت على شماعة الغضب والنزعات الشيطانية والتي احدثت قطيعة بين الأعزاء ليكونوا غرباء بلا وطن، فالرحم وطن وعز ورباط مقدس.
أليست الرحم معلقة بالعرش؟.
رباطة الجأش عند البعض توصله إلى الاتزان النفسي والعاطفي فلا يكون عرضة للانفعالات والضغوط النفسية التي تشعره بالألم إزاء صفعات ممن حوله فهنا تكمن قوة العقل ورجحانه فالسلطة العقلية هي سيدة الموقف والمسيطرة وهذه هو الحلم الذي ينجي صاحبه فالإدارة العقلية هنا تعني إدارة المشاعر وفقًا لمقتضيات الأمور العقلية لا العاطفية.
فما أروع الحلم الذي يزدان به صاحبه!
”لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ“ «28» المائدة.
ما أجمل هذه العبارة! ”والله لأسرنك“
كسر رجل الشاة وعندما سأله سيده من فعل هذا؟
قال أنا
فقال له سيده ولما فعلت ذلك؟
قال الغلام لأجلب لك الهم
فتبسم السيد وقال والله لأسرنك فأعتقه وأجزل له العطاء
حليم وكريم أهل البيت الإمام الحسن .