بناء العلاقة الزوجية الناجحة خاصة لدى جيل الشباب الحالي
إن العلاقة الزوجية المبنية على الجفاف العاطفي والخوف من مواجهة الخلافات ستنتهي بنسبة عالية في نهاية المطاف بالدخول في خانة إقامة علاقة جنسية جديدة مع طرف آخر، ويعود هذا السبب بسبب عدم تحمل تلك الضغوطات النفسية والمشاكل التي تحدث بين الزوجين، على حسب بين فترة وأخرى. وأحيانا قد تكون الخلافات مستمرة نتيجة انعدام تبادل كلمات الحب وضعف حالة الحنان بين العاشقين.
ومن هنا سنذكر لكم قصة معينة قد تحدث أحيانا على أرض الواقع وهي: يحكى أن هناك رجل ثري لديه وظيفة مرموقة، ويسكن في منزل كبير، ويبلغ من العمر أربعين عاما، إضافة إلى ذلك لديه لديه ثلاثة أولاد وبنت واحدة. بعد فترة من الزمن تعرف ذلك الرجل ذو العمر الكبير على ولد معين يبلغ من العمر عشرين عاما وبعد ذلك التقى به في مكان محدد، فتعمق معه في الحديث والعلاقة إلى أن وصل في نهاية المطاف إلى الحب وممارسة علاقة غير شرعية مبنية على الشذوذ الجنسي والشهوة.
وأصبح بعد ذلك العاشق الولهان يهتم بشكل قوي لذلك الولد الشاذ جنسيا لدرجة أصبح هذا الرجل يتعرض للاستغلال النفسي والجنسي والمالي من قبل الولد الوسيم، ويخون الزوجة بالخفاء والتي كان يعيش معها لفترة تقارب عشرين سنة، بعد فترة من الزمن وهو في نفس لحظة لقاء الشاب الوسيم تعرف ذلك الرجل على طرف آخر ذو مظهر جميل والمفاجئة أن الطرف الثاني يعتبر صديق الولد الوسيم الذي التقى به الرجل الكبير بالعمر منذ الوهلة الأولى، وهكذا بعد عدة أيام متواصلة أصبح الرجل يدخل في علاقات متعددة مرتبطة بأول طرف وسيم التقى به.
مثل هذه القصص والمواقف قد تجعل الفرد المستمع لها يتألم نفسيا وروحيا، وقد يشعر البعض بالحزن الشديد نتيجة ضعف الإنسان أمام كل هذه العقبات والخلافات التي يعاني منها الرجال الكبار الذين لديهم عائلة كبيرة، ويميلون للتنازل عن كل المشاعر والعواطف والاهتمامات الزوجية، وذلك من أجل الدخول في علاقة مع شباب جميلين وشاذين جنسيا، من هذا الجانب دعونا نتحدث بشكل جدي.
نحن نريد من يملك الجرأة من جانب التحدث عن مثل هذه المواضيع ولكن قد يخاف بعض الناس من التعامل مع هذه المواضيع الحساسة خوفا من ردود أفعال الناس، ونحن بحاجة لذكر مثل هذه المواقف، من أجل أن لا تحصل وتتزايد بين الأجيال الحالية أو تكثر في مثل هذه الأوضاع الحالية، بل يجب أن نتعامل معها بالعمل على المواجهة وإيجاد الحلول والأسباب لمثل هذه المشاكل حتى لا تنتشر، وبالطبع في هذا الموضوع لا يمكن أن نقصد جميع الفئات الزوجية بل التحدث عن طبقة أو فئة محددة في هذه المشكلة وليس الجميع.
ومن هنا قد ترى الدرس والعبرة فتنصدم وتستغرب بل وتتعجب من هؤلاء الشباب الوسيمين والفنانين في هذا المجال، والذين استطاعوا بالجمال والمظهر الخارجي الخاص بهم أن يستغلوا ويعملوا على إغراء فئة محددة من رجال أثرياء لديهم أسرة كبيرة؛ حتى جعلوا هؤلاء في نهاية المطاف يتجنبون التعاطف وتبادل المشاعر وكلمات الحب مع الزوجات الذين يعيشون معهم.
- ومن الأسباب المعينة التي تؤدي لتفشي مثل هذه المشاكل هي:
1 - جفاف العلاقة بين الزوجين كعدم وجود مداعبة بينهما أو نوع من الاستمتاع، كأن لا يتم القول للزوجة: مظهرك الخارجي يغريني، أو أنا أحبك بشدة وأكثر من شيء آخر، أو كيف حالك حبيبتي اشتقت لك، وغيرها من كلمات وعبارات لطيفة ومحببة للشريك الآخر.
2 - عدم القدر على إشباغ الغريزة الجنسية بطريقة صحيحة أو عدم القدرة على وقاية النفس من الانحراف.
3 - ضعف القدرة على إشباع الاحتياجات المالية أو الجنسية، أو على سبيل المثال الاحتياجات التي تتمحور حول الأمان والتقدير والاحترام، وغيرها من أمور أخرى.
4 - كثرة خلف الوعود والاتفاقات المبنية بين الزوجين، كإخفاء أسرار معينة لفترة طويلة من الزمن دون أن يعلم الشريك الآخر.
- ومن العلاجات أو الحلول المعينة لمثل هذه المشكلة:
1 - تقوية العلاقة عبر العمل بقدر الإمكان على تلبية مختلف الاحتياجات بين فترة وأخرى، كالمال أو الحب أو الاحترام دون الميل لأسلوب التعنيف النفسي والجسدي.
2 - عدم التأخر عن حل المشاكل، كأن يتم على سبيل المثال جعل تلك الأمور تتضخم دون العمل على التركيز واحتواء تلك الخلافات بصورة إيجابية، ومن هنا يجب التركيز والتحمل والمواجهة.
3 - ترتيب وقت معين أو جلسات محددة بين فترة وأخرى مع شريك الحياة، والهدف منها يكون بتبادل المشاعر والعواطف والكلمات الجميلة بشكل مكثف.
4 - استشارة خبير فلا يوجد عيب عند استشارة الآخرين والخبراء في هذا المجال، وهذا ما يجب أن يفعله الشباب في هذا السن، كأن يتعلمون على هذه الأمور، وذلك كي يتجنبون في المستقبل الوقوع في خيبات واخفاقات كثيرة.
ختاما، هناك دراسة تبين أن 63% من الحالات التي تتمحور حول الطلاق تكون فيها المرأة هي التي تطلب لهذا الأمر وليس الرجل، والسبب عدم ميل الرجال لإعطاء الحنان والحب والمشاعر اللازمة التي تؤدي لتقليل المشاكل النفسية والعاطفية.
- وفي هذا الجزء النصي نذكر لكم معطيات تتمحور حول الانهيار الأخلاقي والشذوذ الجنسي:
إن هناك معطيات معينة تهدف إلى أن مجموعة من الرجال البالغين في الولايات المتحدة يمارسون الشذوذ أو الجنس المزدوج، وأن أكثر من 12 مليون مريض جديد يصابون بأمراض جنسية في فتحة الشرج بكل عام.
وفي هذه المعطيات نرى أن هناك فئة كثيرة من الشاذين أو المثليين الذين يفضلون ممارسة اللواط الشرجي أكثر من الميل إلى حب ممارسة الجنس من المهبل، بسبب الإنهيار الأخلاقي والنفسي لديهم.
وهذا ما بينه الكاتب الأمريكي ”باتريك جيه بوكانن“ من جانب الانهيار الأخلاقي الذي يحدث في الغرب من شذوذ وأمراض أخلاقية وجنسية ونفسية تعمل على تدمير المستقبل والمجتمع، حيث يذكر الكاتب بالكتاب الذي قام بتأليفه ”بعنوان موت الغرب“ أن نسبة كبيرة في الخصوبة لدى المرأة والإنجاب هبطت؛ بسبب ميل الشباب أكثر للممارسة الجنس المزدوج.
من هنا أن قضية الانتحار والشذوذ الجنسي أصبحت اليوم تتكاثر بشكل كبير بين مختلف المجتمعات والأديان والبلدان؛ بسبب رفض شعار المثلية وعدم التعامل معه كأنه أمر اعتيادي، فقد بلغ عدد الحالات الانتحارية بين المراهقين في أمريكا ثلاثة أضعاف؛ أي أكثر من عام 1960.
كما أن تزايد حالات الانتحار تكون نتيجة الإدمان على المخدرات، فالعدد الذي موجود في الولايات المتحدة وصل إلى أكثر من ستة ملايين فرد، ومن هذه النقطة أصبحت فئة الشباب ترفض والشابات يرفضن الدخول في العلاقة الزوجية.
وفي هذا المجال تكاثرت حالات اليأس والخوف والارتباك الشديد لدى المربيين تجاه هذه الحالة، حيث أن بعض الآباء والأمهات عجزوا عن مواجهة هذه القضية، بل تخلوا عن إستخدام الإعلام خوفا من ردود الأفعال الموجهة لهم والحرب الإعلامية التي تحدث بين الغرب والمسلمين والمجتمعات المؤمنة وجيل الشباب.
أما بالنسبة للتعامل الإيجابي مع مثل هذه القضايا يحتاج إلى صبر واجتهاد وقدرة على تأسيس النقاش والحوار بين مختلف الأطياف خاصة الأجيال الشابة؛ حتى يتم وضع حد لمنع انتشار الشذوذ الجنسي ليس فقط في الدول الغربية بل حتى العربية.
والمقصود بالصبر والاجتهاد هو القدرة على معرفة كيفية التعامل بصور فعالة؛ أي معالجة هذه القضية دون الميل للهمجية والعدوانية، لأن كل ذلك يؤدي إلى العصبية والعنف والتنمر بين المثليين وغير المثليين إلى أن يصل الأمر إلى هبوط حالات الزواج والإنجاب، لذلك يتطلب الأمر السيطرة على الأعصاب لتسريع الخطى نحو حل المشكلة، لأن السنوات القادمة «المستقبل» مقبلة على انتشار الإنحرافات الجنسية والأمراض النفسية.
- ختاما، في هذا الجزء النصي سنذكر نقطة فعالة ومساعدة وهي الزواج المبكر عند جيل الشباب، لتفادي الوقوع في الإنحرافات الجنسية، وبهذا الأمر يتم تفريغ الشهوة بشكل صحيح، من أجل التغلب على الحالة الجنسية الشاذة:
يعتبر الزواج المبكر من المراحل الحساسة جدا في عمر الإنسان، فالمقبل على هذا الأمر، يجب أن تكون لديه حالة من التقبل والاستعداد النفسي، ليصبح شخصا متحملا للمسؤولية؛ كي يتفادى التعرض للمشاكل الكثيرة عند فترة الزواج المبكر، فإن كثيرا من الأشخاص لا يكون لديهم ذلك الاستعداد، وبالتالي يقعون في معضلات كبيرة؛ بسبب التسرع في اتخاذ القرارات، ولهذا يجب على الفرد أن يفكر في هذا الأمر بشكل جدي قبل أن يتزوج.
كثير من الشباب والشابات يعتقد أن الزواج مجرد ضربة حظ، وتقارب أمزجة، ولكن في الحقيقة يستلزم على الإنسان أن يفهم ويتعرف على شخصية الطرف الآخر، من خلال المبادرة بطرح أسئلة معينة تصب في معرفة الصفات والأصدقاء والظروف المعيشية، التي يعيش فيها ذلك الشاب أو تلك الشابة، ويكون محور طرح الأسئلة مقدم من قبل الوالدين والإخوة والأخوات.
فمثلا يقوم الأب والأخ الأكبر بإجراء محادثات كلامية ونصية، وتقوم الأم بطرح تساؤلات كثيرة مع الناس حول ذلك الشاب المقبل على الزواج؛ من أجل أخذ انطباعات متعددة عنه، ولكن بشرط أن تكون الأجوبة والانطباعات الصادرة من قبل الآخرين، والتي تكون تجاه ذلك الشاب من اللازم أن يتضمن فيها وجود أشخاص لديهم أمانة وثقة وعلاقة قوية مع ذلك الإنسان.
وتكون التساؤلات متعددة والتي تتمحور حول الحديث عن ذلك الشاب أو تلك الشابة وهي كالآتي:
1» من أصدقاء هذا الشاب أو هذه الشابة؟
2» ما الوظيفة التي يمارسها ذلك الشاب أو تمارسها تلك الشابة؟
3» ما الصفات والأشياء التي لا تعجب ذلك الشاب أو تلك الشابة؟
4» هل ذلك الإنسان خلوق ويحترم الأشخاص المحيطين به أم أن الأخلاق الخاصة به سيئة؟
5» هل ذلك الشخص يصبر ويتحمل المشقة عندما يتعرض لمشكلة معينة؟ أم يشعر بالإحباط والخوف الشديد، عندما يتعرض لأي عائق سواء كان في الحياة الاجتماعية أوالعملية أو الزوجية؟
6» ما مستوى الثقة والسمعة لدى ذلك الشاب أو تلك الشابة هل هو جيد أم سيئ؟
7» هل لدى ذلك الفرد أحاسيس ومشاعر عاطفية وحب؟ أم أن لديه حالة من الجفاف العاطفي وعدم أهمية تجاه من يدخل معه في علاقة؟
8» هل ذلك الشخص ملتزم في العمل والدين ولديه معرفة في الأمور الحياتية بشكل جيد؟
من زاوية أخرى تعتبر فترة الخطوبة فرصة للتعارف بين الطرفين المقبلين على العيش معا طيلة العمر، ولهذا على الشخص في هذه المرحلة أن يكون واعيا ومتيقظا عند إطلاق أي كلمة، فالكلمة لها دور في التأثير سلبا أو إيجابيً على العلاقة، وهذه اللحظة طبعا تحتاج لفترة تقارب ستة أشهر أو لمدة سنة حتى يفهم كل طرف شخصية الآخر بشكل دقيق قبل الزواج.