الداهية..!
لقد سهل وجود تطبيقات الجوال المختلفة الحياة وجعل القيام بالكثير من الأمور أسرع وأبسط كالسفر، التسوق وطلب كل ما يخطر على البال، حيث يصلنا في وقت قياسي ولباب المنزل. أيضاً، خلقت تلك التطبيقات كتطبيقات التوصيل مصادر دخل للبعض. فما عليه إلا التسجيل لينضم ويبدأ العمل.
هذا ما قام به ذلك الشاب لينضم لأحد تطبيقات توصيل الطلبيات بأنواعها. بدأ العمل في التطبيق باجتهاد وحماس. كل يوم تصله طلبات من خلال التطبيق. في يوم من الأيام تلقى طلب إيصال وجبة عشاء من أحد المطاعم بقيمة لا تتجاوز ال80 ريالا، إضافة لقيمة المشوار الذي كان ب25 ريالا. أخذ الطلب وقبل أن يتمكن من إيصاله، ألغى صاحب الطلب طلبيته، قدم لموظف تطبيق التوصيل اعتذاره، وأخبره بأنه سيعوضه فيما بعد وطلب منه رقم هاتفه، وأن يبقي وجبة العشاء لنفسه.
في اليوم التالي، تلقى موظف التوصيل اتصالا مباشرا من صاحب الطلبية الملغاة يطلب منه إحضار جهازي أي فون من محل أجهزة بقيمة عشرة آلاف ريال. أخبره الموظف بأنه لا يملك ثمن الأجهزة، فطلب منه صاحب الطلبية إعطاءه رقم حسابه ليودع فيه المبلغ وعند وصول الإيداع، يشتري الأجهزة ويجلبها لعنوان سيرسله له لاحقاً.
في تلك الأثناء كان هنالك شخص يبحث عن سيارة مستعملة جيدة ليشتريها ووجد ضالته في إعلان على أحد مواقع بيع السيارات المستعملة. في الحقيقة، كانت السيارة جيدة جداً وتستحق أكثر من المبلغ المطلوب بكثير. هاتف الرقم الموجود في الإعلان وهو يدعو الله أن تكون السيارة من نصيبه، وطار من الفرحة عندما أخبره المعلن بأنها ما زالت موجودة وعقد معه الصفقة قبل أن يسبقه أحد. طلب منه المعلن تحويل عربون بعشرة آلاف ريال على الحساب البنكي، الذي سيرسله له ليحجز له السيارة ووافق بدون تردد.
وصل الإيداع لموظف التوصيل، اشترى الأجهزة وتوجه للعنوان الذي أرسله له طالب الأجهزة. سلمه الأجهزة واستلم منه 300 ريال هدية مقابل تعبه ووجبة العشاء الملغاة. فرح موظف التوصيل كثيراً وشكره على كرمه.
أخذ الرجل الأجهزة وتوجه بها لأقرب محل بيع أجهزة وعرضها على صاحب المحل بسعر أرخص من سعر السوق وأخبره بأنه مضطر لبيعها بسبب الحاجة. شعر صاحب المحل بأنها فرصة ويجب اغتنامها فاشتراها وسرعان ما باعها بسعر السوق على أحد الزبائن.
أغلق الرجل هاتفه، الذي استخدمه لطلب الأجهزة ولعرض السيارة للبيع واختفى. قدم زبون السيارة شكوى لمركز الشرطة وزودهم بالحساب البنكي، الذي حول عليه الأموال ورقم هاتف صاحب الإعلان. قبضت الشرطة على موظف التوصيل بتهمة النصب والاحتيال. عندما أخبرهم بقصة الأجهزة، تتبع البحث الجنائي المعرفات الرقمية «IP» للأجهزة وتمكنوا من الوصول للزبون، الذي دلهم على صاحب محل الأجهزة، الذي اشتراها منه. قبض البحث الجنائي على صاحب المحل أيضاً. عند تتبع رقم الهاتف، وجدوا أنه كان لوافد أجنبي غادر البلاد منذ شهرين بلا عودة!
خسر زبون السيارة 10 آلاف ريال. سجن موظف التوصيل وصاحب محل بيع الأجهزة المساكين، أما الحرامي الداهية مبتكر الفكرة فما زال حرّاً طليقاً ينعم بحياته!