السعودية تُسابق الزمن
ما يحدث في هذا الوطن الرائع من مهرجانات وفعاليات وبطولات عالمية كبرى، أمر يدعو للفخر والإعجاب، فقد تحوّلت المملكة لواجهة مشرقة وجذّابة في المشهد العالمي بمختلف أشكاله ومستوياته، وأصبحت أسواقها ومسارحها وملاعبها مطلباً ملحاً وأولوية مجدولة؛ لأنها الأفضل والأجهز والأكثر تحقيقاً للأهداف والنجاحات.
السنوات القليلة الماضية، شهدت قفزة كمية ونوعية في آن معاً، سواء في الأحداث أو الفعاليات التي تُقام على أرض المملكة وبتنظيم من وزاراتها ومؤسساتها الوطنية المدججة بطاقاتها الشبابية المؤهلة والشغوفة، على هذه الأرض الطيبة المباركة، تتحقق المعادلة الصعبة التي تجمع الكم والكيف، لصنع الدهشة والتميز.
قبل عدة أيام، حضرت سباقات ”الفورمولا إي“ التي امتدت ليومين مدهشين، حيث كانت حلبة الدرعية القديمة بتاريخها ورمزيتها، مسرحاً عالمياً لهذا السباق الشهير لمنافسات السيارات الكهربائية ذات المقعد الواحد، وللموسم الرابع على التوالي، تُقام بطولة ”الفورمولا إي“ العالمية في الدرعية التاريخية وسط المزارع والبيوت القديمة لهذه المدينة السعودية الشهيرة التي سُجلت في عام 2010 كواحدة من أهم مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو، وكم هي فكرة رائعة وذكية، حينما يتم مزج الرياضة بالتراث والسرعة بالتاريخ.
وبعيداً عن المكتسبات والاستحقاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي يجنيها وطننا العزيز من مثل هذه الاستضافات الرياضية الشهيرة التي تتابعها بشغف وكثافة الملايين في كل العالم، وهي بلا شك مكتسبات واستحقاقات مهمة ومفيدة، ولكن بعيداً عن ذلك، أود على عجالة أن أكتب عن عدة مكاسب التقطتها مباشرة من حلبة الدرعية لسباقات ”الفورمولا إي“ وهي باختصار:
لقد شاهدت بعيني، كيف يتفاعل المراسلون والمصورون من كل العالم مع الجماهير السعودية والعربية والأجنبية التي ملأت مدرجات الحلبة، الأمر الذي سيعكس صور رائعة وإيجابية عن وطننا الذي أصبح وجهة البطولات والفعاليات العالمية الكبرى، كذلك، لفت انتباهي، بل دهشت من تلك الحالة الجميلة من التقارب والاندماج بين المواطنين والمقيمين والزوار، وكذلك اللقاءات الجانبية بين الأسر السعودية والأسر العربية والأجنبية التي حضرت السباق، وقد كانت صورة بانورامية مذهلة نسجت عمق وتميز المرحلة الجديدة من عمر هذا الوطن الرائع، الملاحظة الأهم التي أعجبتني، وأظنها أعجبت الكل، هي الكفاءات الوطنية العالية التي كانت تُدير وتُشرف على كل تفاصيل هذا الحدث العالمي الكبير، وهم بكل فخر وإعجاب من خيرة شباب وشابات الوطن الذين يتحدثون عدة لغات ويعملون بكل شغف وحماس ويرسمون ابتسامة ثقة وفرح ويعكسون بصدق وجمال روعة وتميز هذا الوطن الغني بتاريخه وحضارته وإنسانه.