المرأة رائدة للعمل التطوعي في قطيف الخير
حققت المرأة في مجتمعنا النجاح الكبير بعد أن فرضت وجودها، والمكانة الرفيعة على ساحة العمل التطوعي والخيري وفي جميع المجالات والتخصصات حتى أنها أصبحت لديها الإدارة المتكاملة وبكل جدارة وأقتدار، سيدة، متكلمة ومستشارة فذة من أجل النهوض بالمجتمع.
لقد ساهمت المرأة في تحقيق الشعور الجميل لدى مجتمعها بأهمية العمل التطوعي وما له من إنعكاسات إيجابية في الحاضر والمستقبل، ولها الدور الكبير على نشر الثقافة والتحلي بالصبر وقوة التحمل والمسؤولية في القدرة على العمل وبذل الجهد والوقت وتذليل الصعوبات وطرح الحلول التصحيحيةالمناسبة. أنها أصبحت ركيزة من الركائز وداعمة قديرة، أخدةً في الإعتبار إن العمل التطوعي مطلب مشروع منذُ إن خلقت البشرية وحث عليه ديننا الحنيف ودعت إليه قيمنا الإنسانية السمحة، وقد ساهمت المرأة حتى أصبحت قادرة على العطاء والتأثير وفي تحقيق الشعور لدى المجتمع بأهمية العمل التطوعي وأثره في تعزيز الترابط نحو المشاركة المجتمعية وتقوية الإنتماء الوطني بين الأفراد والمؤسسات الخيرية والتطوعية الأهلية، وسباقة للخير، قال تعالى: ﴿
أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ﴾ وإمتثالاً لقول النبي «خيرَ الناسِ أنفعُهم للناسِ».
لقد أصبح العمل التطوعي في هذا الزمن من الضروريات الملحة أكثر من قبل، وهو مظهر من مظاهر التكافل الإجتماعي، ففيه تجاوز الشخص لذاته وتقديمه لحاجة الناس على راحته، فالمرأة تميزت في هذا الجانب عن سواها، فهي دائماً لديها الحماس والشعور بالمسؤولية والقدرة على العطاء والتضحية حتى صدق القول فيها، ”أنها وجدت في العمل التطوعي والخيري ملاذها وأولوياتها“ وأصبحت لها الأدوار المتعددة، حيث الخالق سبحانه وتعالى غرس في نفسها حب عمل الخير والحنان والعطاء والصبر والتسامح.
المرأة في مجتمعنا، هي رائدة في العمل التطوعي وشخصيتها تتناسب مع ما تقوم به من أدوار مضيئة والتي تعتبر مؤشراً على النضج والتفهم والإدراك للدور الواضح التي تقوم به وتمارس العمل لأجله يومياً ومن دون ملل أو كلل، في بناء المجتمع وذلك من خلال تقديم خدمات كبيرة وجليلة ومن أعمال متميزة وأنشطة فعالة على كافة الأصعدة، جميعها تسهم في تنمية وإستمرار العطاء والتواصل الإنساني والتلاحم الإجتماعي والعمل التطوعي الناجح.
ولتعزيز دور المرأة السعودية وتمكينها في المشاركة وصنع القرار صفاً واحداً مع الرجل، فقد حصلت كما الرجل، على النصيب الأوفر، ضمن أهداف المملكة للرؤية 2030 وللإرتقاء والعمل على زيادة عدد المتطوعين والمتطوعات وذلك إدراكاً من القيادة الحكيمة بأهمية العمل التطوعي وأثره الإيجابي على المجتمع وللحفاظ على ديمومته ونشاطه بالشكل الفعال والمطلوب.
إن المرأة ونظراً لما تمتاز به من حبها لمجتمعها وتعاونها مع أفراده، وبما تملكه من القدرة على التواصل والحوار وكذلك الإقناع مع تحملها المسؤولية الإجتماعية مع كل الظروف الحياتية وبكل شغف وإقتدار وهي الأكثر أحساساً بمشاعر الأخرين وتعاوناً مع المحتاجين، فليس بالصعب عليها تبؤا الرئاسة للمجالس الإدارية والعضوية في الجمعيات الخيرية والتطوعية، وهذا ما قد تم من إنجاز بالفعل في الأونة الأخيرة، بتقدم عدداً من السيدات من أعضاء الجمعية الخيرية بجزيرة تاروت بمحافظة القطيف، تقدمن للترشح وللإنضمام للمجلس في دورته القادمة، وهذا مما يدل إن هناك مؤشراً قوياً، يعطي إنطباعاً إيجابياً وصادقاً، لتحمس وإصرار المرأة في المشاركة، للرئاسة والإدارة والتخطيط والأشراف والتوجيه من أجل مستقبل أفضل، وخاصة إن مجتمعنا بأهله وكفاءاته المتميزة، يسوده ثقافة التعاون والعطاء من أجل إنجاح أي عمل تعاوني أو إجتماعي أوثقافي يعود بالنفع للمجتمع والوطن.
نسأل الله أن يوفق الجميع وأن يتفاعل الأهالي كما هو موجود في العديد من الدول، بترشيح المرأة ودعمها وتمكينها لخوض التجربة، فهي حتماً تستحق وهي نموذج مضيء شهدت لها النجاحات العظيمة التي حققتها طوال السنوات الماضية في المشاركات المجتمعية المتعددة، الخيرية والتعاونية والتطوعية وغيرها والتي لا يمكننا حصرها في عجالة، وعملها للخير بأوسع أبوابه، والأمانة والتفاني والصبر والتسامح وحسن الإستقبال والمعاملة الحكيمة والحسنة.