تنظيف الذاكرة وترتيب الأمور الشخصية والاجتماعية
إن المشاكل السابقة التي تحدث مع الإنسان وأيضا التي تحصل بين الناس، لها تأثيرات سلبية على الحالة الفكرية والنفسية، وخصوصا أن إطلاق المواقف الصادمة وغير المتوازنة، يؤدي لإثارة تشنجات نفسية تبقى لفترة طويلة من الزمن؛ بسبب التسرع في اتخاذ القرارات العشوائية وبالتالي فإن التعامل مع مثل هذه المشكلة يستدعي بداية جديدة، وذلك من خلال العمل على ترتيب الأمور في العام الجديد والتركيز على المستقبل القادم؛ من أجل ضبط الأعصاب والانفعالات الذاتية أولا، وثانيا السيطرة على الخلافات لتسريع الخطى نحو إنهاء الخصومة وأسباب التوتر في الوضع الحالي.
المشاكل السابقة تكون محفوظة في الذاكرة الشخصية والاجتماعية والمقصود بهذا الأمر هو أن أصحاب النفوس المريضة يتوجهون إلى الرجوع للخلافات القديمة؛ لأن تلك المواقف يتواجد بها ذاكرة ضخمة، وممتلئة بالأحقاد الدفينة وردود الأفعال العنيفة، التي لا تنسجم مع التفكير الإيجابي، مما يؤدي إلى الدخول في مناوشات كلامية مع مختلف المجتمعات، وأحيانا تحدث المناوشات مع شخصيات لديها مكانة إعلامية عالية، أو نفوذا اجتماعيا قويا، الأمر الذي يسبب التعب والضغط النفسي تجاه التعامل مع مثل هذه المعضلة الكبرى.
وفي هذا المجال من اللازم أن تكون هناك مقدرة تسهم في تحمل الضغوطات الاجتماعية؛ حتى يتم التغلب على الظروف الصعبة، إضافة إلى ذلك تنمية مهارة النقاش التي تعتبر عملية لها هدف في تهدئة الأوضاع بشكل تدريجي، عوضا من الاستجابة للغضب؛ فالإنسان الذي يتبع السلوك غير المهذب يضع انطباعات سلبية تجاه التعاملات والعلاقات بشكل عام.
ومن هنا يجب تنظيف الذاكرة الممتلئة بالضغائن والانفعالات، وخاصة في السنة الجديدة المشرقة 2022 والتي تتطلب من كل شخص أن يستثمر الوقت في ممارسة الأعمال الخيرة، ومواساة الآخرين عندما يواجهون متاعب ومصائب، من جانب آخر هناك من يستغل الوضع الحالي، في إثارة المشاكل والربكة والمشاجرات التي ينتج عنها تصرفات غير ناضجة أو غير مسؤولة، مما يضع مختلف الشرائح البشرية في المواجهة المباشرة التي تكون مبنية على العدائية والتدمير للمبادرات الإنسانية.
اطرح على نفسك هذه الأسئلة:
1» ماذا أريد أن أحقق في هذه السنة الجديدة؟
2» هل سأظل على ممارسة العادات السلبية القديمة؟ أم سوف أعمل على تغيير العادات السلبية والتصرفات غير الناضجة بشكل إيجابي؟
3» هل عندي الاستعداد النفسي والاجتماعي اللذان لهما دور في تقديم الخدمة للناس والتطوع في المجتمع؟ أم أني متوجه لإنجاز الغايات والأهداف الشيطانية التي لها دور في ممارسة التدمير وإثارة المعارك والفتن؟