القبول الجامعي: الكابوس الموسمي
لا حديث هذه الأيام في أغلب البيوت، يعلو على الحديث عن اختبارات ونسب القبول الجامعي والقدرات والتحصيلي والنسبة الموزونة وأولوية القبول في الجامعات والحصول على مقعد دراسي والقبول في التخصص الجامعي. اشتراطات واختبارات وأولويات طويلة ومتعددة ومتشظية، هي من قد تُحدد أو تُعرقل أو تُبدد أحلام الآلاف من خريجي وخريجات المرحلة الثانوية بعد رحلة دراسية استمرت 12 عاماً على مقاعد الدراسة في ثلاث مراحل تعليمية مختلفة.
لا شك بأن قطاع التعليم في المملكة، يُعدّ واحداً من أهم وأضخم القطاعات، ويحظى منذ عقود بعناية فائقة من الدولة الكريمة لما يُمثّله التعليم من قيمة ومكانة، فهو المحرك الأساسي والبداية الحقيقية لكل تطور وتقدم تنشده الأمم والشعوب، وهو جسر العبور الآمن للتنمية الشاملة والمستدامة للدول والمجتمعات. التعليم، ليس مجرد منظومة دراسية متعددة المراحل والتخصصات والمستويات، رغم أهمية كل ذلك، ولكنه النور الذي يُضيء حياة الأمم والشعوب والمجتمعات، وهو السلاح الأقوى الذي يُحارب الفقر والجهل والتخلف والفساد والتشدد والتطرف، وهو الوسيلة الناجحة التي تضمن التطور والتقدم والازدهار.
في مثل هذه الأيام، ستُحدد أكثر من 40 جامعة سعودية عامة وخاصة نسب واشتراطات واختبارات القبول الجامعي، في سيناريو ميلودرامي يتكرر في مثل هذا الوقت من كل عام. ويبدو أن ”مسلسل الجدل الكبير“ الذي يصعد كترند موسمي حول طرق وأساليب وسياسات القبول الجامعي، يواصل استمراره وحصده أعلى نسب المشاهدة والجدل والتذمر والدهشة، ليكبر السؤال في كل عام: لماذا لا تكون هناك آلية واضحة ومحددة وثابتة للقبول الجامعي؟
ولقد أعادت رؤية المملكة الطموحة 2030، صياغة وهيكلة النظام التعليمي في المملكة، وذلك من أجل بناء وتطوير هذا القطاع الضخم والمهم، ليتناسب ويتناغم مع التحوّل الوطني الكبير الذي تعيشه المملكة في مختلف المجالات والمستويات.
والتجارب والخبرات والطرق المتطورة التي تتبناها الدول العالمية الكبرى في مجال التعليم، وتحديداً في منظومة القبول الجامعي، محكمة ومجربة وناجحة، وتستحق أن تُدرس وتُبحث، بل وتُحاكى وتُستنسخ، لأنها خلاصة التجارب والخبرات العالمية في مجال التعليم.
لتحقيق القدرة والكفاءة التنافسية في طرق وأساليب القبول الجامعي، لابد من وجود ”منظومة قبول جامعي“ واضحة ومناسبة، تضمن قبولاً عادلاً وشفافاً لكل خريجي وخريجات المرحلة الثانوية.
ألم يحن الوقت بعد لاختفاء هذا الكابوس الموسمي الذي يجثم على طموحات وأحلام خريجي وخريجات المرحلة الثانوية؟