حياتنا والجانب المشرق
من أعظم الصفات الإنسانية التي خص الله سبحانه وتعالى الإنسان بها المودة والألفة والرحمة وهي من أروع صور التواصل الإنساني بين الناس، ومن خلال رحلتنا في الحياة نمر بالعديد من المحطات مابين أحزان وأفراح وأيضا الكثير من المنعطفات المتفاوتة في المواقف، فيسخر الله سبحانه وتعالى لنا أيادي طاهرة تمسك بأيدينا وتشدنا وكأنها نسمات هواء تنعش الروح وتروي القلوب بلطفها.
تلك الجوانب المشرقة في حياتنا، أن يكون بين ظهرانينا أناس نرتوي من معينهم الصافي البارد، فيطفئ عطش الروح من حرها ونلوذ في ظل احساسهم اتجاهنا.
ولهم ذلك الوجود - المضيء من حولنا، أخوة في غاية الوفاء والصدق، نتحدث لهم عما في أعماقنا لكي نطمئن فتشفي دعواتهم الصادقة لله سبحانه وتعالى، كل جراحاتنا، ونستعيد الأمل والتفاؤل ونعيش بكل قوة ونشاط.
عندما نلتقي بهم، نرى ونشعر بالمودة والبعد الجمالي لأرواحهم الصافية، ونسعد لحديثهم ونفخر بتوجيهاتهم، ونسطر بداخلنا كل حرف لامع حتى يمحو ما في النفس من ألم فينتصر الضوء على العتمة في داخلنا، نثق بما يقولونه لأنه نابع بصدق وأخلاص، وندرك أن تجاربهم في الحياة هي دروس تساعدنا في تخطي الكثير من الصعوبات.
من طبيعة الإنسان في أغلب الأحيان، التمرد على الواقع المؤلم، وربما يعيش في بحر أفكاره فيحتاج إلى الأخ أو الصديق الوفي، ليكون المعين والمساعد حتى لا يسيطر على نفسه الخوف والقلق فتنقله، وينطلق به العنان إلى تطورات وخيالات مزعجة وموجعة تفقده حبه للحياة لا قدر الله.
فمن الواجب إنسانياً وأخلاقياً أن نكون عوناً لبعضنا في الشدة كما في الرخاء، ونكون متكاتفين ومتعاونين، وأن نقف مع الآخرين، عند بوحهم بألم ومتى ما افصحوا لنا عن معاناة، لنكون كالدواء الذي يداوي الجروح، ولنطيب بكلماتنا وبحروفنا مشاعرهم فتضيء شموع السعادة والأمل في صدورهم.
ومن الواجب الأدبي كذلك، أن نكون أناسا ممن يشعرون بهموم من حولهم، ونلامس إحساسهم بعناية واهتمام، لكي نتأثر ونؤثر ونستطيع أن نعبر عما بداخلنا، نسمو ونرتقي بفكرنا لتكون لدينا الوسيلة الصالحة للمشاركة في الحياة، ونكون بإذن الله من المساهمين الفاعلين والمتعاونين، في ترسيخ القيم الرفيعة والجوانب المضيئة المشرقة لمن حولنا، تتحلى بها الأجيال وتحافظ عليها ويزرعوا الاحترام والمودة والرحمة بينهم ويكونوا قدوة حسنة جيل بعد جيل.