احتواء المخاطر بطريقة سرية
المقصود بالشبهة: أشياء غريبة لا يمكن التمييز من ناحية إذا كانت تلك الأشياء تتمحور حول الحق أو الباطل، ويمكن القول: ظواهر مقلقة جدا ومسائل مختلطة مع الحق والباطل.
كل مشكلة تحصل يمكن التعامل معها من خلال التحرك في الخفاء عن طريق الابتعاد عن مناطق الضجة الاجتماعية، ونضيف إلى ذلك امتلاك المعرفة اللازمة ومهارة كتمان الأسرار «درجة أولى»، فالإنسان عندما يشعر بالضعف النفسي فإنه سيلجأ للمعرفة، والتشبث بالوعي، وذلك من أجل أن يزيل الشبهة التي تشكل خطرا على التماسك الاجتماعي سواءا كان الفرد الذي يحمل تلك الشبهات معه أو المجتمع المعين.
ولهذا الأمر على الإنسان أن لا يرتبك بشدة فلا يوجد عيب عند التعرض إلى المشاكل الكبيرة، ولكن العيب هو أن الفرد يشعر بالرهبة الشديدة عندما يواجه الصعوبات المعينة التي قد تجعله يخاف من ردود أفعال البشر.
إزالة الشبهات مرتبطة بمدى استجابة البيئة الاجتماعية للرسائل المشبوهة، فعدم القدرة على النقاش مع الأشخاص الذين يحملون معهم الشبهات يشكل خطورة كبرى على الحاضر والمستقبل الخاص بالعلاقات الإنسانية، ومن تلك المخاطر هي نشر المشاكل النفسية والسلوكية والأخلاقية، إضافة لإثارة المشاحنات التي يكون بها رد فعل مباشر «هجوم مباشر وعنيف جدا يسعى لتهييج العواطف ومشاعر الغضب».
والشبهات لها آثار تدميرية من جانب جعل كل طرف يشك في نوايا الآخر، بمعنى آخر استبعاد النفوس فالنوايا التي تقع على شبهة معينة تندرج على حالة التطرف، وذلك عن طريق الميل نحو القناعات والسلوكيات والأفكار الغريبة، فالتطرف تصدر عنه المظاهر الملتبسة.
إن التعامل مع الرسائل المشبوهة يتطلب عدم الانسياق وراء المخاوف، وخاصة وأن الخوف من النقاش مع الغرباء يولد ارتباكات شديدة «لا يدري الشخص كيف يسيطر على الأعصاب والانفعالات غير المتوازنة في لحظة حدوث الخلافات العميقة» مما يؤدي ذلك للتعرض لهزات نفسية وصدمات اجتماعية عنيفة تبقى لفترة طويلة من الزمن في حال عدم السيطرة على تلك الملفات السرية المشبوهة.
وقد لا تستطيع فئة من الناس إجراء النقاش مع المشبوهين بسبب الإحساس بالقلق الزائد تجاه ما يصدر عنهم، ولكن هناك أناس يملكون القدرات والإمكانات اللازمة للتعامل مع مختلف الفئات البشرية، وبالتالي فإن العملية مرهونة بوجود من لديه القدرة على رفع تلك الالتباسات التي تزعزع الراحة والطمأنينة، وخصوصا ولو كانت تحت تأثير القواعد الشعبية والنفوذ الاجتماعي القوي.
فعلى المتطوعين واللجان الاجتماعية والأهلية أن لا يعطون أي شخص أسرار معينة إلا في حال إذا كانت لديه إمكانية السيطرة على تلك المعضلات الكبرى التي تشكل دمار على المشاريع التنموية والسنوات المقبلة، وبالتالي فإن العملية مرهونة بالقدرة على تكوين العلاقات المبنية على تبادل الأسرار مع الفئات الأخرى وكل هذا الأمر يحتاج إلى العمل والجهد الكبير لتصبح العلاقة متماسكة.
بالإضافة إلى ذلك، تشكيل جماعة سرية مكونة من عدة أشخاص «متطوعين» يملكون النفوذ الاجتماعي والقواعد شعبية، وذلك من أجل إغلاق الثغرات الاجتماعية التي تعمل على توسيع وانتشار الملفات الخطيرة بين أفراد المجتمع والبلد.