أخطر عشرة فيروسات في حياة البشر
قد يبدو أن لا مفر من الكتابة عن فيروس كورونا الذي ما زال يسيطر على كل مفاصل العالم للعام الثاني على التوالي، ولكنني قررت أن أسير/أكتب عكس التيار، بل وأجعل من فيروس كورونا ملهماً لي لكتابة هذا المقال.
المرض هو اعتلال الصحة نتيجة ضعف أو خلل في وظائف وأجهزة الجسم، ولكن هناك أمراضاً مجتمعية تفتك بالمجتمع والشعوب لا تقل خطورة وتاثيراً عن تلك الأمراض الصحية التي تُصيب أعضاء وأجهزة جسم الإنسان.
كثيرة وخطيرة هي الفيروسات المجتمعية التي تُعاني منها المجتمعات والشعوب والأمم، وهي ممارسات وسلوكيات سلبية ومرضية تُهدد أمن واستقرار وتنمية تلك المجتمعات والشعوب والأمم، وسأذكر هنا عشرة من تلك الفيروسات المجتمعية بشكل سريع ومختصر:
الأول: وهو ”فيروس الأنانية“ الذي أصبح عنوان النزعة الأبرز لأغلب البشر في هذا العصر الذي تضخمت فيه الأنا بشكل مخيف.
الثاني: وهو ”فيروس الشكوى“ الذي يُتقنه بامتياز السلبيون والمتشائمون الذين يضخمون كل شيء ويتذمرون من كل شيء.
الثالث: وهو ”فيروس التصنيف“ الذي يحمل رايته سدنة الفرز والتقييم لأفكار وآراء وقناعات ومعتقدات الآخرين.
الرابع: وهو ”فيروس الإشاعة“ الذي تحوّل إلى خبر وترند لحظي يُستخدم من قبل الأفراد والمنصات والمؤسسات والأجندات، وهو فيروس بغيض قد يُشعل فتنة أو يُدمر مجتمعا.
الخامس: وهو ”فيروس التنمر“ الذي يُعدّ واحداً من أخطر الأمراض المجتمعية التي تتسبب في تشويه وتحطيم شخصية الإنسان.
السادس: وهو ”فيروس الفساد“ بكل ما يحمله من مظاهر وسلوكيات منحرفة تقف في وجه النزاهة والعدالة كالرشوة والاختلاس والمحسوبية والواسطة والابتزاز.
السابع: وهو ”فيروس الجهل“ الذي يُشكل رأس الآفات ومنبع الأزمات، بل هو الطريق المعبد لمرور الظلم والفقر والإرهاب والانغلاق.
الثامن: وهو ”فيروس التملّق“ بكل أشكاله ومستوياته، وهو مرض عضال يُصيب المجتمع في مقتل ويرسم صورة مزيفة للواقع.
التاسع: وهو ”فيروس التردد“ والخوف والتوجس من كل جديد أو مختلف، وهو ما يصنع حالة من الجمود والشك تمنع تطور ونهضة المجتمعات والشعوب.
العاشر: وهو ”فيروس التشدد“ الذي يلعب دور المايسترو لجوقة العنف والغلو والتنطع والتطرف، وهو من الفيروسات المجتمعية المزمنة التي يصعب جداً علاجها.
تلك هي الفيروسات العشرة الأخطر في حياتنا، وهي بلا شك أكثر فتكاً وتدميراً من فيروس كورونا الذي يتصدر قائمة ”الأوبئة الأخطر في تاريخ البشر“.