النفط السعودي الذي لا ينضب
لا شك أن السعودية بما تملك من ثروات وقدرات وإمكانيات، بشرية ومادية، واحدة من أهم الدول المتقدمة في العالم، وهي العضو البارز في مجموعة العشرين، والدولة التي تصنع تنمية مذهلة في كل المجالات والمستويات.
لعقود طويلة، كان النفط هو مصدر الدخل الأول والأهم في المملكة، وهو من يضخ - وما زال - المليارات في خزينة الدولة، فالنفط كان - وما زال - كطاقة ووقود السلعة الأكثر استهلاكاً وطلباً بين مختلف السلع والبضائع التي تستخدم في تحريك عجلة الاقتصاد العالمي.
الاقتصاد السعودي منذ عدة سنوات، يمر بمرحلة تجديد وتصحيح وتطوير غير مسبوق، بقيادة الأمير الشاب محمد بن سلمان والذي يملك رؤية وطنية طموحة لمستقبل وطن يستحق أن يكون في ريادة وصدارة العالم. فمنذ أن دُشنت «رؤية المملكة 2030» بكل أهدافها وطموحاتها، كان الاقتصاد السعودي هو الحاضر الأبرز والأهم في روزنامتها المزدحمة بالخطط والاستراتيجيات والتطلعات، فالاقتصاد هو عصب الازدهار ومدماك التطور وهو المحرك الحقيقي لعجلة التنمية الوطنية على كافة الصعد والمستويات.
تتصدر المملكة قائمة أكبر الدول المنتجة والمصدرة للنفط، ولكن طموحاتها وتطلعاتها أكبر من كل ذلك بكثير، فهي تُدرك جيداً أن النفط سلعة غير ثابتة وتتعرض لظروف وعوامل لا يمكن ضبطها أو التحكم فيها، كما أن مصادر الطاقة البديلة عاجلاً أم آجلاً ستُنافس النفط، هذا فضلاً عن أن النفط سينضب يوماً، لذا فالاقتصاد السعودي يسير بخطى ثابتة باتجاه تنويع مصادر الدخل غير النفطي، وبالفعل حقق الكثير من النجاحات والإنجازات، وبدأ المحتوى الاقتصادي غير النفطي يُحقق الكثير من القفزات النوعية والكمية ويُسهم في زيادة الناتج المحلي ويوفر الفرص لشباب الوطن.
الكثير من التطورات والتحولات في الاقتصاد السعودي بدأت تتمظهر وتتموقع، الأمر الذي جعل تنوع الاقتصاد/ الدخل الوطني خياراً استراتيجياً حقيقياً لوطن يعيش حقبة مزدهرة آمن قادتها بتمكين وتوطين سلة متنوعة من المحتوى الاقتصادي ليتحرر اقتصادنا من سيطرة المصدر/ الدخل الواحد.
المستقبل القريب، سيشهد إنتاج سلة اقتصادية سعودية متنوعة تزدحم بأشكال وألوان المحتوى غير النفطي كالسياحة والترفيه والصناعة والفن والثقافة والرياضة والآثار والتراث والمهرجانات والتقنية والذكاء الاصطناعي والمعادن والحرف التقليدية والأزياء والكثير الكثير من القوى الناعمة السعودية التي تُمثّل نفطاً لا ينضب.