عصرنا الجديد
يطلق مصطلح إعلام على أي وسيلة اتصال مقروءة أو مسموعة أو مرئية، عامة أو خاصة، ربحية أو غير ربحية، رسمية أو غير رسمية كالإذاعة، التلفاز، الصحف والمجلات ومواقع الشبكة العنكبوتية التي تستخدم لأغراض مختلفة.
للإعلام تأثير كبير تخطى حياة الفرد والمجتمع ليشارك في حماية الأوطان ونهضة الأمم وصناعة الحضارات وله دور كبير في تثقيف الشعوب ونشر القيم والأخلاقيات الرفيعة التي ترتقي بهم وبأوطانهم وتدفعهم لخلق قوة اقتصادية وسياسية ولصناعة حضارة قوية شامخة.
فالإعلام هو المعبر عن روح الأمة وقوتها أو ضعفها وتطورها أو تأخرها، وهو حلقة الوصل بين القيادة وشعبها. تقع عليه مسؤولية إيصال توجيهات القيادات للشعوب وشرحها وتوضيحها والتعبير عن هموم الشعوب وقضاياهم وإيصالها للقيادات بكل صدق ونزاهة ومحاولة طرح الأفكار وإيجاد الحلول المنطقية المختلفة لها.
وهنالك إعلام نهضوي بناء وآخر هادم، وكل له مميزاته وخصائصه، فعندما يستخدم الإعلام لنشر الأكاذيب والإشاعات، لتحريض الأمم، تفكيك المجتمعات، تمزيق اللحمة الوطنية، وهدم الأوطان أو لنشر الأهواء المنحرفة وهدم المبادئ والأخلاق السليمة فهو إعلام هادم مفسد لا خير فيه، لكن ما يهمنا ويلهمنا هنا هو الإعلام النهضوي البناء.
من أهم مميزات الإعلام النهضوي البناء نزاهة النوايا، الصدق، الواقعية، رقي الكلمات والأسلوب وعرض الوقائع بدقة وطرح الرأي أو الخبر بكل حيادية والترفع عن التطرف والعنصرية أو العمل بأجندات خفية لخدمة أهواء شخصية والشفافية في طرح الموضوع مع مراعاة اللباقة والأدب في اختيار الكلمات والبعد عن الابتذال في الكلمة أو الأسلوب. فالكلمة الصادقة تدخل القلوب بدون استئذان.
من مميزات الإعلام النهضوي أيضاً المرونة والقدرة على مواكبة التغيرات والتطورات والتجديد المستمر بما يتوافق مع تغيرات العصر ومتطلبات النهضة باستخدام التقنيات الجديدة والأساليب والطرق الحديثة، فلقد عاصرنا الانتقال من استخدام المذياع للتلفاز، ثم القنوات الفضائية وتتنوع الآن وسائل الإعلام المرئية والمسموعة المستخدمة على مواقع الشبكة العنكبوتية بحيث يصعب علينا حصرها وسردها هنا. وعاصرنا أيضاً تحول الصحف والمجلات الورقية لتصبح إلكترونية مع بقاء طباعة وبيع بعضها لما فيها من تلبية لذوق قراء الصحف المطبوعة والحفاظ على بعض الأصالة. أيضاً يتطلب الإعلام النهضوي مرونة الرأي والفكرة وعدم جمودهما، فالحياة متغيرة وتتطلب التحديث المستمر للآراء، الأفكار والمواقف.
كم كانت كلمة وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي لقيادات وزارة الإعلام ورؤساء الهيئات التابعة لها مشجعة وملهمة عندما طلب منهم مواكبة تطلعات المواطن السعودي ونهضة المملكة وعندما نوه لوجود مقومات ومكتسبات وطنية رائعة بحاجة لآلة إعلامية قوية وإبداعية ترضي طموحات وتطلعات المواطنين، وكأنه بذلك يطلق الضوء الأخضر ويعلن عن عصر جديد من الإبداع الإعلامي النهضوي بلا قيود أو حدود والذي يتمحور حول نهضة الوطن وإرضاء المواطن السعودي.