الناس
كلنا نعلم، أن بعد المسافة بين الناس بعضها ببعض من حيث ما يطرأ من بعض الفجوات في التقارب والصداقة والتعاون، من أسبابه الهروب من المسؤولية الإجتماعية والإنسانية.
هل من ثمة تفكير وتدبر؟
بأن حاجة الناس الينا هو مبرر وجودنا، وأن حاجتنا للناس شرف إنسانيتنا وتواضعها... وأن قساوة القلوب، فيها غضب الله وعقابه، وتهدد الجنس البشري لأمراض وكوارث ولسلوكيات بغيضة لا تحمد عقباها حتى تكاد أن تصبح سبباً في الإبتلاء والفناء من الوجود من على سطح هذه الأرض.
قد آن الأوان لمراجعة النفس، وأن نستشعر بأن الإستغتاء عن الناس والتلاعب بالألفاظ والتهاون في التفكير المنطقي، والتنصل والأبتعاد عن الدور الحقيقي في الحياة، خطيئة في حق النفس وحق الأخرين من البشر.
”الناس للناس، وبالناس تكتمل المسيرة، فلا صلاح ولا علاج ألا الناس للناس“
مقولات وأمثال وحكم دارجة كثيرة، ولكننا نأتي إلى الأهم والأبلغ، فقد حذر القرآن الكريم في أكثر من آية على عدم التجاوز على حق الغير فقال تعالى: «ولا تعتدوا أن الله لا يحب المعتدين». وأمر الله، الناس بالتعاون والتكاتف والإصلاح مابينهم وإشاعة روح المحبة والطمأنينة فقال سبحانه وتعالى: «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الأثم والعدوان» المائدة - 2
ومن الأحاديث الشريفة قوله صل الله عليه وآله وسلم «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».... ونحن في ذكرى أستشهاد أمام المتقين الإمام علي بن أبي طالب حيث قال سلام الله عليه ”الناس صنفان إما اخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق“.
ما أحوجنا الآن نحن البشر، أن تكون لدينا ثقافة التسامح والتعاطف والمحبة، وحتى وإن اختلفنا في بعض الأمور، لنبلغ حقيقة الإيمان والقيم الإنسانية التي أوصت بها كل الديانات والرسائل السماوية وهي: أن نحب للناس ما نحب لأنفسنا من خير،، وأن نرتقي لبعض الدرجات المنجية، وقد مدح الله وأثناء في كتابه الكريم المنزل، على من لا يريد العلوٌ في الأرض ولا الفساد فقال سبحانه: «تلك الدار الأخرة نجعلها للذين لا يُريدون علواً في الأرض ولا فساداً» القصص - 83.
نسأل الله لنا ولكم الهداية والصلاح وأن يتم علينا نعمه وفضله وأن نكون من عباده المؤمنين الشاكرين الحامدين،،،،.