نعم السعودية دولة عظمى
كنت وما زلت وسأبقى من المعجبين بالتجربة الغربية الحديثة التي تقود الحضارة البشرية منذ القرنين الماضيين وحتى الآن. الحضارة الغربية هي من أهدت العالم كل هذه الاختراعات والابتكارات والإنجازات والإبداعات التي صاغت الوجه الحديث للحياة. تلك هي الحقيقة التي لا يمكن القفز فوقها أو التنكر لها، بل هي تستحق الإشادة والتقدير، بل والمحاكاة والتقليد.
ولكن رغم كل ذلك الانبهار والإعجاب بالحضارة الغربية، وهي على كل حال تستحق ذلك، إلا أن إغفال وإهمال التجارب والخبرات التي تملكها بعض دول ”العالم الثالث“، أمر بحاجة لإعادة نظر، بل ورسم خرائط وقوائم جديدة لإبراز الواقع الجديد الذي أفرز مجموعة من الدول العربية والإفريقية والآسيوية واللاتينية، تستحق أن تكون في قائمة الدول العظمى، والسعودية بلا شك هي من أبرز تلك الدول.
لقد أثبتت المملكة بأنها دولة كبرى ومؤثرة، على الصعيدين العربي والإسلامي، بل والعالمي. المملكة، ومنذ نشأتها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود في العام 1932، ثم بتعاقب خمسة ملوك من أبنائه، وصولاً لهذا العهد السعودي الحديث الذي يقوده بكل حكمة وحزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز صاحب التجربة الإنسانية العظيمة والقيادة السياسية الفريدة، ويقف بجانبه شاب يعشق التميز والإنجاز وهو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عرّاب التحوّل الوطني الكبير ومهندس الرؤية السعودية الطموحة، كل هذه المسيرة الناجحة التي تميز بها ”بيت الحكم السعودي“ الذي أصبح علامة بارزة في طرق وأساليب الحكم الرشيد في العصر الحديث، جعلت من هذا الوطن الكبير يحظى بتقدير واحترام العالم، كل العالم.
هذه الإدارة الرائعة لأزمة وباء كورونا، ليست مستغربة على صنّاع القرار السعودي الذي اعتاد على النجاح في كل الأزمات والامتحانات التي مر بها هذا الوطن الكبير.
السعودية بثقلها الديني والسياسي والتاريخي والاقتصادي والثقافي والحضاري، تُعدّ أحد أهم صنّاع المشهد العالمي، وليس من باب المصادفة ترؤسها لمجموعة العشرين التي تضم الدول الكبرى والمتقدمة على مستوى العالم، فالسعودية هي عاصمة القرار العربي وقبلة العالم الإسلامي وبوصلة المشهد العالمي.
لقد استطاعت هذه الدولة العريقة التي اشتهرت بحنكة وحكمة قيادتها الرشيدة أن تُجنّب هذا الوطن الكثير من المحن والفتن وتضعه دائماً على مسار الاستقرار والرخاء.
هذه الجائحة الخطيرة وما سبقها من أزمات وملفات كبيرة وخطيرة، أدارتها السعودية بكل قوة وحكمة وذكاء، والسجل الوطني السعودي يحفل بالكثير من المحطات والتحولات الصعبة التي تجاوزها هذا الوطن الرائع الذي أصبح مثالاً يُحتذى به في إدارة ومواجهة الأزمات.
السعودية، وطن يسكن جبين الفخر، وكيان يعشق منصات المجد. فكم نحن بحاجة ماسة كسعوديين بأن نؤمن بقدراتنا وطاقاتنا التي أصبحت مثار إعجاب وفخر العالم، وأن نُعيد رسم وتلوين صورتنا المذهلة التي نستحقها، سواء في نظرنا أو في نظر الآخرين.
نعم، نحن دولة عظمى بما حبانا الله من نعم وعطايا خصنا بها وحدنا، وبما نملك من ثروات وطاقات بشرية ومادية، تؤهلنا لأن نكون في مصاف الدول العظمى، بل وفي مقدمتها.