أهم خمسة اكتشافات جديدة في بيوتنا
كثيرة وكبيرة، هي الاكتشافات الكنوز المذهلة التي تزخر بها بيوتنا، والتي نكاد نُشاهدها للمرة الأولى في حياتنا، والسبب في ذلك هي حالة العزلة المنزلية الضرورية التي فرضتها جائحة كورونا التي أعادت كل البشر لبيوتهم بعد طول غياب، وهي التي لم تكن بالنسبة لهم سوى نزل تأوي لها عيونهم وقلوبهم وأرواحهم التي أرهقتها الشوارع والمتاجر والمقاهي والمطاعم والأسواق والجلسات واللقاءات.
اكتشافات بطعم الذهول كانت على مرمى عيوننا، ولكننا لم نكن نراها لأننا كما يبدو قد أضعنا بوصلتها وسط ضغوط الحياة وزحمة الأعباء، وكنوز بنكهة المواعيد كانت على بعد خطوات من مشاعرنا، ولكننا فقدنا السيطرة على عقارب الساعة، لنصل بعد فوات الأوان وحسرة المكان.
هذه خمسة اكتشافات/ كنوز ثرية في بيوتنا، تسحق أن نكتشفها وننعم بها، لأنها ثروت حقيقية لا مثيل لها:
الاكتشاف الأول: ”الحب الحقيقي الذي يملأ بيوتنا“، والذي أعاد ترميم علاقاتنا الأسرية وأثث من جديد مشاعرنا الحقيقية. بعيداً عن بيوتنا، كم خُدعنا بذلك ”الحب“ المزيّف الذي تلوّن بالمصالح الأنانية الخدّاعة، ولم نُدرك بأنه يسكن بيوتنا.
الثاني: ”اكتشافنا لذواتنا“ التي تاهت وسط رغباتنا وطموحاتنا التي لا تشبع. لقد اكتشفنا كم هي زاخرة بالمشاعر والمواهب والآمال والشغف. لقد استطاعت غرف المعيشة أن تتوسط قلوبنا، بل وتُحرّضنا على إظهار مواهبنا وقدراتنا وإبداعاتنا التي كانت مدفونة تحت ركام المواعيد والمسؤوليات والطموحات التي لا تنتهي والتي جعلت من حياتنا أشبه بمضمار جري لمسافة 100 متر.
الثالث: ”نظافة وطهارة بيوتنا“ في كل شيء، في الحب والمشاعر والنقاشات والأكل والملابس وكل التفاصيل الصغيرة والكبيرة. اكتشفنا في بيوتنا، أن نظافة اليدين وغسلها بالماء والصابون لأكثر من 20 ثانية، لا تقل عن نظافة القلب والفكر من الكره والحقد والأنانية.
الرابع: ”السيطرة على حمى الشراء“ بعد أن اكتشفنا أن بيوتنا مكتظة بالملابس والأحذية والأجهزة والكتب والتحف والأطعمة، وبعضها لم يستخدم قط. الكثير من البراويز واللوحات والأقلام والعدسات والعطور والساعات، ملّت العزلة والانتظار.
الخامس: ”التقدير الحقيقي للمرأة“ والذي كان غائباً عن فكرنا وقناعتنا. العزلة المنزلية أعادت - أو هكذا يجب - تقييمنا لهذه الثروات الثمينة التي تزخر بها بيوتنا والمتمثلة في الأم والزوجة والأخت والابنة. المرأة لم تشعر بعزلة في بيتها، كما هي حال الرجل، لأنها تعشق كل تفاصيل بيتها، فهل يُدرك الرجل ذلك؟