بمناسبة ارتحال الشاب المؤمن شكري إلى ذمة الله السيد مرتضى السادة : تعزية .... وتذكير شبكة أم الحمام 11 / 1 / 2010م - 1:14 ص اقرأ أيضاً جمعيّة أمّ الحمام الخيريّة تفتح باب الترشّح لرئاسة وعضويّة مجلس الإدارة للدورة الجديدة الابتسام يواصل صدارة الدوري الممتاز للكرة الطائرة نص البيانأعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى :﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ َالَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ - صدق الله العلي العظيم – بسمِ الله ، والحمدُ لله ، والصلاةُ والسلامُ على أشرفِ الأنبياءِ والمرسلين ، حبيبِ إله العالمينَ أبي القاسمِ محمدٍ وعلى آلهِ الطيبينَ الطاهرين . والسلامُ على الحسينِ ، وعلى عليِّ بنِ الحسينِ ، وعلى أولادِ الحسينِ ، وعلى أصحابِ الحسينِ ، والسلامُ عليكم أيُّها الأخوةُ المؤمنونَ ورحمةُ الله وبركاته ، أما بعد :- فلقدْ فاجَأنا – ونحنُ في ديارِ الغُربة – نبأٌ أرجفَ القلبَ ، وأطاشَ اللُّبَّ ، ونازلةٌ أرعشتِ الأيدي ، وزَلْزَلتِ الأقدامَ ، ورزيةٌ طارتْ لها النفوسُ ، وارتجفتْ لهولِها القلوبُ ، وكيف لا ؟! وقدِ ارتُكِبَتْ هذهِ الفاجعةُ في الشهرِ الذي هوَ مِنَ الأشهرِ الحُرُمِ ، حيثُ حُرِّمَ فيه القتلُ والقِتالُ ، فإنّا للهِ وإنّا إليهِ راجعون . الأسرةُ الكريمةُ - أسرةَ آلِ رضوان - ، أحسنُ اللهُ لكمُ العزاءَ ، وأدام لكمُ البقاء ، وربطَ على قلوبِكم بالصبرِ والسِّلوانِ ، فلكم برسولِ الله أُسوةٌ حسنةٌ إذْ أُصِيبَ بِوَلَدِهِ إبراهيمَ فبكى (صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليهِ) وقالَ : (( تدمعُ العينُ ، ويحزَنُ القلبُ ، ولا نقولُ ما يُغْضِبُ الربَّ ، وإنّا عليكَ يا إبراهيمُ لمَحْزُونونَ )) . ونحنُ نقولُ : إنّا عليكَ يا أبا أحمدَ لَمَحْزُونون . الأسرةُ الكريمةُ : كونوا مطمئنينَ إلى قَدَرِ الله ، راضينَ بقضائهِ ، صابرينَ عندَ نزولِ بلائه ، شاكرينَ لفواضِلِ نَعْمائهِ ، أنِ ارتَحلَ هذا الفقيدُ الغالي مظلوماً لا ظالماً .قال الله تعالى : ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ - صدق الله العلي العظيم – ، فالمصيبةُ وإنْ جَلَّتْ ، والرَّزيةُ وإنْ عَظُمَتْ ، ولكنْ مكانُ الصبرِ منها أجملُ ، والرَّجاءُ والتسليمُ لقضاءِ اللهِ أوسعُ وأفضلُ . وختاماً؛ أتقدَّمُ بتعازيَّ الصادقةِ إلى سائرِ أهلِ الفقيدِ ، وعندَ اللهِ نحتسبُهُ ، وإليه – عزَّ وجلّ – نشكو مَسَّنا وحُزْنَنا ، ونسألُهُ أنْ يربطَ على القلوبِ الحَرّى بالصبْرِ والسِّلوانِ ، فرُحماكَ ياربِّي بأرضِكَ وسمائك ، ولُطْفَكَ بعبيدِكَ وإمائك ، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلاّ بك . ولا يفوتني في الأخير – وليسَ المجالُ مجالَ إطالةٍ – إلاّ أن أدعوَ نفسي ، وأدعوكُم – أيُّها الأخوةُ المؤمنون من الخَيِّرينَ والوجهاءِ والمُصْلِحينَ وطلبةِ العلومِ الدينيةِ- للاهتمامِ والوقوفِ بالموقفِ المسؤولِ اتجاهَ هذا الحادثِ الجلَلِ ، وعدمِ دسِّ رؤوسِنا في التُّرابِ ، وعدمِ الفَرارِ مِنَ المشكلةِ ، وكلُّنا راعٍ ، وكلُّنا مسؤولٌ عن رعيِّتِه ، فلقدْ دُقَّتِِ السَّاعةُ لإزاحةِ شَبَحِ هذهِ الفَوضى الاجتماعيةِ ، ولِعلاجِ هذا المرضِ المُعْضِلِ ، مِن خلالِ التفافِ أهلِ الوَعيِ والمسؤوليةِ والعقلاءِ ، وليسَ العلاجُ مُنحصِراً بالمواقفِ السلبيةِ اتجاهَ هذهِ الشرائحِ الشبابيةِ ، بلْ بشمولِ واستيعابِ هذهِ الشرائحِ ضمنَ المؤسَّساتِ الدينيةِ والاجتماعيةِ والأسرية ، فإنَّ آخرَ الدَّواءِ الكَي ، وإلا فالمستقبلُ خطيرٌ ، والوَضعُ مريرٌ ، وكما تكونوا يُوَلَّى عليكم . أيُّها الأخوةُ المؤمنون : ماذا تنتظرون بعدَ هذهِ المصيبة ؟! هل نَنتَظِرُ مصيبةً أخرى ، وفاجعةً كبرى ، من هَتْكِ الأعراضِ والحُرُمات ؟! أو ترويعِ الآمنينَ من الناسِ ؟! أم نَنتظرُ التغييرَ مِن غَيرِنا ؟! واللهُ سبحانَهُ وتعالى يقول – على قاعدةٍ وقانونٍ سُنَنِيٍّ إلهيٍّ - : ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ - صدق الله العلي العظيم – ، فَعُوا أيُّها الأخوةُ المؤمنون ، وتدبروا هذهِ السُّنةَ الإلهيةَ ، وإلاّ كُنّا مصداقَ حديثِ رسولِ اللهِ حيث قال : (( كيفَ بكمْ إذا فَسَدتْ نساؤكم ، وفسَقَ شبابُكم ، ولم تأمروا بالمعروفِ ، ولم تنهَوا عنِ المنكر ؟ فقيلَ له : ويكونُ ذلكَ يا رسولَ الله ؟! قال : نعم ، فقالَ : كيفَ بكم إذا أمرتُم بالمنكرِ ، ونهيتُمْ عنِ المعروفِ ؟ فقيلَ له : يا رسولَ الله ويكون ذلك ؟! فقال : نعم ، وشرٌّ من ذلك ، كيفَ بكم إذا رأيتمُ المعروفَ منكراً ، والمنكرَ معروفاً )) . هذا والسلامُ عليكم أخوتي المؤمنينَ ورحمة الله وبركاته . ابنكم الأقلّ / مرتضى السادة قم المقدسة الجمعة 22 / 1 / 1431هـ