الشروط السبعة للإعلامي الحقيقي
يبدو أن الجدل المحتدم حول ”من هو الإعلامي؟“ ما زال يستنزف كثيرًا من الوقت والجهد والمساحة، ليس على مستوى القراء والجماهير فحسب، ولكن الخلاف تحوّل إلى معركة كبرى بين المثقفين والمتخصصين، بل بين الإعلاميين أنفسهم.
والكتابة عن أسباب ودوافع وحقيقة هذا الخلاف المفتعل، تحتاج إلى رصد واستحضار كثير من التعريفات والتوصيفات المتعلقة بوظائف وأدوار الإعلام، إضافة إلى مقاربة/مكاشفة حقيقية ما بين الإعلام التقليدي بصحفه وإذاعاته وقنواته وبين الإعلام الجديد بشبكاته ومواقعه ووسائطه.
وبعيدًا عن كل ذلك الجدل العقيم الذي ركز فقط على التعريف والتوصيف وأهمل الدور والمحتوى، سأرصد سبعة من الأسرار/الشروط التي يجب أن يتحلى بها الإعلامي الحقيقي:
السر الأول: وهو ”الجرأة المسؤولة“ التي يجب أن يتمتع بها الإعلامي الجيد لكي يكون قادرًا على فتح وكشف كثير من الموضوعات والملفات بطريقة منضبطة ومسؤولة، بعيدًا عن التسرع والتهويل.
السر الثاني: وهو ”المحتوى الجيد“ الذي يُعدّ القيمة الحقيقية لكل ما يقدمه الإعلامي الجيد وسط كل هذا الكم الهائل من الزيف والإسفاف والسطحية والتهريج.
السر الثالث: وهو ”الأسلوب المختلف“ الذي يجعل من الإعلامي الجيد مميزًا وجاذبًا ليحظى بجماهيرية عالية تدفعه لتقديم كل ما يُفيد المجتمع.
السر الرابع: وهو ”التدريب المستمر“ الذي يتيح للإعلامي الجيد الوصول إلى عوالم وسماوات الإعلام المتجدد الذي لا حدود ولا سقف له.
السر الخامس: وهو ”الرسالة الواعية“ التي تعكس ما يُقدم من أفكار وموضوعات وبرامج، فالإعلامي الجيد هو ترمومتر حساس ودقيق، ويعرف جيدًا تأثيرات وتموجات المادة الإعلامية التي يُقدمها.
السر السادس: وهو ”الانحياز للوطن“ الذي يجعل من الإعلامي الحقيقي مساندًا وداعمًا لكل ما من شأنه إعلاء مجتمعه ووطنه، دون السقوط في فخاخ المزايدات والاستعراضات والاصطفافات.
السر السابع: وهو ”الانتصار للقيم والمبادئ الإنسانية“، التي آمنت بها الشعوب والمجتمعات في كل العالم، وعدم الوقوع في براثن الطائفية والعصبية والكراهية.