كيف أذاكر بذكاء؟
أيام الاختبارات تستنفر الكثير من العوائل في تعليم أبناءهم وتوفير الأجواء المناسبة لهم للمذاكرة وتحقيق النجاح والتميز في الاختبارات النهائية وبعد عناء فصل دراسي كامل من المتابعة المدرسية والتي تزيد المسؤولية على الأهالي في التعليم المنزلي والتعاون المدرسي يزداد قلقهم على أبناءهم فترة الاختبارات. فهل هذا الاستنفار مسؤولية الأهالي أو مسؤولية طالب العلم؟ فمن المسؤول عن النجاح والرسوب؟ ولماذا يعيش الأبوان حالة من الضغط والتعب والإرهاق والقلق أيام الاختبارات؟ ونلاحظ بأن بعض الأبناء لا يكترث ولا يهتم مثل أبويه ويحمل مسؤولية التعليم والمذاكرة على الوالدين وعلى عاتق المدرسة؟.
أقول لكم بكل صراحة بأن المسؤولية الأولى في التعليم وتحقيق النجاح على الطالب نفسه، فإذا أراد أن يتعلم ويطور من ذاته ويحقق النجاح فهو يعرف الطريق ويستطيع أن ينجز ويتفوق ويتميز في الشؤون التعليمية والحياتية، فالكثير من الطلاب لا يتحمل مسؤولية نفسه وعلى الرغم بأن النجاح له والفشل عليه، وعلى الطالب أن يعرف بأن الأبوين والمعلمين من وسائل المساعدة والإرشاد في المسيرة التعليمية، الأب والأم يوفران المكان المناسب والسكن الملائم والغذاء الصحي والاحتياجات الضرورية لأبنائهم وإرشاد أبناءهم في الشؤون الحياتية وتطوير المهارات الذاتية وتعاليم الدين وتقويم الأبناء من الزلل والخطأ، وأما المعلمين يساعدون أبناءهم الطلاب في التربية والتعليم والتوجيه، وعلى الطالب أن يكون عنده دافع في التحصيل العلمي وتحقيق النجاح.
أحد الطلاب أخذ في مادة الرياضيات ضعيف في المرحلة المتوسطة وعلم والده بهذا المستوى وغضب غضباً شديدا وخرج من عمله قبل انتهاءه، ليرجع للبيت ويعاقب ابنه أشد العقاب، واستنفرت العائلة من غضب الأب وحدث ما لم يكن بالحسبان من الضرب والتأنيب الشديد على الابن، وأصبح جو الأسرة مكهرباً بسبب الغضب والتوتر الناتج من ردة فعل الأب على نتيجة ابنه. هذا الأسلوب القاسي من التربية غير مناسب في حق الأبناء، فليعلم الأبوان بأن النجاح مسؤولية الأبناء أنفسهم مع التوجيه والإرشاد والعقوبة الأبوية الحانية وليست القاسية.
سأذكر في هذا المقال بعض الطرق التي تساعد الطلاب على تحصيل التفوق والتميز والحصول على أعلى الدرجات في الاختبارات النهائية فلتكن ممن تحرص على تطبيقها حتى تستفيد منها في هذه الأيام:
1/ تحمل المسؤولية والاندفاع الذاتي في التعليم وتحصيل النجاح والتفوق والتميز فالقاعدة «أنا مسؤول عن نفسي ونجاحي وفشلي وأتحمل كل ما يصدر مني» وكما أن معرفة هدفك من التعليم يساعدك على التفوق.
2/ مذاكرة المواد قبل أيام الاختبارات وبشكل عكسي لجدول الاختبارات حتى تكون أيام الامتحانات فقط للمراجعة والتذكير يساعدك في التقليل من القلق والتوتر.
3/ المذاكرة الطويلة تحتاج إلى فترات استراحة قصيرة «Breaks and Rewards» لإعادة التركيز فمثلا كل نصف ساعة أو ساعة من المذاكرة المستمرة كافئ نفسك باستراحة قصيرة والابتعاد عن الثقوب السوداء التواصل الاجتماعي والجوال لكي لا تنجر وراءه ويضيع وقتك.
4/ تحديد منطقة خاصة للمذاكرة في المنزل أو المكتبة العامة والابتعاد عن السرير المخصص للنوم أو المخصص للطعام حتى لا تسترخي وتنام أو ترغب بالطعام، إن منطقة المذاكرة تعطي حافزاً للدماغ بالتركيز «Studying Area» ويمكنك تحديد منطقة للمذاكرة في غرفتك الخاصة عن طريق لمبة الدراسة «Studying Lamp» حتى توهم العقل بأنه مكان المذاكرة الحقيقة ذات تركيز عالي.
5/ التعليم الفعال «ِActive Learning» وهي خمس خطوت تقوم بها قبل وأثناء المذاكرة وهي «SQ3R» وترمز إلى أولاً: تصفح الكتاب «ٍSurvey» قبل المذاكرة حتى تعرف محتويات الكتاب، ثانياً: تركز على الأسئلة «Question»، ثالثاً ورابعاً: القراءة المسموعة «Read & Recite»، وخامساً: المراجعة «Review». فإن مذاكرة الكتاب مرة واحدة لا تكفي في ترسيخ المعلومة وتثبيت المهارة، وكلما زاد عدد مرات انتهاء الكتاب تم فهمه جيدا وتذكر الحقائق والمفاهيم أسهل.
6/ الشرح وتعليم الغير «Teach It To Others»: تعليم المعلومة للأخرين هو تثبيت لها في مخيلتك وتزيدك فهماً وعمقاً لمعانيها، ويمكن الشرح لنفسك أيضاً إن لم تجد أحداً تشرح له.
7/ تحسين الذاكرة «Mnemonics»: إن استخدام الوسائل المتنوعة في المذاكرة كالخرائط الذهنية والألوان والروابط تساعدك كثيراً في تذكر المعلومة سريعاَ. توكل على الله في كل الأمور فإن لكل مجتهد نصيب، فعليك أن تجتهد وتبذل جهدك لتحقق التفوق والنجاح.
سؤال التحدي الأسبوعي: قرأ محمد المصحف الشريف من الصفحة الخامسة إلى الصفحة المائة. كم صفحة قرأها محمد؟
أ» 90 ب» 95 ج» 96 د» 100
جواب سؤال التحدي للأسبوع الماضي: الوسيط هو 12.