وقتي هو حياتي
تسأل إحدى الأمهات بأن كل وقتها للبيت ولأفراد الأسرة وغير مرتبطة بوظيفة وفي نهاية اليوم تشعر بأنها لم تنجز شيئاً، تجهز وتنظف وترتب وتُعلِّم وتربي وكل المهام المنزلية تقوم بها، وعلى وسادة النوم تسأل نفسها: ماذا أنجزت هذا اليوم؟ والإجابة لا شيء.
حكاية الحياة وعلاقتها بتحقيق الأهداف فأنت أمام خيارين إما أن تحقق أهدافك الشخصية بنفسك في مشروعك الخاص في الحياة أو تعمل مع مؤسسة أهلية أو حكومية تساعدها في تحقيق أهدافها وتقبض أجرة على ذلك، إن ربة المنزل التي تسأل نفسها: ماذا حققت في نهاية اليوم؟ فهي تساعد أبناءها وزوجها على تحقيق أهدافهم في الدراسة والتربية والتوجيه والإرشاد وتوفير احتياجاتهم الضرورية وهي سعيدة بذلك، فهي رسالة عظيمة تقوم بها الأم وأثارها كبيرة على الفرد والمجتمع، فهي تحفظ اللبنة الأولى في المجتمع وتهتم بها وترعاها وتبنى الأجيال والشعوب العظيمة. هنيئاً لها هذا الإنجاز الكبير التي تقوم به وهي صابرة ومتحملة مختلف ضغوط الحياة وتبتسم وتفرح لكل إنجاز حققه أحد أفراد أسرتها وكأنه إنجازها ونجاحها ولها الأجر والثواب من رب العالمين.
الإنسان له 24 ساعة في اليوم والبعض ينجز الكثير من الأعمال خلال هذه المدة المحددة، والبعض يتساهل بالوقت وكأنه يدفعه للأمام حتى يمضي ويتملكه الملل والكسل والاحباط، والكثير منا لا يعرف كيف ينظم وقته أو ينجز أعماله وهو يهرول ويركض ومشغول البال والتفكير وفي نهاية اليوم لا ينجز شيئاً. لماذا؟
الكثير منا سمع أو قرأ أو حضر محاضرات التنمية البشرية في تنظيم الوقت وتحقيق الإنجازات ويخرج من قاعة المحاضرة وهو ممتلئ بالحماس والطاقة، وبعد أيام تتلاشى هذه الطاقة وتندثر ويرجع الحال كما هو من التساهل والتراخي والكسل واللجوء للراحة، وسأذكر لك بعض الخطوات في تنظيم الوقت وتحقيق الإنجازات الخاصة بك أو العامة وأنت حر في تطبيقها، فأقلا استفد منها وليكن نهاية يومك حققت جزءاً من أهدافك ورغباتك، واعلم بأن السعادة هي أحداث المسير ومحطات الطريق نحو تحقيق الهدف وليس الوصول للنهاية، فكن معي:
1/ اعرف وقتك أين يضيع؟: الكثير منا يضيع وقته في قنوات التواصل الاجتماعي واستخدامه الجوال لساعات طويلة بدون هدف ولا تحقيق إنجاز، مجرد مشاهدة الناس والأحداث المتوالية لهم. وكذلك الجلسات والديوانيات المبالغ فيها، أعرف شباب يجلسون في المزرعة من بعد ساعات العمل الحكومي وحتى منتصف الليل تاركين مسؤوليات أسرهم واحتياجاتهم على غيرهم وهذا لا ينبغي أن نسلم أسرتنا ومملكتنا الخاصة لأحد، حتى لا يتم اختراقها بأشياء غير محببة لدينا.
2/ تحديد الهدف بطريقة صحيحة؟. اسأل نفسك: ماذا تريد من الحياة؟ وماذا تريد أن تحقق في هذه الرحلة القصيرة؟ فحسب تفكيرك واتساع أفقك يكون الهدف إما صغيراً أو كبيراً. فالبعض منا هدفه بناء بيت لأسرته أو تربية عياله وتحقيق النجاح لهم، أو فتح مشروع كبير له ينفع عياله ومجتمعه، أو له أهداف كبيرة تنفع المجتمع والأمة والوطن. ليكن لدينا أهدافًا قصيرة المدى وطويلة المدى لتحقيقها فقيمة المرء ما يقدمه ويحسنه في الحياة.
3/ الليلة السابقة: اعرف عملك في اليوم القادم، بتسجيل المهام أو ترتيبها ذهنياً قبل النوم أو بعد جلوسك من النوم حتى تعرف توجهك وعملك ولا تكن هائماً لا تعلم أين تتجه؟ وماذا تعمل؟.
4/ عقلية التحدي: تحمل المسؤولية لأن كل إنسان مسؤول عن نفسه وعن تحقيق أهدافه ونجاحه وفشله وتحدى الصعاب لإنجاز المهام.
5/ ترتيب الأولويات: أفضل وقت لإنجاز المهام هو بعد صلاة الفجر حتى لا تنشغل ببقية الأمور.
6/ اعزل نفسك: الكثير من المهام يحتاج الإنسان إلى عزلة عن العالم، فعليك إغلاق الجوال والابتعاد عن قنوات التواصل الاجتماعي حتى إنجاز المهمة، والجلوس في المكان المناسب لتحقيق المهام، واجعل لنفسك فواصل حتى ينشط عقلك وجسمك.
7/ التركيز: أنت إنسان وفيك خصائص البشر فلا تستطيع التركيز على شيئين في وقت واحد، فعليك التركيز في إنجاز المهمة الواحدة حتى تكون في أفضل جودة من الإخراج المهني والوظيفي.
8/ أنت إنسان وليس آلة: عليك أن تأخذ راحة بين فترة وأخرى ولبدنك عليك حق، ولا تستعجل في الأمور، فكل الأمور سوف تنجز وتسير، وجسمك هو الذي يستمر معك إذا حافظت عليه، لأن الصحة ثروة عظيمة لديك فحافظ عليها.
9/ تعود أن تقول لا: يصادفك الكثير من المشاغل الجانبية أثناء قيامك في إنجاز المهمة وتبعدك عن تحقيق الهدف، وإذا كنت مشغولاُ فعليك أن تكون جريئا بأنك تقول للطرف الأخر بأنك مشغول، وحدد له وقتاً لإنهاء مهمته حتى لا يسرق منك الوقت.
10/ اقرأ: تعود على قراءة المقالات والكتب والرسائل المفيدة في قنوات التواصل الاجتماعي فإن القراءة تزيدك وعياً واهتماماً واتساعاً في المدارك وفهماً للحياة. دمتم بخير
سؤال التحدي الأسبوعي: إذا كان الوسط الحسابي للأعداد: س، س - 4، س - 8 هو 12 فما هو الوسيط؟
أ» 6 ب» 8 ج» 12 د» 18
جواب سؤال التحدي للأسبوع الماضي: 6 أيام.