من كُتّاب الاحساء «2»
بعد أن كتبنا القسم الأول من موضوع «من كُتّاب الاحساء» نعاود طرق الموضوع مرة أخرى مع القسم الثاني بعد أن اخترنا لكم مجموعة أخرى من كُتّاب الاحساء الذين كسابقيهم يتميزون بجودة الإنتاج الكتابي «إن صح التعبير» والإسهام الفاعل في النهوض بالثقافة الاحسائية بل بالثقافة السعودية والعربية بوجه عام، ونبدأ بذكرهم على التوالي: -
1 - الكاتب الكبير المخضرم خليل بن إبراهيم بن عبد الله الفزيع: -
من مواليد بلدة الجشة في الاحساء عام 1360 هـ ، حاصل على ثانوية المعهد العلمي بالاحساء، له باع طويل في الكتابة والعمل الصحفي وقد كتب الشعر والقصة والمقال وخليل الفزيع ممن يطول الحديث عنه وفيه، فأما من جهة العمل الصحفي فسأتطرق للبدايات فقط كمثال حيث عمل «في الصحافة منذ عام 1381 هـ في جريدة «الخليج العربي» التي كانت تصدر آنذاك في الخبر، وعمل أيضاً في صحيفة اليوم منذ صدور العدد الأول عام 1384 هـ «1965م»، وساهم في تأسيس مؤسسة العهد القطرية للصحافة عام 1393 هـ - 1973م، ثم عاد للعمل في صحيفة اليوم عام 1401 هـ ، ولازال يكتب بها حتى الآن» «1»
وقد حصل على العديد من الجوائز وكتبت عنه بعض الدراسات وسنذكر البعض منها هنا على عجالة سواء ما كتبه أو ما كتب عنه: -
* فمن مشاركاته الأدبية، عضو اللجنة العليا لمهرجان الرواد العرب بجامعة الدول العربية بالقاهرة.
* عضو لجنة جائزة الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز للتفوق العلمي
* عضو اللجنة الإعلامية للاحتفال بمئوية التأسيس.
بعض ما كتب عنه: -
- «الفزيع وعالمه القصصي الأديب المرحوم جاسم بن علي الجاسم
- الفزيع بين الأدب والصحافة أ. د محمد الصادق عفيفي
- خليل الفزيع والشعر مبارك بوبشيت وآخرون
- لقاءات صحفية محمد علي الخلفان» «2»
* بعض من مؤلفاته: -
1 - «الساعة والنخلة «مجموعة قصصية»
2 - سوق الخميس «قصص» 3 - بعض الظن «قصص»
4 - لحظة انهيار «قصص» 5 - ما بين الرمح والقلم «نقد» «3»
6 - إطلالة على مشارف الزمن 7 - البحر يتنفس حزناً «قصص»
8 - «أحاديث في الأدب «مقالات» 9 - أيام في بلاد العم سام «في أدب الرحلات»
10 - قال المعنّى «شعر» «4».
إلى غير ذلك من مؤلفاته التي تزيد على أكثر من عشرين مؤلفاً موزعة بين القصص والشعر والنقد والمقال.
ولو تحدثنا في شخصية خليل الفزيع لوجدناه رجلاً متواضعاً هشاً بشاً فقد التقيت به أكثر من مرة في أكثر من مناسبة وفي عدة أماكن منها النادي الأدبي في الاحساء فكان متواضعاً معي مبتسماً في وجهي ولقد زرته أيام رِئاسته للنادي الأدبي بالمنطقة الشرقية مع أحد القاصين والكتّاب فاستقبلنا أيما استقبال ورحب بنا أجمل ترحيب وأهدانا مجموعة جميلة طيبة من إصدارات النادي ولكن للأسف فأنا لا أملك من إصداراته الخاصة ومؤلفاته إلا اثنين في مكتبتي الشخصية، وأخيراً يبقى خليل الفزيع قامة أدبية من الرعيل الأول من أدبائنا الذين اثروا الساحة الأدبية والثقافية والعمل الصحفي بمجهوده وأدبه الكبير.
2 - الكاتب السيد هاشم السيد محمد السيد هاشم الشخص: -
من مواليد بلدة القارة عام 1377 هـ «5»، عالم دين ومؤلف وأديب يقرض الشعر، بدأ دراسته الدينية في الاحساء على يد والده ثم رحل إلى النجف الاشرف فأخذ فيها المقدمات والسطوح على يد عدد من الأعلام منهم السيد عدنان الناصر والسيد مهدي التبريزي والشيخ إبراهيم الدماوندي والشيخ محمد باقر الايرواني والشيخ بشير الباكستاني «النجفي»، وغيرهم» «6»
«وعاد إلى وطنه الاحساء عام 1400 هـ ومكث فيها سنة واحدة وبعدها هاجر إلى قم المقدسة وواصل دراسته هناك في حوزتها الدينية وحضر عند بعض الأعلام أيضاً منهم، الشيخ الوحيد الخراساني والفاضل اللنكراني والسيد «محمد الهاشمي» وفي جانب ذلك يمارس خدمة المنبر الحسيني» «7».
ومن مؤلفاته: -
1 - أعلام هجر عشر مجلدات صدر منها حتى الآن ستة مجلدات
2 - بقية السلف وقدوة الخلف آية الله الشيخ حسين الخليفة
3 - السيد أبو رسول رجل العلم والأخلاق. 4 - رائد المنبر التقي السيد محمد الشخص
5 - السيد أبو نزار خطيب الاحساء الكبير 6 - في رحاب ابن أبي جمهور الاحسائي «دراسة شاملة عن حياته وعلمه وفكره ومؤلفاته وما قيل عنه».
7 - «عالم الآخرة في القرآن الكريم 8 - بلغة الخطيب وتحفة الأديب
9 - ديوان شعر صغير» «8»
وأقف هنيئة عند كتاب بقية السلف وقدوة الخلف فهو كتاب يضم بين دفتيه حوالي 190 صفحة من القطع الصغير صدر عام 1428 هـ - 2007م، عن دار مؤسسة الكوثر للمعارف الإسلامية تكلم فيه السيد عن شخصية آية الله الشيخ حسين الخليفة «قده» بداية ثم أعقبها بكلمة موجزة عن الاحساء وبعدها سيرة الشيخ «قده» من اسمه ونسبه إلى علمه وفضله وتدريسه وتلامذته... الخ
ولم يقفل السيد الحديث عن مكانة الشيخ الاجتماعية، وختم برحيل الشيخ ومواكب التشييع والفاتحة والتأبين وأردفها بالمؤلفات وإجازات الشيخ والملحقات.
وأثني بكتاب رائد المنبر التفي السيد محمد السيد هاشم الشخص والذي هو والد المترجم له حيث صدّر الكتاب بشيء من شخصية السيد محمد ثم التعريف بأسرة الشخص وعقّب بدراسته وعلاقته بالمنبر الحسيني وورعه وتقواه وزهده وعبادته، ومن ثم تعلقه بأهل البيت
وشعره، وأخيراً فاجعة الرحيل ومراسم التشييع ومجالس الفاتحة وختم الكتاب بالملاحق.
وللسيد المترجم له شعراً ليس باليسير ولاسيما في أهل البيت فها هو يقول في مولد النبي
«صلوات الله عليه»: -
بنورك قد ضاءت مرابعنا القفر.... وأنت لنا يا أحمد العز والفخر
أشدت لنا صرحاً رفيع مقامه.... من المجد فيه طاب للأمة الذكر
ويقول في مدح الأمير : -
مديحك يا كرار جاء به الذكر.... فما قدر ما نبذله فيك وما الشعر
مقامك أسمى من مديح شاعر.... وهل توصف الشمس المنيرة والبدر
3 - الكاتب والخطيب علي بن محمد بن حسين عساكر: -
من مواليد مدينة الجفر بالاحساء عام 1386 هـ ، «خريج معهد الهيئة الملكية بالجبيل عام 1415 هـ » «9».
مارس الخطابة ولايزال منذ أكثر من خمس وعشرين عاماً تقريباً «10»، بدأ العمل في القطاع الخاص ثم أنتقل إلى العمل الحكومي.
له من الذرية ستة أولاد «ثلاث بنين وثلاثة بنات»، وهو كاتب مجيد ومكثر، وكتب في كثير من الحقول منها العقدية والأدبية وشخصيات المعصومين .
حتى أن «مؤلفاته تربو على خمس وعشرين أو أكثر» «11» أذكر بعضها هنا على سبيل المثال: -
1 - في رحاب الإمام الجواد وقد قدم لهذا الكتاب الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي «قده».
2 - مَن خلق الله 3 - العدل الإلهي، فلسفة الشر والابتلاء والخلود في النار
4 - ينابيع الفكر 5 - علي سمو الذات وعظمة الشخصية
6 - الرسل والرساليون 7 - أريدكِ زوجة لي «رواية».
8 - تكريم شيخ المؤرخين والمكاسب الكبرى 9 - النقد عند العلامة الفضلي
10 - التشريع حق إلهي أم بشري 11 - قبسات من حياة سماحة الشيخ عبد الوهاب الغريري «قده» بالاشتراك مع الأستاذ سلمان الحجي.
وكما كان في السابق سأكتفي للحديث أو الإشارة لكتابين فقط لضيق المقام، والأول من الكتابين هو كتاب ينابيع الفكر وهو كتاب يشتمل على عدة ينابيع «فصول» فالينبوع الأول تطرق فيه الكاتب إلى مفهوم العقيدة وعوامل تكوينها والينبوع الثاني في الدين بين الماديين والإلهيين والينبوع الثالث تحدث فيه المؤلف عن أن الله شمس الحقيقة والأخير تكلم في الإسلام في ظل التحديات علماً بأن الكتاب من منشورات مركز نبأ لرعاية الإبداع سنة 1434 هـ ويقع في 153صفحة من القطع المتوسط.
وأما الكتاب الثاني فهو «علي سمو الذات وعظمة الشخصية» مطبوع بدار الخط عام 1435 هـ - 2014م، يتكون من 249صفحة، وقد بدءه بالإهداء والمقدمة وساق البحث بقبسات من حياة الإمام علي ومسألة ولادته في الكعبة المشرفة وتربيته في حجر النبي «صلوات الله عليه» ثم سابقيته للإسلام وعبادته وجهاده في سبيل الله وعرّج على كثرة فضائل الأمير وما يتعلق بها.
ولاننسى بأن نذكر بأن الخطيب عساكر له برامج إعلامية أيضاً فقد قدّم في أكثر من قناة فضائية بعض البرامج التوعوية الإسلامية فقد قدّم «برنامج إشراقات عقائدية في قناة الأنوار الفضائية وبرنامج باب المراد والأمل الموعود في قناة المعارف الفضائية وبرنامج آفاق في قناة الأوحد الفضائية» «12»
أما من حيث الصحبة فتربطني بالمترجم له علاقة صداقة أخوية تعرفت عليه من خلالها عن قرب عرفت فيه المعرفة والاطلاع وثقة الحديث والشخصية المتزنة والرائدة في كل جوانبها
وخلاصة القول أن هذا الرجل مؤلف مجد وناشط اجتماعي بامتياز لا يكل ولا يمل في خدمة مجتمعه والنهوض به ثقافياً وفكرياً وذلك من خلال مؤلفاته وخطابته وثقافته.
4 - الكاتب الأستاذ علي بن محمد بن يوسف المحمد علي: -
من مواليد الاحساء عام 1397 هـ ، حصل على بكالوريوس في اللغة العربية من جامعة الملك فيصل بالاحساء، درس العلوم الحوزوية عند بعض الفضلاء وحصل على إجازة في الرواية من بعض الأعلام «13»، انتقل إلى مدينة الدمام عام 1405 هـ «14» يعمل حالياً معلماً في إحدى المدارس الحكومية.
وقد عرفته باراً رؤوفاً كريماً ذو همة عالية في تحصيله وتأليفه وحرصه على اقتناء الكتب فلم أذهب إلى معرض للكتاب إلا ورأيته هناك وقد أهداني الكثير من إصداراته وإصدارات غيره!!
ونقف الآن على إصدارات الأستاذ علي ومؤلفاته: -
1 - السيد علي السلمان «سيرة ومسيرة»
2 - عندما يتجسد التواضع «العلامة السيد أحمد الطاهر «قده» أنموذجاً»
3 - السيد محمد باقر الشخص الاحسائي عالماً فقيهاً.
4 - ذكرياتي مع الشيخ عبد الهادي الفضلي «خواطر انطباعية»
5 - من خطباء المنبر الحسيني في الخليج
6 - جواهر العروض 7 - منهج التأليف اللغوي عند الدكتور الفضلي
8 - قراءة في تراجم حسن الشيخ 9 - سيرة الخطيب الشيخ عبد الله السمين
عندي منها في مكتبتي الخاصة سبعة، وسأتطرق إلى اثنين منها كما عودتكم: -
أولاً: - كتاب السيد علي السلمان «سيرة ومسيرة» وهو كتاب من القطع الصغير يحوي 118صفحة يتقدمها الإهداء وبعض المقدمات والتقاريظ لبعض الفضلاء وبعدها الفصل الأول الذي يضم الحديث عن شخصية السيد علي بدءاً بالتعريف بالاحساء والحركة العلمية فيها ومن ثم أسرة السيد وأبرز أعلامها ثم المولد والنشأة والدراسة الحوزوية والأكاديمية وعرّج بعدها على أساتذته وتلاميذه ومؤلفاته وحياته الشخصية وختم المؤلف الكتاب بالفصل الثالث الذي يحتوي على مسيرة السيد ومجلسه والإصلاح الفكري والعلمي ومن ثم الحوزة العلمية في الاحساء وأخيراً المواقف والأدوار والملاحق.
ثانياً: - كتاب سيرة الخطيب الشيخ عبد الله آل سمين آل علي بن عبد الله الصائغ والذي بدءه بالمعتاد بالإهداء والتقديم ثم ذكر أعلام أسرة الشيخ وبعدها تطرق إلى مولده ونشأته وهجرته إلى النجف الاشرف ثم أنتقل إلى خطابته ومنبره الريادي وتكلم عن رحلاته الخطابية وعن أدبه ومؤلفاته ثم أخلاقه وصفاته وأخيراً حياته الاجتماعية وختم بالوفاة.
وهكذا استعرضنا ولو نزراً يسيراً من سيرة ومسيرة بعض من كتاب الاحساء الذين بذلوا ولا زالوا في سبيل النهوض بثقافة الاحساء الحبيبة وإلى القسم الثالث من كتاب الاحساء أن شاء الله تعالى.