الشعائر الحسينية باقية إلى الخلود
﴿ ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ﴾ شعائر الله كثيرة جدا ومن أهم مصاديقها إحياء أمر أهل البيت ومن إحياء أمر أهل البيت العزاء الحسيني الذي يسميه البعض بدعة وخرافة. ( عن الرضا قوله: " إن يوم الحسين أقرح جفوننا وأسال دموعنا وأدل عزيزنا فانتهب ثقلنا وأضرمت النار في مضاربنا فعلى مثل الحسين فاليبك الباكون وعليه فاليندب النادبون " لعظم ما جرى على أبي عبد الله الحسين وسيد شباب أهل الجنة نتيجة لبذل مهجته الشريفة وتضحيته بكل ما يملك ، فلقد ضحى بأهل بيته ورضيعه وسبي نسائه لأجل هذا الدين وإعلاء كلمته وإلا اكتفى ببيعة يزيد وجنب إيذاء نفسه ولم يعرض أطفاله وعياله إلى القتل والسلب والسبي ، فليس كل إيذاء للنفس محرم ، والذين يدركون مصائب الحسين بتمامها وهم سادتنا وقادتنا وأسوتنا يكادون أن يموتوا حزنا وجزعا على سيدهم وجدهم أبي عبد الله الحسين . أنظر إلى مولانا الرضا ماذا يقول :" إن يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا. "
من كثرة البكاء على الحسين سبب لنا قرحة في جفن العين وعيون أهل بيته فالإمام الرضا يعلم أن البكاء على الحسين يؤذي بدنه ومع ذلك يصر على البكاء ويأمر أهل بيته وشيعته بالبكاء على جده الحسين ، زينب عليها السلام ضربت بمقدم المحمل حتى سال الدم من تحت قناعها وهي ربيبة علي ، والإمام الحجة محمد بن الحسن المهدي يقول في زيارة الناحية: " لأبكين عليك بدل الدموع دما ولأندبنك صباحا ومساء " . ونوجه الكلام لمن يدعي الثقافة والإنفتاح ويأتي بالتشكيكات، ولو كانت النية سليمة لكان أثيرت هذه المواضيع مع أهل العلم ممن لايمنع هذه الممارسات و في القنوات الشيعية وفي الإعلام الشيعي ولم ينشر مايعرفه في الإعلام المعادي لفكر أهل البيت والذي يريد حجة علينا للتنكيل بنا وتوجيه اللائمة لشيعة آل محمد فقط لأن هذه الممارسة لاتعجب البعض ولاتدخل في مزاجهم ولايستحسنه العقل القاصر فلم يكن استدلالهم بطرق الإستدلال من كتاب وسنة وإجماع وعقل ،وأعني مايستقل به العقل وليس الذي لايتوصل إليه العقل مثل عدم إدراك بعض الأحكام ودين الله لايصاب بالعقول ، مع الأسف إن بعض كتابنا اليوم يأخذون بالإستحسانات والذوقيات فتارة يفتون بأن العزاء الحسيني بدعة ولم يأت به أئمتنا وأن هذا الأمر مستحدث ، وإن كان مستحدثا ، هل نهى عنه الأئمة أوليس عدم الدليل دليل العدم ، ولذلك يعرضون عن آراء المراجع ويتأثرون بأعداء الشيعة وهذا التنازل والمتاجرة بالمذهب هي والله الإنهزامية ولذلك لايستطيعون إقناع أنفسهم فضلا عن إقناع الغير من خلال ممارسات الشيعة من لطم الصدور والضرب بالسلاسل وغيرها من الممارسات التي يمارسها شيعة أهل البيت تعبيرا وحزنا واحتجاجا على طواغيت بني أمية حيث يصورون بنو أمية الحسين بأنه خارجي خرج على دين جده . هكذا يصور بنو أميه وأتباعهم لكي يضللوا المسلمين ويخدشوا من سيرة سيد شباب الجنة وريحانة رسول الله وإمام المسلمين بنص رسول الله والذي أحبه رسول الله وأمر المسلمين بحبه وقال : " حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا وأبغض الله من أبغض حسينا حسين سبط من الأسباط " إن الضرب على الصدر فيه إيحاء بأن صدورنا ليست أحسن من صدر الحسين الذي ذاب في حبه رسول الله وقد داسته خيل بنو أميه وداس صدره بالنعال الذي عمل من الحديد شمر الضبابي اللعين الوحشي ، وحتى التطبير وإنفاق الأموال واللطم وغيرها من الشعائر ، التي كل يوم يخرج علينا مدع العلم والثقافة ويطبل في صفحات الإنترنت والجرائد ويشوه ويقلل من شأن هذه الممارسات . المفترض أن يأخذ المكلف حكمه سواء بالحرمة أو الندب أو الإباحة من المراجع وليس من المثقفين . ونتسامح ونقول أصدر بعض العلماء لمراعاة العامة بالعنوان الثانوي. لكن العزاء فيه فلسلفة وهي حتى من يطبر فهو عنده فلسفة ونظرية فمادام مرجعه يخول له فلم اقصاءه ومصادرته؟ وتفسيرهم يقول : أن السيوف التي قطعت جسد الحسين وقطعت إبنه الأكبر إربا إربا وقطعت أهل بيته فنحن لسنا أغلى منهم فعندما نجرح الشي البسيط من بدننا كأنه إيحاء وأننا مستعدون للفذاء لأخذ ثأر الحسين مع إمام معصوم وممارسات الشيعة من لطم وعويل وتمثيل ليس هناك دليل على حرمته لامن كتاب ولا من سنة أعني قول المعصوم وفعله وتقريره لا الأحاديث التي تخدم بني أمية .
مع الأسف البعض شغله الشاغل وفي كل عام يركز على هذه الإسطوانة يعرض بالعزاء ويقول هذه الممارسات تمارس بإسم الإسلام ويحكم على شيعة آل محمد بالبدعة والخرافة وكل ذلك إرضاء لأهل المذاهب الإسلامية حتى يتوحد معهم ، لقد تكرر هذا الكلام إن التعايش السلمي مع المسلمين وغير المسلمين أمر مطلوب ويحث عليه الأئمة الأطهار وهو الإحسان إلى الناس وأداء الأمانة والخلق الحسن وتعزيتهم وكف الأدى عن كل أحد أمر مطلوب وراجح في الشريعة الإسلامية السمحة ، أما المتاجرة بالمذهب والتنازل عن الشعائر لإرضائهم فإنهم مهما تنازلت وغيرت الحقائق فإنهم لم يرضوا عنا ولم يتنازلوا في نبز شيعة أهل البيت بالرافضة وأهل البدعة والضلالة وتكفير أبي طالب وحتى تكفيرك أيها المؤمن وتفسيقك وحملك على النفاق وأن مذهب أهل البيت مذهب شاذ إنفرد به أهل البيت بعدا عن سنة نبيهم كما يصوره إبن خلدون في مقدمته وكما يقول ابن حجر وهم يمشون على هذا المنوال أهل البدع والزندقة يعني الشيعة الإمامية . مع الأسف أن هؤلاء الكتاب عوض أن يسخروا أقلامهم الجميلة في نشر المعارف من علوم أهل البيت التي ينتج منها الخير للإنسانية في القنوات الفضائية ويسخرون أقلامهم وخطبهم ومقالاتهم وجميع طاقاتهم لصالح أهل البيت والمسلمين جميعا يستبدل بها تعريض بالطائفة بإسم الإنفتاح والثقافة وهل بذل الجهد واستفراغ الوسع من الأعاظم وحفظة علوم آل محمد وصيانتهم ودبهم لحفظ المذهب أصولا وفروعا نسميه إنغلاقا والذوقيات والإستحسانات والفهم الإجتماعي والتخيلات الأدبية والتصويرية تسميها إنفتاحا . هذا الكلام الذي ينشر في صفحات الإنترنت والجرائد والمجلات والقنوات لتضعيف وتشويه المناسبات الدينية عند الشيعة ماهو إلا لضرب المرجعية الدينية وضرب الحوزة العلمية والمؤسسات الدينية الشيعية والحق أحق أن يتبع ولماذا الإذعان للباطل على حساب الدوات والأشخاص والبعض من الشيعة يحارب شيعة آل محمد بفكره القاصر ولايقتصر بذلك بل ينعت الممارسين لذلك ويصف الممارسات بأنها تشويها لصورة الإسلام .
أنظرو ياشيعة آل محمد ويامن انتفضتم ضد طواغيت بني أمية و ضد الطغيان بسائر أشكاله وضد الإنحراف المغتصب لدولة آل محمد تصوركم الأقلام المأجورة بـأنكم تشوهون الإسلام. هؤلاء الحسينيون فيهم الرحمة والعطف على الإنسانية إمتداد من رحمة الله الواسعة أبي عبد الله الحسين لأن الحسين هو رحمة الله الواسعة هؤلاء المعزون ليسوا قتلة البشر إنما عزاؤهم يأمرهم بالمحافظة على الصلاة والصوم والزكاة والصوم والإلتزام الديني والعزاء يحركهم على النهضة ضد الظلم والطواغيت وإن من الأسرار لإنتصار الثورات المباركة كله بفضل عزاء الحسين لأنه يعطيهم الحماسة وروح التضحية في سبيل الله.
ينبغي الشد على أيدي هؤلاء المعزين لأن لايخفوا ظاهرة العزاء لأنها ظاهرة إيمانية لايجوز محوها لا أن يقترح على الخطباء أن يوجهوا العامة إلى طمس هذه الشعائر التي هي من تقوى القلوب بل البعض يصف خطباء المنبر الحسيني بأنهم يأتون بالخرافات وينهاهم عن ذلك ، هؤلاء يريدون أن يستبدلوا المدرسة المنبرية الحسينية التي تستدل ببراهينها الساطعة لأحقية أهل البيت وسيرتهم وسيرة السلف الصالح من أصحابهم والروايات التي تنص على تفاصيل المجزرة الوحشية الدموية البشعة والتي تفضح فيها بني أمية و قام بهذه المجزرة أزلام بني أمية يعبرون عنها خرافة ويسبتدلونها بسقط المتاع بثقافة المجلات والجرائد ومايسمى بالأدبيات من التصويرات والتخييلات التي لاتمس إلى الواقع بصلة بل صور زائفة مائعة خارجة عن الأصالة .
والبعض يركز على الهجرة النبوية في محرم مع أن الهجرة زمانها في ربيع الأول وليست في محرم ومعلوم أن التركيز على الهجرة وتأريخها في محرم فيها تدليس من العامة لأجل طمس قضية عاشــــوراء ، ليت شعري كيف خفى على أولئك ، أليست عندهم غيرة على عاشوراء الحسين كله تزلفا للعامة وإرضاءهم على حسابنا وعلى حساب عقائدنا ومشاعرنا ، مع الأسف بعض الشيعة إذا كتب في الإعلام وإذا ذكر النبي يقول عليه الصلاة والسلام ويبتر الصلاة على الآل مع أن النبي محمد صلى الله عليه وآله ينهى عن ذلك والثابت " لاتصلوا علي الصلاة البتراء " واذا أتى البعض في الإعلام السنى صار يوحي إليهم إن الرجال الأوائل وإن كانوا ظلموا عليا وأهل بيته ولكن البعض من الشيعة يمدحهم ويقول : أن الرجال الأوائل أوصلوا الإسلام إلينا وهو يعلم أن من الرجال الأوائل من سبب في تقطيع جسم الأمة الإسلامية وناهيك بالفلتة التي وقى الله المسلمين شرها وناهيك بقضية أسامة بن زيد وناهيك بالسقيفة وناهيك برزية يوم الخميس وناهيك بباب فاطمة وناهيك بالإرث والنحلة ومسألة فدك وعوالي والخمس والخلافة والشورى والسقيفة.
يتمثل الإسلام بعدل الكتاب وهم أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة فهم الذين أوصلوا إلينا الإسلام بأصوله وفروعه وبكلياته وجزئياته وأن من الأوائل من غير مجرى التاريخ وابتليت الأمة بالويلات وذلك بسبب الإنحراف الذي حصل والإنقلاب الذي جرى وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل أنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ، وأن لوا ستقامو على الطريقة لأسقيناهم ماءا غدقا .