ما الذي فعله بنا «موسم الرياض»؟
يبدو أن لا حديث يعلو في مثل هذه الأيام على الحديث عن «موسم الرياض»، هذا الكرنفال السعودي العالمي غير المسبوق على الإطلاق، والذي يُعد آخر المواسم السعودية الترفيهية التي أطلقت على مستوى الوطن لهذا العام 2019، وهو حدث سعودي ضخم بنكهة عالمية وإطلالة تاريخية فريدة على مستوى الترفيه العالمي لا مثيل لها، سواء من حيث مدة الحدث أو عدد ونوعية الفعاليات والعروض، أو عدد الزوار أو حجم التسويق والصرف والعائدات، كل هذا وأكثر، جعل من العاصمة الرياض، عاصمة للجذب الترفيهي والسياحي العالمي.
موسم الرياض الذي تحوّل إلى «مانشيت عريض» في الصفحات العالمية الأولى، وأصبح «التقرير اليومي المفضل» لأشهر المحطات العالمية، يُعدّ نقلة نوعية هائلة في قطاع الترفيه السعودي، بل والعالمي، لأنه ليس مجرد حزمة كبيرة جداً من الفعاليات والبرامج والعروض الترفيهية والسياحية والفنية والثقافية والتراثية والأدبية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية، بل هو كل ذلك وأكثر، ولكنه أيضاً أصبح الحدث السعودي الأضخم والأكثر جذباً على الإطلاق، وجعل من الرياض الوجهة السياحية العالمية التي أصبحت حلم المشاهير والفنانين والمثقفين والنخب من كل العالم، فضلاً عن الفرق الموسيقية والمسرحية والمؤسسات الثقافية والمحطات العربية والعالمية.
والكتابة عن حدث ضخم كموسم الرياض يستمر لأكثر من شهرين، ويضم أكثر من 100 فعالية متنوعة سعودية وعربية وعالمية، تتوزع 12 موقعاً، بمساحة تتجاوز ال 14 مليون متر مربع، ويستقطب أكثر من 20 مليون زائر من داخل وخارج الوطن، الكتابة عن هذا الكرنفال السعودي الاستثنائي الضخم تحتاج للعشرات من المقالات والتحقيقات والتغطيات والتقارير والبرامج واللقاءات، لأنه - موسم الرياض - أصبح الحدث العالمي الأهم والأشهر في قطاع الترفيه.
تلك هي قصة موسم الرياض باختصار واختزال شديدين، ولكن - وهنا لكن كبيرة جداً بحجم كل تلك العقود التي سُرقت منّا - يطل هذا السؤال المعقد: ما هو تأثير هذا «التحوّل الكبير» في عالم الترفيه على واقع وفكر ومزاج المجتمع السعودي بأفراده ومكوناته وتعبيراته؟.
السعودية، هذه القارة المترامية الأطراف، هذه الأرض الخالدة المكتنزة بكل ملامح ومعالم التعدد والتنوع في جغرافيتها وتاريخها وثقافتها وحضارتها، وكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة، آن لها أن تتصدر قائمة الترفيه وخارطة السياحة في كل العالم، لأنها تملك كل أسباب ومقومات النجاح، خصوصاً بعد عودة الحياة إلى طبيعتها التي تُشبه ترابها النقي وإنسانها الجميل.
موسم الرياض، بل وكل مواسم الفرح والبهجة والمتعة التي بدأت تنتشر في كل حقول/ ربوع الوطن، عودة جميلة وردة حميدة لذلك الزمن السعودي الجميل الذي كان يتنفس التسامح والتعايش والانفتاح مع كل الأفكار والثقافات.