يوم المعلم العالمي
سأنقل لكم صورتين من المواقف التعليمية: الأولى مؤسفة والثانية جميلة.
الصورة الأولى: رأيت شاباً في عمر الزهور وفي يده ساطور لتقطيع اللحم أمام ملحمة وعندما كنت قريباً منه عرفني الشاب ورحب بي، وبعدها تذكرت بأنه أحد طلابي في إحدى المدارس الحكومية، وسألته: هل أكملت دراستك؟، وهل حصلت على شهادة علمية؟. وإذا به يزأر ويصرخ بعالي الصوت ويرفع الساطور للأعلى ويقول بكل ألم وحسرة. لو رأيت المعلم الفلاني لضربته بهذا الساطور وكلي انتقام منه لأنه ضيّع مستقبلي ولن أسامحه مدى حياتي، فذكر لي مشكلته مع المعلم، ومازال الطالب يتذكر المواقف المؤلمة التي حصلت له وغيرت اتجاه حياته. وهناك الكثير من الأشخاص لديهم مواقف مؤلمة واجهتهم أيام الدراسة وضاع مستقبلهم وانقطعوا عن الدراسة بسبب تصرفات فردية غير لائقة بالتربية والتعليم من بعض المعلمين أو الإداريين هداهم الله تجاه بعض الطلبة وبالخصوص من لديهم ملاحظات أخرى في المدرسة.
الصورة الثانية: عندما كنت في الصف الأول الابتدائي قبل 40 سنة تقريبا يزيد أو ينقص كان معلمنا رجلاً فاضلاً خلوقاً حنوناً عطوفاً مبتسماً دائما وكأنه أبانا الثاني في التربية والتعليم، نستأنس عندما يكون معنا ويعلمنا وتبتهج قلوبنا وكأنه الظل في عز النهار والشجرة المثمرة ينهال علينا من علمه وعطفه والبلسم على قلوبنا وما زلت أتذكر ملامحه البشوشة ومتأثراً بقلبه الحنون مقتدياً بأخلاقه المحمدية، فله أجمل الشكر والثناء معطرة بالورود الحمراء وبالروائح الزكية على ما قدّم لنا من التربية والتعليم فكان لنا القدوة الحسنة والمثال الرائع للمعاملة الإنسانية.
يوم المعلم العالمي يحتفل به سنويًا في 5 أكتوبر من كل عام، وذلك منذ 1994، للإشادة بدور المعلمين حول العالم. ويهدف إلى تعبئة الدعم وللتأكد بأن احتياجات الأجيال القادمة سيوفرها المعلمين بكفاءة، إن أكثر من 100 بلد يحتفل بيوم المعلم العالمي حسب موسوعة ويكيبديا الموسوعة الحرة، ويعود الفضل في الانتشار السريع والوعي العالمي بهذا اليوم إلى منظمة إديوكشن إنترناشونال لاتخاذ موقف لأجل مهنة التعليم وتوفير التدريب الملائم والبيئة التعليمية للمعلمين والمتعلمين، والتنمية المهنية المستمرة، وحماية حقوق المعلمين.
إن التعليم الجيد هو الأمل الواعد لتحسين المستوى المعيشي لدى الإنسان وتنظيم شؤون حياته، لذا فالعلم نور وكلما تعلمنا ارتقينا في التعامل مع الإنسانية جمعاء، فإن بناء العقل الإنساني أهم وأولى من إشباع المعدة لأن بالعلم والتفكير والعمل يحصل الإنسان على غذاءه وتوفير مستلزمات حياته. فليس من الممكن أن يكون هناك تعليم جيد بدون وجود معلمين مخلصين ومؤهلين، المعلمون هم من أهم العوامل الأولية التي تبقي التلاميذ في مدارسهم وتؤثر في بناء عقولهم وإنسانيتهم وهم القدوة المثلى لهم من خلال التعليم في المدارس التعليمية، فهم يساعدونهم في التفكير النقدي، والتعامل مع المعلومة من عدة موارد متنوعة، والعمل التعاوني، ومعالجة المشاكل واتخاذ قرارات مدروسة. إن مهنة التعليم من أهم الوظائف الإنسانية قبل المادية لأن المهنة تتعلق ببناء العقل علمياً وبالمبادئ الإنسانية والأخلاق الحميدة ووظيفتها الأساسية هو البناء الحقيقي للإنسان وبناءه هو بناء المجتمع ومنها بناء الوطن. ويلفت اليوم العالمي للمعلمين الانتباه إلى الحاجة لرفع مكانة مهنة التعليم ليس لأجل المعلمين والتلاميذ فحسب، ولكن لأجل المجتمع والوطن والمستقبل ككل بما يمثل إقرارا بالدور الذي يؤثر به المعلمون في بناء المستقبل وبناء الوطن.
اعلم عزيزي القارئ بأن التحصين الحقيقي للأبناء هو العلم والإيمان منذ الصغر، فعندما يتعلم الطفل المحافظة على تعاليم دينه والالتزام بها مع التحصيل العلمي والاهتمام به يكون قوياً أمام تقلبات الزمن وظروف الحياة المتنوعة ويتعايش مع الآخرين بكل أمن وسلام، وكلمة إلى زملائي المعلمين والمعلمات فأنتم خير قدوة للطلاب والطالبات فإنهم يتأثرون بكم سلوكاً وفعلاً قبل القول والكلام فكونوا لهم القدوة الحسنة في فن التعامل مع الآخرين بالأخلاق الحميدة والابتسامة اللطيفة، وكونوا لهم نعم الأباء والأمهات في التربية والتعليم فسوف يذكرونكم مستقبلاً بحسن تعاملكم وأخلاقكم معهم، فاصنعوا بصمة جميلة في أذهانهم. طاب مساءكم.
سؤال التحدي الأسبوعي: صندوق بداخله 4 صناديق في كل صندوق 3 صناديق. فما مجموع الصناديق؟
أ» 13 ب» 14
ج» 17 د» 20
جواب سؤال التحدي للأسبوع الماضي: العدد هو 24 وطريقته: 24 + 24 + 12 + 6 = 66