أبي... نبراس حياتي
كتبت إحدى البنات خاطرة صغيرة في غياب أبيها عن البيت بسبب ظروف قاهرة وإجبارية أبعدته عن أسرته وكانت حروفها مليئة بمشاعر الحب والشوق ممتزجة بالحزن والدموع وهي في عمر الزهور، وإذا كانت صياغة الكلمات بحروف صادقة تكون لها الأثر الكبير على القارئ بنفس مشاعر الكاتب، وسأكتب لكم خاطرتها الجميلة وبعدها نعقب على مضامين مشاعرها.
«أبي تذرف عيوني اشتياقاً لحضنك، وأتخيل طيفك، وأحاول أن أقبل رأسك، وعندما أنظر إلى ذلك المكان أتذكر ذلك الحنان الذي أشتاق إليه، وألتمس تلك المشاعر من خلال مكالمتك، أصبح صوتك بلسماً يطيب جروح قلبي. أبي جفت عيوني من الدموع، وامتلأت وسادتي الناعمة بها، أصبحت عندما يقرع أحد الباب أتخيل لو أنك هو أنت. أفتخر بك كثيراً وأحاول أن أكون مثلك، لقد علمتني التحمل والصبر لمواجهة الصعاب.
اشتياقي لك كأنه سيف بارد بين أضلاع بدني الدافئة، أتلهف لحضنك كثيراً، ولم أجد مثلك أبداً، أحياناً تسقط دموعي أمام الناس ولا أستطيع حبسها، ولكنني ألتمس العذر بشيء آخر، أنت روحي التي تسكن جسدي وعيوني التي أرى بها جمال مستقبلي الذي خططته لي، وأنت جنتي في دنيتي، فأسأل الله أن يحفظك لي وأن يجعل يوم موتي قبل يومك.
أكتب هذه السطور وعيوني تنزف دماً على فراقك، أحبك أبي، أحبك أبي، أحبك أبي»
سأحكي لكم حكايتها وأسرار حروفها، هذه البنت في الصف الأول الثانوي كتبت هذه المشاعر الجميلة تجاه أبيها مبينة حبها العميق له واشتياقها لحنانه وعطفه، وتعلمون بأن كل فتاة بأبيها معجبة ومتعلقة به وقريبة منه، لذا لو تسأل الفتاة عن أبيها، فتجيب لك بافتخار واعتزاز عن أحوال أبيها وماله من تأثير في حياتها.
ساعد الله قلوب اليتامى على فقد آباءهم، فالأب عمود الخيمة ونور الأسرة ونبراس الحياة ومنبع العطف وصمام الأمان، والقائد التربوي، والقدوة المثلى للأبناء، والحب الكبير، والاعتزاز والشموخ، والحامي الرؤوف، والمجاهد في توفير لقمة العيش والحياة الكريمة، والمرشد والموجه لأفراد العائلة، وقطبان السفينة، ومستشار المستقبل، والمناضل الذي يتحمل ضغوط الحياة من أجل حماية أسرته.
الأب في الحياة هو منبع استقرار الأسرة وصمام الأمان لها، وكما قيل: أفراد الأسرة ينامون باطمئنان أثناء وجود أبيهم في البيت حتى ولو كانت الأبواب مفتوحة، ويكون النوم بخوف وقلق في غياب الأب حتى ولو كان الباب مغلقاً.
وجود الأب مهم في البيت يزرع الأمن والأمان والاطمئنان في قلوب أفراد العائلة. وأما الغياب القهري للآباء فهو معذور وليس عليه عتب فتقوم الأم بدور الأب وهو صعب عليها لأنها تحتاج إلى منبع الحنان والدفء لتكون قوية ومعطاءة.
أيها الأب استمتع مع أبناءك وهم صغاراً قبل أن ينشغلوا، وأضيء طريقهم بأنوارك الإرشادية نحو الحياة الطيبة والمستقبل الناجح فهم يرونك منارا لهم في حياتهم، ولا تبخل عليهم بكلماتك الجميلة والمدح اللطيف والمناقشة الهادئة والأحضان الدافئة، فإن أفراد أسرتك محتاجة إلى حنانك واهتمامك ومتابعة شؤونهم فلا تقصر معهم، وكن نبراساً لحياة أبناءك وبناتك.
سؤال التحدي الأسبوعي: إذا كان نصيب الولد ضعف نصيب البنت، وتوفي رجل وترك 3 أولاد وبنتين.
قارن بين: نصيب البنت و20%، أيهما أكبر قيمة؟
جواب سؤال التحدي للأسبوع الماضي: عدد الحيوانات في المزرعة =9 فالإجابة فقرة «ب».
دمتم بخير