يا ليت قومي يعلمون!!
في كل سنة يكثر الحديث والقيل والقال الذي لا طائل من ورائه عن إجازة المعلمين وأنها طويلة أكثر من اللازم مع أن الكثيرين من المهتمين بحسابها بالأرقام بدقة قالوا أنها لا تفرق كثيراً عن إجازة بقيت الموظفين إلا قليلاً.
وهنا نقول ليس المهم كم تكون الإجازة بقدر ما نهتم من المفترض ماذا أحدثنا وماذا أنجزنا وماذا أنتجنا في هذه الإجازة، فلربما مع طولها سواء أكانت شهر أو شهرين أو أكثر لم نقدم فيها شيئاً يذكر لا على المستوى الوطني ولا الاجتماعي وربما حتى الشخصي وتذهب هذه الإجازة في مهب الريح تذهب سدى في النوم والخمول والكسل وعدم الإنتاجية في الغالب فإذا كان كذلك فلماذا أتكلم وأتربص بإجازة كهذه التي ضررها أكثر من نفعها.
وعلى العكس تماماً فلعله تكون هناك إجازة قصيرة أسبوع أو أسبوعين لكن يستغلها صاحبها المجاز فيما ينفع مجتمعه وينفع وطنه فهذه الإجازة التي تستحق ويستحق صاحبها الغبطة عليها فليت قومي يعلمون في ماذا انقضت العطلة والإجازة في مراجعة الدوائر الحكومية من أحوال مدنية وجوازات وفي مراجعة مستشفيات للأبناء والأهل وفي ورش السيارات لتعطلها وفي عزاء فلان وتعزية علّان... ألخ.
حتى إلى درجة أنك أحياناً تضطر إلى تأجيل وتأخير الكثير من مواعيدك وأشغالك المهمة أكثر من مرة بسبب انشغالاتك بمثل هذه الأمور وغيرها.
والعكس تماماً كما قلنا فلعل البعض الآخر يقضي إجازته في أيسر وأمتع الأحوال من سفريات واستقرار عائلي واجتماعي وحضور مناسبات جميلة من أفراح وأعراس وأعياد ميلاد مثلاً لا يعكر إجازته شيء.
ونرجع لنقول يا ليت قومي يعلمون فليس كل الناس سعداء بإجازاتهم مهما طالت ومنهم المعلمين الذين أنا واحد منهم وليس كل الناس تعساء إذا قصرت إجازتهم ويبقى الحديث عن طول الإجازة للمعلمين ذو شجون.