عدوى الجهل
لقد خلقنا الله عز وجل، وأحسن صورنا، وأودع فينا العقل الذي ميزنا على غيرنا.. حيث أوكل فينا وإلينا الأمانة، ووصفها بثقل الجبال، وعاقبة المآل.
نعم، ربما أثار بالبعض عنونة هذا المقال، وتحسس الآخر بداعية الخصال، ولم نبرح بين هذه وتلك في «لربما»!
فرحم الله الأديب المصري الكبير حينما عنون السؤال، وأبان النصال، حين قال: «الجاهل البسيط هو من يعلم انه جاهل، أما الجاهل المركب فهو من يجهل أنه جاهل».
ولا غرو في ذلك، فالبعض لا تُكِله يدك مسافة مترٍ واحدٍ، فكيف بمن أودع فكره، وأعاز إعجابه للغيم الذي يبرق من دون مطرٍ يُذكر، أو مشهدٍ يصور إلا بمغنطة الكلام، وأرجوحة العلام، وزاهية الملام، «وعلى الدنيا السلام»!
فحق للسان الحال أن يقول بلهجتنا الأحسائية: «من كل چيسه صارت له عفيسه».
الغريب بأننا ننظّر «الزيّة بالزيّة»، فلماذا الرزيّة؛ أم إننا نرمي سهامها في «خلك حولها ولا ايجيك زولها»؟!
وفي زوايا أُخرى يستجد الرأي ويتغير، متى ما أوجدت للنواصي المقام، وأُفعمت التباسي بالزهام!
بمعنىً: نفهم بحالنا، ونُضخم مجالنا، ونُلملم شتاتنا، ونُلمع فعالنا، ولكن لا تأمرني أو تخدعني في «صمونة بيض المسلوق، أو بخصمة بو عسكر»!
ختاماً:
الحياة رسالة، فلنتخذ من مآربها السمو والتحليق؛ فالوعي سمة كبيرة متى ما كنا حقيقة كالنهار..