وطني أغنى وطن
من المعلوم اننا أصبحنا نعيش في عالم جديد، أصبحت الدول فيه لا يقاس غناها أو حتى فقرها بما قد تملكه من مال ولا تقاس بعمرها الزمني أو بمساحتها الجغرافية وان اتسعت وهناك من الأقوال العظيمة منها هذا القول الحكيم « لا تقاس العقول بالأعمار، فكم من صغير عقله بارع، وكم من كبير عقله فارغ خاوي» ومثله قول عظيم آخر « لا يقاس العقل بالعمر ولكن يقاس بالتجربة » وقد نزيد من الأقوال الحكيمة ثالث « تقاس الرجال بالعقول وتقاس العقول بالأعمال».
هذه الديار المباركة والتي فيها اقدس الأماكن للمسلمين قاطبة، الكعبة المشرفة قبلة المسلمين والمدينة المنورة بها المسجد النبوي الشريف، بقاع مباركة أمنة يحج لها المسلمون كل عام وإليها تهفو النفوس الطاهرة والقلوب الزكية لتأدية مناسك الحج والعمرة وزيارة الرسول الأعظم صل الله عليه وآله وسلم وعلى مدار العام القبة النبوية الخضراء تزهو بنورها الساطع جمالاً وتألق وحتى قيام الساعة بأذن الله.
ان هذه البلاد المباركة وقبل اكتشاف النفط، لها من الإيرادات الغنية والوفيرة فهنا أرض الحجاز وماهي عليه من التجارة والصناعة وهنا نجد وتسمى اليمامة وما ينضم تحتها من مناطق ومدن وأجزاء عامرة من اودية وإقليم كلها خيرات من رب العالمين، وستبقى كذلك بفضل الله وهنا المنطقة الشرقية والأحساء العريقة وما تتبعها من مناطق ومدن، تعجز الكلمات لما تحتويه باطن أراضيها من خير وعز، وهناك العديد من ربوع الوطن التي أن أردنا حصرها وخيراتها لا يسعنا غير المئات من البحوث والمجلدات وكما اسلفنا الذكر، ما تلك الخيرات والنعم التي منحها الله عز وجل لهذه الأرض والديار المباركة الا وسيلة وليس هي الغاية، فالمملكة لها تاريخاً حافلا بالإنجازات على الصعيدين المحلي والإقليمي والدولي ولها إمتداد تاريخي اقتصادي وتنموي عملاق تجاوز حدودها الشاسعة منذ مئات السنين ليعم خيره كل بقاع المعمورة من البلاد الإسلامية وبلاد الغرب الذي يعتمد جزا كبيرا عليه في نمو اقتصاده وتطور صناعاته وعلو شأنه، هذا أن أردنا التلميح وليس التشخيص الذي لا يسع المجال هنا ولا هو في صلب الموضوع ولا المقال.
هذا الوطن الحبيب المملكة العربية السعودية والذي يظل دائما في القلب وتبقى ذكريات ايام وسنين العمر لنا جميعآ، الجميلة والرائعة فيه خالدة، هو وطن النمو والتطلعات وهو وطن الإرادة والعزيمة الصادقة وهو بقيادته الحكيمة وبعقول مواطنيه المخلصين وعزيمتهم الوفية والصلبة، لقادر على أن يواصل المسيرة البناءة والخيرة وبرؤية ثابتة وبما حباهم الله إياهم من صبر وإيمان سوف يستفيدون من كل التجارب ويتجاوزون كبيرا وصغيرا كل الصعاب والعقبات وسوف يبقى هذا الوطن الغالي له ثقله في كل المحافل والمناسبات وسيظل بأذن الله هو الوطن الأجمل والأقوى ويبقى أغنى وطن لأغلى قيادة وأرقى شعب.