تقليد منتشر في منطقة الخليج ابتهاجا بصوم النصف الاول من الشهر توزع فيه الحلوى والهدايا على الأطفال
السعوديون يتشبثون باحتفال «القرقيعان» في رمضان
الأطفال يرددون بحماس أغنيات تقليدية وهم ينتظرون بدرية الدحيم، وهي عجوز سعودية من جزيرة تاروت في القطيف لتوزع عليهم أكياس الحلوى والفول السوداني أثناء الاحتفال التقليدي بانتصاف شهر رمضان «ليلة القرقيعان».
وليلة القرقيعان يُحتفل بها على نطاق واسع في منطقة الخليج والعراق.
وفي تلك الليلة يجوب الأطفال على بيوت الحي للحصول على هداياهم التي عادة ما تكون عبارة عن فول سوداني وحلوى. وترتدي الفتيات أثوابا ملونة ويتحلين بما لديهن من حُلي ذهبية بينما يرتدي الصبيان الأثواب التقليدية «الدشداشة».
وتوضح بدرية الدحيم أن الاحتفال بالقرقيعان كان بسيطا جدا فيما مضى كما كان يقتصر على إعطاء الأطفال بعض حبوب الفول السوداني.
وقالت بدرية الدحيم «كان والله قديم على بساطتهم يعني، الولد عنده ثوب نظيف يلبسه ليلة القرقيعان يفرح فيه، والبنات كذلك دشداشة عاديه فوقها البخنق 'وشاح غطاء للرأس' يسمى البخنق، اللي عندهم حُلي ولا شيء ذهب يلبسونه، يتحلون فيه، الحريم زي ما قلت يلبسون العبايات والزينة العادية، وراعية البيت الكبيرة هي اللي تجهز القرقيعان، وهو عبارة عن سبال 'الفول السوداني'، ما كان زي الحين، عبارة عن سبال برميت 'نوع حلوى' حاجة يعني بسيطة تنعطى باليد في كف اليد وتوضع في الكيس حق الطفل».
لكن مع دخول الحداثة منطقة الخليج وتحول نمط الحياة إلى الرفاهية منذ عشرات السنين، تغير شكل الاحتفال بشكل هائل.
وأصبحت الأُسر تجلب أطفالها للاحتفال المناسبة بشكل مفتوح في الشوارع ليشاهدوا العروض والأنشطة المفتوحة.
وقال منير آل بريه من جزيرة تاروت «القرقيعان مناسبة معروفة من وإحنا صغار يعني عرفنا ها الشي انه إحنا نطلع في هذا اليوم بالذات في الشارع ونشوف الناس كلها فاتحة بيوتها، يعني تعطينا اللي هو الحلويات والأشياء هادي».
وقال سعودي آخر من جزيرة تاروت أيضا يدعى سعيد الفيحاني «أول زمان كان بيصير فيه مجموعات من كل حي أو كل أربع خمس بيوت بيجمعوا أطفالهم بيروحوا يدخلوا في جميع البيوت إلى آخره. وكانوا وهم رايحين ورادين كانوا بأهازيج خاصة بهذه المناسبة. الوضع الآن تغير، كل عائلة جايبة اثنين ثلاث معها وخلاص. ما كان زي أول اللمة والجمعة حقة الطيبين زي ما نقول إحنا، الآن تغيرت شوى لكن تظل الفرحة كما هي».