الاحساء وأقلام الكتّاب
حقاً للاحساء أن يبر بها أبناؤها كيف لا وهي مَن تتربع في قلوب محبيها فضلاً عن أبنائها فكل من يسكنها من خارجها لا يفارقها فقد سمعت من أدلى بهذا القول ومنهم الدكتور ظافر الشهري رئيس النادي الأدبي بالاحساء حيث قال أنه قطن الاحساء منذ أكثر من ثلاثين عاماً ولم يسكن غيرها.
فلا يُلام أبناءها في برها وكل يبرها بطريقته ومن هؤلاء البررة الكتّاب فقد شمّر كل منهم عن قلمه وانبرى للكتابة عن معشوقته الاحساء وسأذكر النزر اليسير منهم لضيق المقام، فمن هؤلاء الذين كتبوا في الاحساء محمد بن عبد الله بن عبد المحسن آل عبد القادر في كتابه القيم تحفة المستفيد بتاريخ الاحساء في القديم والجديد وهو على قسمين طبع القسم الأول منه عام 1379هـ وأما القسم الثاني فقد طبع عام 1382هـ ثم أعيدت طباعة القسمين معاً عام 1402هـ وبعدها توالت الطبعات للكتاب عدة مرات يبدو أن آخرها كان عام 1419هـ بمناسبة المئوية لتأسيس المملكة وهو كتاب ممنهج أبجدياً يبدأ القسم الأول منه بذكر تاريخ الاحساء ومدنها وقراها ويبدأ القسم الثاني بذكر مشاهير الصحابة من سكان هجر وجواثى والخلاصة أنه كتاب لا غنى للباحث والكاتب والقارئ عنه على حد سواء.
ومنهم الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الطاهر «الاحساء دراسة جغرافية» وهو كتاب يتحدث عن جغرافية الاحساء في تسعة فصول تتضمن البحث في موقع الاحساء وأهميته وتضاريسها ومناخها وغير ذلك.
أما المهندس عبد الله الشايب فقد سجَل بقلمه «مقالات في تراث الاحساء» وكتب في كل ما يتصل ويمّت بتراث الاحساء من أنواع التمور وألعاب الأطفال والأمثال الشعبية.. الخ»
ويطالعنا فيمن كتب عن الاحساء كتاب من الذاكرة الاحسائية للأستاذ أحمد البقشي والذي يتضمن صفحات من تراث الاحساء في القرن العشرين وقد أجاد الكاتب في استقصاءه للبحث ويتضح ذلك من خلال تصفحك للكتاب لتجد فيه، البقالة في الذاكرة الاحسائية، الخبز في الذاكرة الاحسائية، الخياطة في الذاكرة الاحسائية، والكثير من العناوين والمحتوى الذي ينبأ عن عمق في البحث ورصانة في الكتابة.
وأضاف الدكتورالشيخ محمد جواد الخرس كتاباً في مدينة الهفوف على وجه الخصوص وقد عبّر المؤلف عن كتابه بأنه مدخل لدراسة مظاهر الحياة في المدينة وقد قسمه إلى ستة فصول تبين جميع مناحي الحياة المختلفة في الهفوف.
وآخر ما أذكره في هذه العجالة الكتاب المتميز «هجر واحة الشعر والنخيل» للأستاذ القدير عبد الله الشباط، كتاب رائع حقاً حيث يأخذك إلى عالم الأدب والأدباء الاحسائيين وطبيعة الاحساء ومياهها العذبة وإلى رموز واحة الشعر والنخيل.
يظل أبناء الاحساء شغوفين بودها وإكرامها لأنها واحة الأدب والثقافة والعلم والفقاهة فحري بهم أن يكونوا كذلك معطاءين في خدمة هذه الواحة.