«المرور»: كاميرات رصد مخالفة استخدام الهاتف في المراحل النهائية للتشغيل
أكدت إدارة المرور في المملكة أنها بصدد تركيب كاميرات، لرصد مخالفة قائدي المركبات أثناء استخدامهم الهاتف المحمول، أو عدم ربطهم أحزمة الأمان، مبينة أنه في «المراحل النهائية للتشغيل».
وأوضح المدير العام للمرور في المملكة العميد محمد البسامي، في حديث إلى «الحياة» أن «استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة يعد أحد أسباب الحوادث المرورية في السعودية حالياً، وربما يكون بعد عامل السرعة». مضيفاً «لو تعددت الأسباب، فاستخدام الهاتف المحمول يعد أهمها، فيما تتفاوت النسب من منطقة إلى أخرى. والجوال بصفة عامة متسبب رئيس في الحوادث المرورية في الوقت الراهن».
وأكد البسامي أن بث قائد المركبة فيديو له أثناء القيادة في مواقع التواصل الاجتماعي، يعد «إثباتاً على استخدامه الهاتف المحمول أثناء القيادة، وللمرور الحق في إعطائه المخالفة، لما في ذلك من تأثير في السلامة العامة».
وفي خصوص استعداد الإدارة العامة للمرور، خلال الأيام المقبلة، لعرض لقطات لمخالفي الأنظمة المرورية أثناء ارتكاب المخالفات التي ترصدها كاميراتها الموزعة في مختلف مناطق المملكة، عبر شاشة التلفزيون السعودي، ممثلاً بالقناة الأولى، بين أن «المرور في الوقت الحالي يضع الآلية، التي يتم العمل عليها للمهنية المجردة في شكل جاد، ومن لم يحترم قائدي المركبات المجاورة وأدبيات الطريق، نقول له أنت أثرت في السلامة العامة».
وفي شأن البحوث المتعلقة بالحوادث المرورية، التي تقدمها بعض المراكز المعتمدة، أكد البسامي أن «التعليق على نتائجها يستلزم الاطلاع على البحث والمرتكزات القائمة عليه، والمصادر التي استقى منها الباحث، وربما تتواصل إدارة المرور مع الباحث لمعرفة المعلومات والمصادر التي بنى عليها نتيجة بحثة، فقد تكون معطياته على الشوارع التي تتضمن كاميرات، لكنها لا تعتبر مؤشراً عاماً، فبعض الطرق قد لا توجد فيها كاميرات على سبيل المثال».
في السياق ذاته، أظهرت نتيجة بحث علمي بعنوان: «استخدام الجوال أثناء القيادة في مدينة الرياض»، أعده مركز الملك عبدالله للأبحاث الطبية، أن 13.8 في المئة من السيارات المارة يستخدم قائدوها الهاتف المحمول. وذكر رئيس البحث الدكتور سليمان الغنام في حديث إلى «الحياة» أن: «الدراسة قامت بتقويم نسبة المخالفات المرورية لدى سائقي مدينة الرياض، فيما قام الباحثون بمراقبة نسبة المخالفات في 13 منطقة ضمن مدينة الرياض، وتم جمع عينه من 1700 سيارة بطريقة عشوائية، وشمل ذلك الطرق السريعة وداخل الحواري».
مضيفاً أن: «نتيجة ذلك 13.8 في المئة من السيارات المارة كان قائدوها يستخدمون الهاتف المحمول، علماً بأن مدينة الرياض تحوي نحو خمسة ملايين سيارة، وبناء على ذلك فإن نتائج البحث تشير إلى أن ما يقارب 660 سيارة في الرياض ينشغل قائدوها بهواتفهم، وهذا ما يشكل خطراً على الأرواح ويهدد الأملاك».
وفي حين لا توجد إحصائية معينة لعدد الحوادث المرورية بسبب استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة، فإن المحامي والمختص في الشؤون المرورية مساعد الربيش أكد في حديث إلى «الحياة» أن «النسبة كبيرة ومرتفعة جداً، وذلك ما دعا وزير الداخلية إلى نقل هذا النوع من المخالفات من الجداول الأربعة لتصبح سبعة جداول، وشددت العقوبة فيها حتى رفع المبلغ الجزائي على كل مخالفة».
وعلق على قرار إدارة المرور، وبخصوص عرض لقطات لمخالفي الأنظمة المرورية أثناء ارتكاب المخالفات التي رصدتها كاميراتها الموزعة في مختلف مناطق المملكة، عبر شاشة التلفزيون، قائلاً: «عرض الأسماء أمر روتيني، أما عرض صورة للقائد نفسه فهو أمر آخر، أما عرض صورة للقائد مع المرافقين فيعد مشكلة كبيرة، ولا سيما إذا كان في المرافقين نساء، وقد تدخل إدارة المرور بذلك في حرج، وخصوصاً في الصور التي تتضمن صور نساء». وأردف قائلاً: لا بد أن يسن قانون بذلك من وزير الداخلية للتعديل في نظام المرور، إذ إنه «النظام»، لا يتضمن التشهير بالمخالف، ولا أعرف إن كان هذا القانون تم سنه حتى الآن أم لا؟ وإذا كانت المخالفات الـ11 تشكل خطراً على السلامة العامة، فيمكن حصرها، وبعد الحكم عليه يتم نشرها، لكن بعد سن القانون لها، أما المخالفات كربط الحزام والوقوف الممنوع، وغيرها، فلا تعد من المخالفات التي تشكل خطراً على السلامة العامة، بل أعتقد أنها ستشكل عبئاًَ كبيراً على التلفزيون، نظراً إلى كثرة العدد».