رؤى

 

 

-1-

هرول بعيداً
تلفت يمنة ويسرة
كأنه يخشى سطوة الغادرين
أنهكه السير
سقط مغشياً عليه
وحين أفاق
عقد العزم على التصدي لكل الصعاب
والوقوف بصلابة في وجهها
تسللت الحيرة إلى صدره
هل يستهل خطواته بأقرب الناس إلى قلبه؟
أكثر ما يأمل تحاشيه
التفسير الخاطىء من قبلهم
روحه النقية لا تطيق جراحات جديدة
حسبها ماعانت
من إخفاقات
ومتاهات
وعثرات
آهاته تنبعث من جديد
يطمع في إزاحتها
ماعساه يصنع؟
شعور غريب تملكه
مفاده أن الحظ عانده كثيراً
وقف حجر عثرة
قبالة العديد من أحلامه
وفوق ذاك
شكوك وظنون تقترف ضده
ويطاله منها التبعات البغيضة
سيشرع في مخططه
فربما نجح في أن ينحي عن كاهله بعضاً
من الشوائب المقززة
ليختط لنفسه درباً جديداً
بمعية من يتوق إلى رفقتهم

 

-2-

هجعت العيون
إلا من تواقة
إلى
بلوغ الحقيقة وسبر أغوارها
والإرتماء في أحضانها
قد هدأت الأنفاس
ونشر السكون ظلاله الوارفة
في تلك البقعة الوادعة
لكن
ثمة يدٌ عابثة
تقلب في الأوراق
تضعها تارة يساراً
وأخرى ترتضي لها ذات اليمين
ماتراه يفعل هذا الباحث عن ذاته ؟
المسربل بالحيرة
من رأسه حتى أخمص قدميه
المستغرق في محاولاته المضنية
للوقوف على الطلاسم العديدة
والسعي الحثيث إلى فك رموزها
والإجهاز على أعقدها وأشدها إيلاماً
التي تحوم حول سوء الطالع
أو كما بدأ ينعته باللعنة الخفية
مجهولة المعالم
لا يبتغي للورود أن تفترش طريق آماله
حسبه بمنطق عادل
ينصف جهوده
ويسير بها في الاتجاه الطبيعي
بعيداً عن المنغصات الغريبة
الجاثمة بشكل فجائي
والمزعزعة لمسيرته
قد عقد العزم
بأن لامناص
من طرق الأبواب الموصدة
وفتح النوافذ المغلقة
وبإرادة الأقوياء
قد يحقق بعضاً من مبتغاه
أو يأخذ جموحه في الاضمحلال
ويمسي
مجرد
إ
نـ
سـ
ا
ن
سقط من ذاكرة الزمن

* قاص وكاتب/القطيفـ. القديح*