لا شيء يأتي بالتمني

الكثير منا من يريد والبعض منا من يتمنى أن يكون شخصا ذو قيمة في المجتمع العربي أو ربما في العالم. سمعتُ الكثير ممن حولي في المجتمع يتمنى أن يكون مليونير، أو يتمنى أن يكون رئيس شركة، أو مدير تنفيذي لشركة مايكروسوفت، كاتباً، عازفاً، أو رساماً عالمياً. لِمَ تتمنى؟ لِمَ لا تكن ما تريد أن تكونه!؟ أنت الوحيد من لديه المقدرة في تسيير كل تلك الأمور لمصلحتك وبجانبك وإلى جوارك من بعد الله.

أنت من لديه القلم لرسم حياتك. لِما لا تبدأ برسمها؟ أتخشى الفشل؟

الناجحون حقا هم من فشلوا قبل نجاحهم. الفشل دليل على عدم الإنجاز، وبما أن هنالك عدم إنجاز فهنالك حتما إنجاز يجب أن تصل اليه. هل يمكن أن يكون هناك شرق بدون غرب! أعلى بدون أسفل! لا يوجد شيء من هذا القبيل. إنها نفس العملية.

لا تفكر بأن هنالك شخص سوف يأتي لك ويحقق لك ما تريده. هذا الشخص غير موجود تماماً في عالمنا. هل لديك عذرا آخر غير الخوف من الفشل؟ لماذا لم تكن بعد ما تريده؟

كل الأعذار ملغية من حياتنا فلا يوجد عذر في هذه الحياة يُقنعنا بنسبة ١٠٠ ٪، نحن من نخلق تلك الأعذار. سألتُ يوما أحد الأشخاص الذي قال لي أتمنى أن أكون رساما في المستقبل!! وضعت علامتا التعجب للتركيز، ودلالة على استنكاري الشديد في ذلك الحين. لماذا في المستقبل؟ لِمَ ليس الأن؟ فعندما تبدأ بخطوة التحول في الحاضر، ذلك ما يُحَوِل المستقبل. قال لي ذلك العذر الذي يتردد على ألسنة البشر: «لا أعرف». طيب اذهب وابدأ التعلم. قال: «لا أستطيع لأني أدرس في الجامعة وأريد أن أركز على ما أدرسه». قلت له: «ألا تستطيع أن تخصص لك ٣٠ دقيقة يوميا وتتعلم فيها الرسم»، بعد ذلك بدأ يفكر قليلاً وتركته وهو يفكر.

في الحقيقة الأعذار ما هي الا مجرد عوائق صغيرة نخلقها لأنفسنا لنبرر لها بأن هذا العمل شاق ولا نستطيع عمله، بينما هذا العمل سهل جدا ولكنه كبير ولربما يجب أن نحاول إلى تقسيمه. هذه الأعذار «العوائق الصغيرة» توجد لها الكثير من الحلول، ولكن من بعض مشاكلنا أننا عندما لا نعرف الحل بعد، نقول بأن الحلول غير موجودة بينما هي موجودة ولكننا لم نكتشفها بعد.

الأمر كله بيدك والقلم بيدك فابدأ برسم حياتك كما تريد. إذا أردت أن تكون لاعب كرة قدم، اذهب وتعلم كيف. إذا أردت أن تصبح عازفاً، اذهب وتعلم كيف. إذا أردت أن تصبح ممثلاً، اذهب وتعلم كيف. إذا أردت أن تصبح سعيداً في حياتك، اذهب وتعلم كيف. لا يهم أين أنت الآن ومن أنت. لا يهم من أين تبدأ بالفعل. بل ما يهم هو أن تبدأ بأخذ الخطوة بالتعلم. المهم هو أن تبدأ الآن.