القطيف.. مُسن يفترش ممرات «مستشفى» يثير «انتقادات»

صحيفة الحياة

أثار مقطع فيديو صور في أحد ممرات مستشفى القطيف المركزي ضجة واسعة بعد تداوله على نطاق واسع أمس عبر شبكات التواصل الاجتماعي. ويظهر في المقطع مُسن يفترش أرضية المستشفى في وضع «مزر»، فيما ينتقد مصور المقطع مستوى «الإهمال»في التعامل مع المرضى. إلا أن إدارة المستشفى، نفت وجود إهمال في تعاملها مع هذا المريض، حسب ما الـ «الحياة» وأنه يعاني من مرض نفسي، ورفض تلقي العلاج على سرير الفحص، وافترش أرضية الممر.

ويظهر المقطع، الذي تبلغ مدته دقيقتين و50 ثانية، مسناً يفترش أرضية ممر الإسعاف في مستشفى القطيف المركزي لنحو دقيقتين. فيما تحاول ممرضة إيقاظه، عبر التصفيق ومناداته بـ «حجي»، طالبة منه الدخول إلى الغرفة. بيد أن المريض المُسن لم يحرك ساكناً، على رغم كثرة المحاولات من جانب الكادر الطبي والتمريضي والإداري في المستشفى. فيما علق مصور المقطع قائلاً: «هكذا هي العناية في مستشفى القطيف المركزي»، موضحاً أنه صور المقطع بطريقة «سرية».

بدوره، دعا مدير المستشفى الدكتور كامل العباد، من صور المقطع إلى «التأكد والتثبت قبل التسرع بنشره، وذلك بالتواصل مع إدارة المستشفى مباشرة». وقال لـ «الحياة»: «إن نشر المقاطع من دون التأكد من خلفيتها يثير قلق المرضى خارج المستشفى وداخله، ويفتح مجالاً للتكهنات».

وأضاف العباد: «إن الرجل المسن في المقطع المتناقل مريض نفسي، ومصاب بانفصام في الشخصية، دخل إلى المستشفى نتيجة إصابته بالتهاب في الصدر، ما استدعى تنويمه في العناية المركزة مدة ثلاثة أيام، ومنها إلى قسم التنويم، وبقي لدينا 14 يوماً، ومن المفترض أن مدة بقائه في المستشفى لا تصل إلى هذه المدة. ولكن عدم وجود من يخرجه من أسرته دفع إلى إبقائه مدة أطول».

واستدرك مدير مستشفى القطيف: «لدى المسن بنت وولد، وكلاهما لم يتمكن من إخراجه، لحاجته إلى رعاية طبية خاصة في المنزل، وهما لا يستطيعان توفيرها»، لافتاً إلى أن هذا الوضع دفع إدارة المستشفى إلى «التفاهم مع جمعية سيهات الخيرية التي تملك داراً متخصصة في إيواء الحالات المماثلة، لاستقباله لديهم، ولكن عدم وجود سرير شاغر في الجمعية دفع بابنته إلى إخراجه من المستشفى، لحين توافر سرير له في الجمعية».

وأردف العباد: «مجمع الأمل للصحة النفسية في الدمام يقدم الرعاية النفسية للمرضى فقط، لذلك نستقبل حالات مرضى نفسيين، ونقدم لهم العلاج اللازم، وأعدادهم تعتبر قليلة جداً، وعادة يكونون برفقة أحد من أسرهم، عدا هذا المسن، إذ لم يبق معه أحد من أفراد أسرته».