أدباء الشرقية يودِّعون الشماسي بالشعر
استعاد شعراء القطيف صديقهم الراحل محمد رضي الشمّاسي في أمسية وفاء حضرها حشدٌ من الوجهاء والأدباء في المنطقة الشرقية. وكان الأديب الشمّاسي قد تُوفي في نوفمبر الماضي، عن عمر ناهز الـ 75 عاماً.
وهو أديبٌ وأكاديميٌّ من الطراز المحافظ؛ أمضى حياته العملية مشتغلاً في الأدب والثقافة، حتى تقاعده محاضراً من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن قبل قرابة عقد ونصف العقد.
نشر نتاجه الأدبي عبر المطبوعات المحلية، ملتزماً بعمودية الشعر، ورصانة اللغة. غير أنه ارتبط بعلاقات أدبية منفتحة على الأجيال الشابة التي وجدت فيه صديقاً وأستاذاً شديد التواضع، وهو ما حلّق حوله الأصدقاء. وفي ليلة تأبينه شارك 12 شاعراً من المجايلين في مقدمتهم محمد سعيد الخنيزي وعدنان العوامي وجاسم الصحيح والفلسطيني مصطفى أبو الرز والدكتور هشام الفارس، علاوة على نجل الشاعر الأكبر أيمن.
وتدفقت العواطف شعراً ونثراً في الحفل الذي قدّمه المهندس رائد الدحيلب، مُتناولة الإنسان/ الشاعر في سيرة محمد رضي الشماسي الزاهد في الأضواء إلى حدّ أن ديوانه الوحيد «عنوان الحب» نشره بعد إلحاح شديد من صديقه عدنان العوامي، طبقاً لما ذكره في أمسية شعر عام 2010م.
وُلد الشماسي في القطيف عام 1360هـ/1939، وبعد دراسته الأولى؛ اتجه إلى العراق ليعود بالبكالوريوس من كلية الفقه عام 1975، ويلتحق بجامعة الملك فهد التي ابتعثته إلى الولايات المتحدة. ومن ثم عاد حاملاً الماجستير في الأدب العربي من جامعة إنديانا عام 1980.
إسهامه الأدبي تمثّل فيما نشره محلياً، وفي مهرجانات شعر سعودية في الرياض، والقطيف، وأبها. وفي موقعه الأكاديميّ؛ حرص على بلورته رؤيته الأدبية المحافظة في صفوف طلابه. وعلى الرغم من شدّة محافظته الثقافية؛ غلّب أداءه الأخلاقي في إدارة اختلافاته مع الأصوات الجديدة المنادية بالتجديد في بُنى الأشكال الشعرية. وليلة التأبين عرض منظمو الحفل فيلماً وثائقياً عنه شارك فيه بعض أصدقائه وطلاّبه، من بينهم عضو مجلس الشورى محمد رضا نصرالله. وفي الحفل شاركت عضو الشورى الدكتورة نهاد الجشي أيضاً بكلمة مؤثرة.
ومن جهة النثر شاركت كريمة الشاعر شمس الشماسي، وصديقه لـ 50 عاماً السيد مهدي الصايغ. وجاء ختام الحفل بكلمة شقيقه المهندس عباس الشماسي.